عمان صدرت مؤخرًا المجموعة القصصية التاسعة للأديب والقاص الدكتور عيسى حداد، تحت عنوان «باكور»، وتضم 129 قصة قصيرة تنوعت أطوالها بين سطرين وصفحتين، في تجربة أدبية تتسم بالتكثيف والعمق معًا، وتكشف عن حس سردي رفيع. تحمل النصوص بين دفتيها همومًا إنسانية واجتماعية ووطنية، حيث تسلط الضوء على واقع المهمشين والمعذبين، عبر سردٍ يلتقط أمراض المجتمع وعلله، ويطرحها بجرأة وشجاعة، كاشفًا عن مكامن الخلل والوجع الإنساني. وقد أهدى الكاتب هذه المجموعة إلى حفيدته الصغيرة «ألوليفيا»، وجاء في الإهداء: «باكوري الذي طالما كان سندًا لي، أهديه إلى حفيدتي أليفيا. أرجو أن يمدّ الله في عمرك، وأن تعيشي في ظل والدك بصحة وسلام، وأن لا تحتاجي يومًا إلى هذه الهدية، لكن أوصيكِ أن تحتفظي بها كذكرى من جدك المحب.» في مقدمة المجموعة، كتب الأديب محمد رمضان الجبور موضحًا أن «باكور» تقود القارئ إلى صور مرصودة بعناية، مشيرًا إلى أن العنوان مستلهم من المفردة التراثية التي تعني العصا التي يتوكأ عليها كبار السن، في إشارة إلى الحكمة والاتكاء على التراث. وأكد أن الكاتب يتمتع بصدق الإحساس والعاطفة، ويتابع نبض المجتمع بنزعة إنسانية واضحة تمزج بين الواقع والخيال، بأسلوب بسيط ممتع، لا يخلو من الغرابة والدهشة. أما الأديب والناقد الأستاذ هاني الهندي، فقد قدّم دراسة تحليلية للمجموعة، وصف فيها النصوص بأنها رسالة صادقة موجهة إلى القارئ، تتناول قضايا الفقر والفساد والسياسة والمجتمع بوعي عميق، يلامس الواقع بتفاصيله الدقيقة، ويحرك مشاعر المتلقي ويحثّه على التأمل والتفاعل. تُمثّل «باكور» إضافة نوعية في المسيرة الأدبية للدكتور عيسى حداد، وتؤكد مكانته المتميزة في المشهد السردي العربي، من خلال مضامينها الإنسانية العميقة وصورها النابضة بالحياة والصدق. تجدر الإشارة إلى أن للقاص ثماني مجموعات قصصية سابقة، هي: مراثون العميان، وصدر الأخ، ورحم خرافي، وجوع، وخوابي، وأطر، والبيدر، وعبق الأم.