|
عرار: عرار:صدر عن دار البصائر الجديدة للنشر والتوزيع في الجزائر، كتاب بعنوان "شعرية القصّ وسيمائية النص.. تحليل مجهري لمجموعة " تفاحة الدخول إلى الجنة "، للأستاذ الجامعي والناقد الجزائري المعروف الدكتور عبدالملك مرتاض. "تفاحة الدخول إلى الجنة" هي المجموعة القصصية الثانية للكاتب الإماراتي سلطان العميمي، صدرت بأبوظبي العام الماضي 2013 عن دار (مدارك) للنشر، وتميزت هذه المجموعة التي توزّعت على 85 صفحة من القطع الصغير، بالنضج في التعامل مع الحدث الذي يتكئ عليه الكاتب في القصة، والذي صدر له كذلك العام الحالي 2014 روايته الأولى (ص.ب: 1003)، فيما جاءت مجموعته القصصية الأولى بعنوان "الصفحة 79 من مذكراتي" التي صدر مؤخراً الطبعة االرابعة منها نظراً لما حققته من أصداء بين القراء. ويقع الكتاب التحليلي للناقد الجزائري في 238 صفحة من القطع المتوسط، جاء في خمسة مستويات بحثية تناولت 4 قصص مختارة، المستوى الأول (شعرية اللغة وكثافتها في مجموعة " تفاحة الدخول إلى الجنة ")، المستوى الثاني: (سيمائية الشخصية وحركاتها في المجموعة)، المستوى الثالث: (تحليل البناء الحدثي وتدويره في المجموعة)، المستوى الرابع: (بناء الحيز وتدويره في المجموعة)، والمستوى الخامس: (مسار الزمن وبتره في المجموعة القصصية المذكورة)، مع ملحق بنصوص القصص المحلّلة وهي: "تفاصيل صغيرة"، "صد.. مات"، "في غمزة عين"، و"أنفاس". وفي تقديمه للكتاب، يقول د.عبدالملك مرتاض (.. لم يلبث القاصّون العرب أن انبَروْا يكتبون القصة بمعاييرها الفنيّة الحديثة، ثم الجديدة، بل ذات النزعة الأجدّ؛ كما جاء ذلك الأديب الإماراتي سلطان العميمي الذي طالعنا بمجموعة قصصيّة جميلة له، وعنوانها :"تفاحة الدخول إلى الجنة ". وقد اشتملت على خمسٍ وثلاثين عملاً قصصياً: وذلك مابين قصةٍ أو أقصوصة؛ ومابين ما يمكن أن نطلق عليه :"الأقصوصة التغريدة" بلغة التواصل الإلكتروني على عهدنا هذا، أو "الأقصوصة/ البرقيّة "، بحيث إنّا نجد كثيراً من هذا النوع من القِصص في مجموعة القاصّ سلطان العميمي. وقد بلغ عدد الأقاصيص البرقيّات في هذه المجموعة زُهاءَ ثلاثٍ وعشرين، بحيث لا يجاوز حجمُ الأقصوصة البرقيْةِ الواحدة منهن أكثرَ من سطرٍ واحدٍ حدّاً أدنى، وسبعةِ أسطرٍ حداً أقصى. ومابقيَ من القِصص، وهنّ زُهاءُ عشرٍ تبلغ أحجامهنّ المتعارف عليها نقديّاً، مع جنوح إلى التكثيف الشديد في لغة القصّ في الحالين الاثنتين). وتابع د.مرتاض: ولعلّ من الطريف أن أذكر للقارئ الكريم أنّ الأديب سلطان العميمي كان ربما قرأ لي طائفةً من هذه القِصص وهي لا تزال طريّة الحبر، جديدة النشْء، مخطوطة الكَتْب، حين أختلف إلى مدينة أبوظبي؛ فكنت لا أزال أبدي إعجاباً صادقاً بهنّ، وأستحثّه على الإسراع بطبعنّ، ليستمتع بقراءتهن القّراء الهاوُون لجنس القصة، كما كنت أستمتع. وذلك مافعل. ولم أكن قطّ أفكّر في أنّي سأكتب مقالةً، يوماً، عن هذه القصص الجميلة، بل كتاباً تحليليّاً لها كاملاً أنافت كلماته عن إحدى وأربعين ألفاً ممّا يَعُدّون. وقد تقرّر ذلك في ذهني حين أهداني هذه المجموعة مطبوعةً طبعاً أنيقاً، وأنا بأبوظبي في شهر مايو من سنة (2013)، فأزمعتُ الكتابةَ عنا، بعد أن قرأتها، هذه المرّة مطبوعةً، لِمَا كان، ربما، بيني وبين نصوصها، أصلاً، من وشائج وحنينٍ. وعلى أنّ ما أكتب عنها اليوم ليس رأياً مسلَّماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا هو الكلمة الأخيرة عنها؛ ذلك بأنّي لست من النّقّاد الذين يَهووْن إصدار الأحكام النقديّة القطعيّة للإبداعة الأدبيّة، أو عليها، ولكنّه مجرّد تحليل سيمائيّ حداثيٌّ لبعض نصوصها المجهرية... فالنّصّ الإبداعيّ واحد، والنقد متعدّد. وأوضح الناقد الجزائري أنّه لمّا كان من العسير، أن نتناول كلّ قِصص هذه المجموعة بالقراءة التحليليّة، وذلك مخافةَ أن يُفضيَ سعيُنا هذا إلى صناعة كتاب ضخم، ارتأينا أن نجتزئ بتحليل أربعةِ أعمال منها: أقصوصتين/تغريدتين (الأولى والثانية في المجموعة)؛ ثم تحليلِ قصتين اثنتين فيها:(الأولى [في غمزة عين] والأخيرة [أنفاس] في المجموعة)، وذلك حتّى لا يقالَ إنّا انتقينْا في اختيار المأَدّة القصصيّة التي طرحْناها لإجراءاتنا التحليليّة إيثاراً وانتقاءً. وقد قاربْنا تحليل هذه الأعمال الأربعة (اثنان منها أقصوصتين برقّيتين،واثنان آخران في شكل قصّتين)، ومجموع كلمات الأعمال الأربعة المحلَّلة يبلغ 677 كلمة، بمنهج التحليل الشعريّ الذي كنّا حلّلنا به طائفة من الأعمال الشعريّة سابقاً، ذلك بأن القصة تقترب لغتها من لغة الشعر في الإيجاز والتكثيف، يضاف إلى ذلك أن حجم القّصة يشابه حجم القصيدة أيضاً. فهاتان الخاصّيّتان الفنّيّتان حملتانا على تطبيق منهج التحليل الشعريّ في مقاربة هذه الأعمال القصصيّة، هنا، وربما كان ذلك لأول مرّة في العربيّة. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 02-07-2014 03:58 صباحا
الزوار: 6264 التعليقات: 0
|