أمسية أدبية في ذكرى ميلاد شاعر الأردن «عرار» في بيته الثقافي
عرار:
عمر أبو الهيجاء بمناسبة الذكرى السنوية لولادة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل ووفاته، نظم منتدى الجياد للتنمية الثقافية بالتعاون مع بيت عرار الثقافي أمسية أدبية استذكارية في «بيت عرار الثقافي» شارك فيها الأدباء: سامر المعاني، د. إبراهيم الطيّار، إيمان العمري، أحمد طناش الشطناوي، وجروان المعاني، وأدارت مفردات الأمسية الأديبة رولا العمري التي رعتها السيدة إيمان جودة وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين. رولا العمري في تقديمها العالي قالت: في الطريق نحو الإبداع، يشقى الشاعر، ينتقي الكلمة ليخلده التاريخ نجمة، ولكن في عتمة الإبحار، يبحث القبطان عن الأقمار، أما عن سماء إربد، التي سوف تضاء اليوم بنجوم تتحلق حول قمرِ عرار الذي ليس له محاق.
وأضافت: كان عرار وطنيا، وعروبيا وإنسانا، و»صعلوكا» بالمعنى الإبداعي، متعدد الاهتمام بين الشعر والقانون والترجمة واللغة والفكر والسياسة، منحازا للفقراء والمحرومين والمهمشين، معتبرا الشعر وسيلته للدفاع عن الحق كما القانون الذي درسه أكاديميا، منفتحا على آداب العالم، مقاوما للقهر والتسلط متحررا من كل سلطة، حتى سلطة الأب، وهو ما دفع ثمنه بالنفي والسجن. أول المتحدثين القاص سامر المعاني الذي سلط الضوء في ورقته على الشاعر عرار في ذكراه فتحدث عن مكانته الشعرية ووقفه إلى جانب المهمشين في الأرض، شاعر أخلص لقضايا أمته فكان القريب من أوجاعهم وتلمسها في أشعاره. الشاعر د. إبراهيم الطيار تحدث أيضا عن الشاعر عرار مستشهدا ببعض قصائده فقال: عرار هو شاعر الوطن والأرض والإنسان هو شاعر الحرية الذي طاف بجناحية في فضاء الشعر الواسع فكان حراً إنسانا مخلصاً، فهو الذي قال منحازاً إلى الفقراء: (قولوا لعبود علَّ القول يشفيني/ إن المرابين إخوان الشياطين/ كأنما الناس عبدانٌ لدرهمهم/ وتحت إمرتهم نص القوانين/ ومن يسهل أمراً فيه مصلحة/ لكم فملعون حقاً وابن ملعون). وأضاف: وقد تمثلت إنسانيته بحبه للناس من كل الطبقات وعشقه للأرض والإنسان فمن سكان وادي السير الذي تمنى أن يكون وقوفه فيه إجباريا إلى إربد والحصن ووادي الشتا حيث يقول: (يا بنتُ، وادي الشتا هشت خمائلُه/ لعارضٍ هلَّ من وسمِ مبدارِ/ وسهل إربد قد جاشت غواربه/ بكل أخَّاذٍ من عشب ونوارِ). من جهتها الشاعرة إيمان العمري قرأت أكثر من قصيدة فيها النفس الصوفي والروحانيات التي تجلّت فيها ومما قرأت نختار: أرعى الغمام/ وفي السماء تصبّني/ يا أرض ربّي/ إنّ ماءك مائي/ وتحجّ روحي كلّ يومٍ مرّةً/ ويسير صبحيَ/ صوب حلمِ مسائي/ صمتُ البياض/ يضجُّ في حبر الندى/ والزهر بات/ تفتحاً». أما الشاعر أحمد طناش الشطناوي فقرأ قصيدة عمودية نقتطف منها هذه الأبيات: «عيناكِ من سهــلِ الربيعِ ومائهِ/ ورسالتانِ مـن اخضـرارِ إبائهِ/ ويـداكِ مع خصرِ الصبَّا ريحانةٌ/ يلـويهما تحـتَ اشتعالَ غنائهِ/ مـرهــونتانِ لدى الحنينِ وشـــوقـهِ/ وأسيـرتانِ على رُبا أهــوائهِ/ يا جنـةً بالحسـنِ والشهـدِ الذي/ بلـغَ الندى متمسكاً بردائهِ». واختتم القراءات الأديب جروان المعاني فقرأ إلى الشاعر عرار نصا نثريا يقول فيه: «عرار/ كان يرى ما لا نرى/ ما اكتفى بالشعرِ/ تمرد/ و(القى السمع وهو شهيد)/ عرار كالسر في صدر الشهيد/ ما زال يسكن سنابل القمح/ ثم أوصى طفله اليتيم/ يا وصفي/ لا شيء يقتل الحقيقة سوى الخوف». ومن ثم تم تكريم المشاركين بالشهادات التقديرية من قبل راعية الأمسية.