محمد المشايخ صدرت أخيرا في عمان رواية جديدة للروائي عطيه عبد الله عطية (عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب)، وصاحب المشروع القصصي والروائي الذي تجاوز عمره أكثر من نصف قرن، هذا المشروع الذي يدعو إلى أن تسود المحبة والتعايش والتسامح والوئام بين افراد المجتمع كافة، كما يدعو لانتصار الخير على الشر، وإلى زيادة نار الحب بين العـُشـّـاق، ولا سيما كبار السن منهم، وبين الذين يعشقون بعضهم: وكل منهم من طبقة، فيجعل الذين في الطبقة البرجوازية يتنازلون ويتواضعون ويقتربون ممن هم في الطبقة الدنيا. روايته الصادرة قبل أيام بعنوان (السفهاء لا يعرفون الحب)، وهي رواية درامية اجتماعية بامتياز، وتحمل الرقم 22 بين مؤلفاته، وتقع في 316 صفحة، وتكشف النقاب عن أسرار وأحلام وتطلعات من عاشوا وعمّروا، وبينما هم في أوج شيخوختهم، وتمتلئ منازلهم بالزوجة وبالأبناء والبنات والأحفاد، تتاح لهم الفرصة، ليعيشوا حياة الشباب ثانية، وكلما تنحل عقدة من العقد التي تحول دون تحقق آمالهم، تظهر أخرى، وقد اتسمت هذه الرواية السيكولوجية، التي لا تخلو من الحكم والمواعظ والأبعاد الفكرية والفلسفية والسياسية التي تتعلق بالإصلاح الوطني الاجتماعي والاقتصادي، بأنها اضافت لصراع الحب بين الطبقات، صراعا آخر، تكون الوظيفة فيه على المحك، فالمعشوقة ابنة رئيس وزراء، ثم تغدو وزيرة، والعاشق مدير سوق، أو مدير في شركة. ولأن من أهم مواصفات رواية ما بعد الحداثة الخلق والإبتكار، فإن عطيه كان يلج رواية الخيال والأحلام والواقع في آن، ويبتكر لنا مشاهد تحقق المطلوب وطنيا واجتماعيا وانسانيا. وكتب عطية روايته بأسلوبه السهل الممتنع، وبلغة ساحرة آسرة مـُشوّقة وجذابة تفاصيل تداخل فيها السرد مع المونولوجات الداخلية والحوارات. وتعكس هذه الرواية التطور الذي أحدثه الروائي عطيه على تقنية الرواية العربية، وفي الوقت نفسه تدعو في مقدمتها المؤسسات الرسمية والشعبية المعنية بالثقافة إلى دعم ومؤازرة وتكريم المبدعين الكبار ولا سيما المهمشين منهم والذين لا تتعاون معهم وسائل الإعلام لإشهارهم وإبراز ما قدموه على الصعيد السردي، ودعا تلك المؤسسات إلى أن تحقق العدالة في هذا التكريم الذي يطال أفرادا دون آخرين. كما دعا الروائي المجتمع بعامة، والقراء بخاصة، إلى دعم ومؤازرة الكتاب الورقي، وعدم الأخذ بالدعوات التي تشجع الكتاب الألكتروني، ومطالعة الكتابات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون غيرها. وناشد الروائي القراء والنقاد لعدم دعوة المبدعين للتوقف عن الكتابة تحت طائلة انه لا أحد يقرأ، وأنه لا جدوى من الإبداع، فالأديب صاحب رسالة، وعليه التضحية بوقته وجهده وماله، من أجل إيصال رسالته إلى قرائه، مهما كانت ظروفه واوضاعه المعيشية والصحية . ومن الجدير بالذكر أن مؤلفات عطيه عبد الله عطيه هي:ديوان شعر: النار والورد، ومن رواياته: متى تورق الأشجار، الدم والتراب، وجوه لا تراها الشمس، المنعطف، عود الثقاب، نيران لم تنطفئ بعد، وما سكن الهوى، سفهاء فوق العادة، والبقية تأتي، السفهاء لا يعرفون الحب، ومن رواياته للأطفال: الحفيد الضائع، أريج، المغترب، مذكرات قط اشقر،طير من السماء، ومن مؤلفاته: عين كارم الحقيقة والحلم، عين كارم وطني الجميل، والبقية تأتي، فلسطين بين الظلمات الثلاث، فلسطين بين السلام والاستسلام، ومجموعة قصصية بعنوان:الآمال تنبعث من جديد