مجموعة شعرية جديدة للدكتور أنور الشَّعر تجسد بطولات أهلنا في غزّة
عرار:
نضال برقان صدر عن دار الخليج للنشر والتوزيع المجموعة الشعرية (راعية الغمام) للشاعر الدكتور أنور الشَّعر. وتتكون المجموعة من ست عشرة قصيدة من شعر الشطرين عدا قصيدتين زاوج فيهما بين نمطي الشعر الفصيح؛ شعر الشطرين وشعر التفعيلة وهما قصيدة (إنه الصفر) وقصيدة (ريم... يا روح الروح). وجسدت قصائد هذه المجموعة بطولات المجاهدين والمقاومين في غزة خاصة وجنين وفلسطين عامة. وسلطت الضوء على المجازر الدموية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الغزاة الصهاينة ضد غزة وأهلها الصامدين الصابرين. كما فضحت قصائد هذه المجموعة المنافقين المتخاذلين والمتآمرين والمرجفين الذين يستلون سيوف غدرهم ليطعنوا غزة وأهلها في الظهر وفي الخاصرة ويسلطون حراب ألسنتهم المسمومة ليشوهوا الصورة البطولية والصمود الأسطوري لشعب غزة ومقاومته. ويهدي الشاعر أنور الشعر قصائد هذه المجموعة إلى المرأة الفلسطينية في غزة وهي تعد أبناءها ليكونوا شهداء يروّون الأرض بدمائهم المنشور بسخاء كما المطر، فيقول: إليها... ترعى الغمامَ/ ومن كفَّيها ينهمرُ المطرُ/ ومن ثغرها يبزُغُ الفجرُ/ وفي حضنها تغفو البلابلُ/ ويسهرُ القمرُ. ويلحظ من القراءة الأولية لقصائد هذه المجموعة أنها تنماز في كثير منها بالتشكيل الموسيقي، فزاوج في بعضها بين شعر الشطرين وشعر التفعيلة في وحدة موضوعية تغطي الفقرات الشعرية للقصيدة. وجاءت قصيدة (رباعيات الطوفان) في عشر رباعيات مختلفة الأبحر والروي. وفعل الشيء نفسه في قصيدة (رباعيات عرين الأسود»جنين») فنظم فيها عشر رباعيات بأوزان مختلفة وروي مختلف جمعتها الوحدة الموضوعية. وجاءت قصيدة (مرايا الطوفان) في أربع فقرات من شعر الشطرين نظمت كل واحدة على بحر مغاير وروي مختلف. وبدأت المجموعة بقصيدة (راعية الغمام) التي تربي المجاهدين وتعدّهم ليوم الوغى. وتنتهي المجموعة بقصيدة (نشيد النصر) الناتج عن التضحيات الكبيرة لدى الأبطال الذين أعدّتهم راعية الغمام. وأعدت الناقدة الدكتورة جمانة السالم مقدمة لهذه المجموعة على شكل (شهادة في إضاءة) تتبعت فيها جماليات التعبير الشعري في قصائد المجموعة، فتقول: «وبعد، فقد أردت لهذا التقديم أن يكون إضاءة على (راعية الغمام) المجموعة الشعرية الرائدة في موضوعها الذي نعيش أحداثه ونحاول أن نتعايش معها؛ ووجدته رُغمًا عني يستحيل إلى شهادة عفويّة صادقة، ويسير بانسيابية ما كان بإمكاني التصدي لها أو السيطرة عليها، لعلّها انسجمت مع انسيابية قصائد المجموعة، وإيقاعاتها المؤثرة، ونَفَس صاحبها الطويل، وهو يغذّ الخطا ملاحقًا أحداثًا جسيمة متسارعة، منفعلًا بها ومتفاعلًا معها، مطوّعًا - كما ذكرت سابقًا - معجمًا شعريًّا غنيًّا، وشاعريّة مرهفة، وثقافة واسعة على مستويي الشكل والمضمون، تأتّت بأشكال متنوعة، وبرزت في تفانين عديدة، وقد عرّجت آنفًا على المضامين التي حملت كل شاردة وواردة فيما يتعلق بالموضوع الأساسي والفكرة الرئيسة لقصائد المجموعة، وألمحت إلى جوانب فنية عديدة غير منتهية، برز من بينها معجم شعري طوفانيّ غنيّ، وخوض واعٍ مسؤول في بحور الشعر العربي، وتماهٍ عجيب في الأساطير، خصّب رمزيّتها، ووسّع دلالاتها، وجنّبها الجمود، ويبرز كذلك انغماس في تناصات مندغمة بالواقع المعيش: دينية، وتاريخية، وأدبية، وسياسية، وتفيض بين هذا وذاك صور فنية مدهشة، تأخذ بالألباب وتعلق في الأذهان، معبرة عن وجهة نظر الشاعر ورؤاه، وحاملة فيما تحمل وجهات نظر ورؤى جمعيّة، جعلت الشاعر أنور الشعر لسان الحال، نقرأ قصائده، ونردّد معه: «سنرفع راية النصر المبين/ لبحرك، غزة المجد المصون/ نشيد النصر، والأعلام تزهو/ على الهضبات والسهل الحصين/ سنمسح أدمع الطفل الحزين/ ونرفع راية النصر المبين».»
جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 14-06-2024 12:37 صباحا
الزوار: 238 التعليقات: 0