يتناول الشاعر في هذه المجموعة الواقعة في 138 صفحة من القطع الوسط، عدداً من المواضيع التي تدور في فلك التصوف ،حيث تقف الذات الإنسانية وجهاً لوجه أمام أسئلة الوجود والعدم، وتحاول أن تستبطن مكنوناتها الداخلية ،وتسافرُ في الأعماق، بحثاً عن كوىً تتسرب منها أنوار الكشف.
«على مشارف الرؤى
أراود القصيدة الأنثى عن الذي
يشفّه قميصها
وأحتسي
بفيض عريها الندي أناي
تهش لي
تفتح الأبواب عن فضائها
وتقتفي خطاي»
وعلى الرغم من أن موضوع التصوف يُعدُّ من المواضيع الخاصة الفلسفية التي ترتبط بالخلق والكينونة، إلا أن الشاعر استطاع أن يطوّعه ليستوعب القضايا السياسية والاجتماعية.
«رأيتني
أسير في الطريق
مثقلا أشدّ خطوتي
وخطوتي
تشدني لغير ما أريد
كان الطريق خاليا
وليس فيه أيما علامة
تدلني
بأنني
أنا الذي أسير فيه لا سواي»
« السفر في مدارات الوجود» هو سفر في الداخل الإنساني والخارج المحيط، حيث الذات هي صورة للعالم الكبير الذي يحيط بها، فالذات هنا هي البرزخ الذي يتفجر منه الشعر ويجري صافياً رقراقاً.
« أنا لست يوسف لست جميلا
ولست أرى كوكبا واحدا في المنام
على عتبتي ساجدا
يبشّر بي عند بئر الكلام
أنا لا أرى في منامي سواي
أخبئني في قميصي
وأمشي»
المجموعة هي الرابعة في مدونة ابو الشيح الشعرية، الذي سبق وأصدر «إياك أعني»، « كومة أحلام»، « دوائر الجنون»، وهو من مواليد  1961، عضو حركة شعراء العالم، أمين سر منتدى الرمثا الثقافي، عضو رابطة الكتاب الأردنيين، رئيس لجنة الشعر في مهرجان الرمثا للشعر العربي، شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية المحلية والعربية