نظم بيت الزبيرأمس الأول أمسية أدبية جمعت ثلّة من الأدباء والمثقفين العمانيين، احتفاء برواية (تغريبة القافر) للكاتب الروائي العماني زهران القاسمي الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها السادسة عشرة 2023، تحت رعاية محمد بن الزبير وبحضور عدد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية الشقيقة.
تضمنت الأمسية جلسة حوارية مع الكاتب الفائز الروائي زهران القاسمي بمشاركة الكاتبة الروائية بشرى خلفان والكاتب الصحفي خلفان الزيدي وأدارت الجلسة الدكتورة منى السليمية التي افتتحتها باستعراض السيرة الذاتية للكاتب وأهم أعماله الأدبية، وأوضحت أنه بدأ مشروعه الأدبي شاعرا، فأصدر أربع مجموعات شعرية وهي: (أمسكنا العوعل من قرونه، الهيولي، أغني وأمشي، يا ناي) وعندما أحس أن للحجر سيرة لا بد أن تحكى أصدرها في كتابين بعنوان (سيرة الحجر) عامي 2009، 2011، ثم أصدر روايات: (جبل الشوع، القناص، جوع العسل) ، ثم أصدر أربع مجموعات شعرية أخرى: (الأعمى، موسيقى، مراكب ورقية، سجينا في الخارج)، قبل أن يصدر عام 2021 روايته الرابعة (تغريبة القافر) التي أصبحت أول رواية عمانية تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية. زهران القاسمي الكاتب المحتفى به تحدث عن مشاعره بعد استقباله إعلان الفوز مؤكدا بأن الفوز مستحق فالحركة الأدبية في سلطنة عمان لها امتداد ثقافي وتاريخي، وليست وليدة اللحظة وقد آن الأوان أن يطلع الآخرون على تجاربنا، وحول تشابه بيئات رواياته والخصوصية المحلية التي تتناولها أوضح أن المكان هو البسطة التي يعمل عليها الروائي فإن تملك تفاصيل المكان يسهل ذلك في عملية الكتابة، والكتابة عن القرى أمر يستحق الالتفات إليه فعندما تنظر إلى خارطة سلطنة عمان نجد أن أكثر من 90 % من جغرافيتها تمثل القرى، والمدن الكبيرة معدودة ومعروفة، فالمسألة ليست الكتابة عن القرية أو المدينة بقدر ما هي إنك تعيش المكان وتفاصيله وتستغل الثراء الذي حولك في كتابة العمل، وأوضح أن رواياته حضّرها وكتبها حسب المخزون الثقافي وواقع الحياة التي يعيشها في القرية متضمنة الحكايات والأساطير التي يسمعها من كبار السن. وتحدثت الكاتبة بشرى خلفان عن نبوءتها لفوز (تغريبة القافر) عندما لم تفز روايتها (دلشاد) في الدورة الماضية بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز، وتحدثت كذلك عن التعاون الذي بينها وبين الكاتب زهران القاسمي القائم على الصدق وعدم المجاملة، حيث كانا يتبادلان فصول روايتيهما (دلشاد) و (تغريبة القافر) وينقدان بعضهما البعض لتكون الحصيلة وصول الروايتين في سباقات الجائزة العالمية للرواية الأدبية، وتطرقت إلى توظيف اللهجة المحلية في كتابة الروايات، فاللهجة العمانية بها العديد من التراكيب الفصيحة واستخدامها يضيف إلى النص ولا ينقص منه، وقد وظف زهران اللهجة المحلية في روايته بجسارة كبيرة دون أن يقلق بشأن قدرة القارئ غير العماني على التواصل معها. كما تحدث الكاتب الصحفي خلفان الزيدي عن توقعاته بفوز زهران بالجائزة قبل الإعلان عن الفوز لما وجد فيها من لغة آسرة، حيث يستنبط الكاتب حكاياته من القرية وواصل مشواره في الكتابة مستلهما حياة البسطاء ومختطا لنفسه خطا متميزا، ظهر ذلك في كتاباته ونصوصه الشعرية، وأوضح أن الأدب العماني خلال الخمس سنوات الأخيرة بدأ يبرز من خلال أسماء تنافس على الجوائز الأدبية المختلفة، كما أشار إلى كتابات العديد من النقاد الذين التفتوا إلى الأدب العماني ومنهم الناقد التونسي محمد زروق الذي كتب كثيرا عن زهران القاسمي، وراهن على فوز روايته الأخيرة، ووصف أحدهم أن قطار البوكر عاد إلى مساره الصحيح بعد منح الجائزة لـ(تغريبة القافر) بعيدا عن الجغرافية المعتادة، وحول أهمية الجوائز أشار بأنها هامة لتحريك جهود ترجمة الأدب إلى اللغات الأخرى.الوطن
وكالة ابناء الشعر