صدور كتاب “أخبار الأمير عبد الله بن الحسين بن علي في جريدة القبلة”
عرار:
عزيزة علي
عمان- يقدم الباحث الدكتور سلطان الرصيفان في كتابه “أخبار الأمير عبد الله بن الحسين بن علي في جريدة القبلة”، أبرز المقالات للكتاب الذين نشرت لهم جريدة القبلة. يقول المؤلف، في مقدمته للكتاب، إنه يؤرخ لفترة زمنية تمتد من 1916-1924، وهي فترة زمنية مليئة بالتطورات السياسية والعسكرية والتقلبات الإدارية والهبوط الاقتصادي في منطقة الحجاز وجوارها، والدور الذي لعبه الأمير عبد الله بن الحسين “الأمير الخطير”، كما كانت أقلام الصحفيين ومحرري جريدة القبلة تطلق عليه. ويقدم الكتاب استعراضا، وفقا الرصيفان، لجريدة القبلة بافتتاحياتها العريضة، باقتباساتها، بأخبارها ودعاياتها وهيئة تحريرها وتقويمها وإعلاناتها ووكلائها ومراسيلها وكيفية تعاملها مع رصيفاتها وحصولها على الأخبار، والأمور الفنية المتعلقة بالخط، وكذلك الاشتراكات وغيرها من التفاصيل الدقيقة. ويقول الرصيفان إن الكتاب ترجمة لحياة الأمير، نسبه، مولده، نشأته، تعليمه، صباه، كلام الصحفيين العرب والدبلوماسيين الإنجليز وآرائهم فيه من خلال تقديم أوصافه الخلقية والخلقية، وسياسة الأمير الخارجية في السنوات التي سبقت بدء الثورة واتصالاته مع الدبلوماسيين الإنجليز وحثهم على الخروج من الدائرة الرمادية في التعامل مع المشهد السياسي بالغيوم والاحتقانات. كذلك يتناول الكتاب، وفق المؤلف، تحليلا اجتماعيا وديموغرافيا لإقليم الحجاز من خلال استعراضه القبائل الحجازية والقبائل الأخرى التي كانت على طريق الجيش الشرقي الذي قاده الأمير عبد الله بن الحسين لإتمام التعليمات التي أوكلت إليه. وتتبع الرصيفان، في كتابه، سير الحركة العسكرية والاطلاع على الدبلوماسية التي كان الأمير عبد الله يمارسها مع الدبلوماسيين الإنجليز، ولوحظ حجم العمل الملقى على عاتق الشباب الذي كان وقتها في الثانية والثلاثين من عمره. ويناقش الكتاب، كما يقول المؤلف، جوانب من الجغرافيا التاريخية للحجاز إبان تلك المرحلة وتحليلا معمقا لها من خلال الحركة التعبوية للجيش الشرقي والمعارك التي خاضها والأرض التي تعمقت وتطاولت فيها سراياه الاستطلاعية ودورياته في السهول والأودية والجبال. وعن “جريدة القبلة”، يوضح المؤلف أن الجريدة الناطقة باسم حكومة الحجاز بقيادة الشريف الحسين بن علي، من خلالها أوصل آراءه وتحليلاته وأيدولوجية مملكة الحجاز التي كان يتزعمها وأعمال أنجاله وقادته الميدانيين، ووكلائه في النظارات المختلفة في حكومة الحجاز، حيث صدرت الجريدة بمعدل يومين في الأسبوع، وهما الاثنين والخميس، مبينا أنه من خلال هذا الكتاب يقدم معلومات تفصيلية عن كل ما يتعلق بالجريدة. كما يشير الرصيفان، إلى أن الجريدة لاقت اهتماما كبيرا من الشريف الحسين، ومن الأمير عبد الله الذي زارها أكثر من مرة واجتمع مع هيئة التحرير فيها، وكذلك زار الأشراف وأعيان الدولة والعلماء الجريدة وكتبوا مقالاتهم فيها، وعملت إدارة الجريدة على تعريف قرائها بهم، حيث زار الجريدة الأمير ضاري بن الرشيد وغيره من ضيوف الحجاز، كذلك زار إدارة الجريدة حضرة الفاضل الحاج عبدالله القباج أحد محرري جريدة “السعادة”، التي كانت تصدر في المغرب الأقصى، والكاتب الأول بمجلس الاستئناف بوزارة العدل المغربية، ومولاي محمد البلغيثي الكاتب الأول بوزارة الأوقاف المغربية. ويقول المؤلف إن جريدة “القبلة” راعت البروتوكولات المعتمدة في وضع الأخبار المختلفة عن أشخاص أو حوادث معينة وكذلك موقعها الصحيح في الجريدة، وذلك حسب أهمية الشخص أو الخبر، ففي خبر بعنوان “اعتذار”، مثلا، نقرأ “اعتذار التبس علينا اسم حضرة صاحب السيادة الأمير عبد الله بن الشريف محمد فيما نشرناه في العدد الماضي عن وصول سيادته بالسلامة من الطائف، فلم نضع هذا الخبر في المكان اللائق بأمير مثله من العائلة المالكة، لذلك نرجو أن يكون لنا عند سيادته عذر مقبول عن ذلك الخطأ المطبعي بعد بيان الحقيقة”. ويبين الرصيفان أن جريدة “القبلة”، حازت على تأييد الكثير من المثقفين العرب الذين أرسلوا الكلمات والخطابات التي تغنت بالجريدة، وفضلها في نشر الوعي القومي وتعزيزه في الحجاز وباقي الأقطار العربية، ففي خبر بعنوان “كلمة عن جريدة القبلة”، نقتبس ما يلي “أرسل حضرة صاحب المعزة الوجيه المفضال السيد محمد وحيد بك الأيوبي هذه الكلمة راغبا في نشرها، ونحن نزين بها صفحات جريدتنا مع الشكر إجابة لرغبة هذا الفاضل بالنظر ملا له من المكانة في نفوسنا وإن كانت القبلة لم يسبق لها نشر ما يرد عليها بهذا المعنى”. وخلص المؤلف إلى نشر مقال في جريدة الأخبار بقلم السيد محمد بك وحيد الأيوبي يتحدث فيه عن جريدة القبلة، ويقتبس منه عنوان المقال (مصباح المسلمين أعني به الجريدة العظمى التي أشرقت على العالم الإسلامي أجمع وطلعت اليوم على مصر أعدادها الأولى الوضاءة كما تطلع البدور، أعني به أم الصحف الإسلامية في جميع الأقطار، أعني به الصدى الأكبر لصوت المسلمين أجمعين، أعني به لسان حال مولانا الأمير الأعظم صاحب الشرف والقدوة العليا لأمة جده عليه السلام… أعني به (القبلة)، الفصحى التي أنشأتها لخدمة الإسلام حكومة البلد الأمين، إن جريدة القبلة هي خير من ألف جريدة صدرت مبشرة لأهل الإسلام باسترداد جلالة مولانا صاحب الإمارة الرسولية حق العرب خصوصا والمسلمين عموما ممن اغتصبوه، جاءت القبلة مبشرة بتحقق أمنية طالما جاهرت بها سنوات عديدات بأجهر صوت وأوفى بيان فطوبى لهذا القلب”.