عمــــــان صَدَرَ العدد 392 من مجلة «أفكار» الشهريّة التي تصدُر عن وزارة الثَّقافة الأردنية ويرأس تحريرها د.يوسف ربابعة، متضمِّنًا مجموعة من الموضوعات والإبداعات الجديدة التي شارك في كتابتها نخبة من الكُتّاب الأردنيّين والعرب.
استهلَّ سامح المحاريق العدد بمفتتح بعنوان «شِعرٌ أكثر.. شِعرٌ أقلّ»، يقول فيه: «قبل عشرات السنين، كان أحدهم يرسل إلى المجلّة بقصيدة يؤمِّل أن تدشِّنه شاعرًا مُعترَفًا به، واليوم، ينضمُّ صاحبنا إلى قافلة الغبار الذرِيّ في الكون، وقصيدته هاجعة من غير قارئ واحد في بطن أرشيف مكتبة عامّة»، ويضيف: «هذه العدسة التي تنصرف لتأمُّل الماضي، تقابلها أخرى تتصدّى للمستقبل، حيث يذهب كثير ممّا يسمّى أو يتخيَّل أنه (شِعر) إلى خوادم عملاقة، فيبقى قابلًا للاستعادة، ومع ذلك فالمتلقّي يحتاج لبعض الوقت لتمييز أنَّ ما يقرأه -أثناء التصفُّح غير المكترِث لمواقع التواصل الاجتماعي- ينتمي إلى عالم الشِّعر الذي أصبح متَّسِعًا لدرجة انفلاته من أيّ تعريف أو تحديد» وبذلك «ينضمُّ الشِّعرُ إلى عالم السّيولة ما بعد الحداثيّة، والشُّيوع المفرط الذي أتاحته وسائل التواصل». تضمَّن العدد ملفًّا بعنوان «المشهديّة الشعريّة في الأردن- محطات» من إعداد محمد خضير الذي بدأالملف بمقدمة يقول فيها: «الشِّعر، ومنذ ولادته، ما زال يحفظ هيبة لغتنا العربيّة التي غبطنا عليها الشاعر الألماني «غوته» بالقول: ربَّما لم يحدث في أيّ لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخطّ مثلما حدث في اللّغة العربيّة»، كما أشار خضير إلى أبرز محطات هذا الملف الخاص بمئوية الدولة الأردنية؛ حيث مرَّت مئة عام «كان الشعر فيها حارسًا للّغةِ، جامعًا للحكايات، موثّقًا لسير الأوّلين.. ومنذ البدايات؛ قاوم الشعراء مشروع فرض اللغة التركيّة على الأمّة العربيّة، فاجتمعوا على استعمال العربيّة، واشتغلوا على بعث الوعي الوطني عبر القصائد والأناشيد، كما سعى الأمير عبدالله بن الحسين (الملك المؤسِّس) إلى جمْع الشعراء في إطار إمارته للذَّود عن العروبة والعربيّة». في هذا الملف كتب د. زياد الزعبي عن الملك عبدالله الأوَّل ابن الحسين: الأديب الشاعر، وعاين د.محمد الحوراني الحداثة في الشعر الأردني، أمّا د. محمد عبيدالله فقام بتحقيب الشعر الأردني الحديث، وقدّم د.ناصر شبانة إِضاءات على مشهد نقد الشعر في الأُردن، وتتبّع د.عماد الضمور موضوع تأثُّر الشِّعر الأردنيّ بالمشهد الشِّعري في الوطن العربي، وحلّل د.راشد عيسى البُنية الإيقاعيّة في شعر تيسير السبول، كما عاينت د. مها العتوم تحوُّلات قصيدة النثر عند أمجد ناصر. وفي باب دراسات، وبمناسبة مئويّة الدولة الأردنيّة، خصّصت «أفكار» مساحة تحت عنوان «شخصيّات إعلاميّة»، وفي هذا العدد يلقي عامر الصمادي الضوء على تجربة الإعلامية جمان مجلي الخريشة. كما نقرأ مقالات ودراسات متنوّعة؛ فكتبت د.فاطمة عبود عن البنيوية التكوينية،وكتب إبراهيم أبوحماد عن تيار الوعي، وقدّم د. إيهاب زاهر إضاءة عنشعر التروبادور الأوروبي، كما نقرأ: «أدباء محاربون من الغرب- آندري مالرو» لـِ»عبدالحميد الراوي»،»ثلاثيّة الهلاك لدى أوشو» لـِ»ديما الرجبي»، «أرجوزة عربيّة في مديح ملكٍ إنجليزي» لـِ»د.رشأ الخطيب»، كما كتب د.ضياء خضير عن أعمال الفنان التشكيلي علاء بشير وذاكرته المشفّرة.وفي الكتابة عن المكان الأردني كتب محمد فايد عن جماليات قصر عمرة. تضمّن العدد حوارًا مع الأديب محمود الريماوي حاوره موسى أبوريّاش.أمّا في باب «إبداع» فنقرأ قصائد لـِ: عِذاب الركابي، عمر أبوالهيجاء، نور سليمان. ونقرأ قصصًا لكل من: إنتصار عباس، ليمار المومني، حنين خالد. وحول أهم الإصدارات والمستجدّات على الساحتين المحليّة والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب «نوافذ ثقافية». العدد من إخراج المصمّمة هزار مرجي، وتضمّن الغلافان الأمامي والخلفي صورتين بعدسة الفنان الفوتوغرافي الأردني حمزة الزيود.