|
عرار:
الدستور : وقع الشاعر الدكتور جاسر عموري مساء أول أمس، وسط حفاوة كبيرة في رابطة الكتاب الأردنيين ديوانه الشعري الجديد «أريج الشعر»، الذي نظمه بيت الشعر العربي في الرابطة ولجنة الشعر، وشارك في حفل التوقيع أداره الشاعر رغيد الشخشير، الناقد الدكتور عمر ربيحات، والشاعر سعيد يعقوب، بحضور الفنانة هند حامد وحشد كبير من المثقفين. واستهل حفل التوقيع الناقد د. ربيحات، بقراءة نقدية حول التنوع الشعري والصوري في ديوان «أريج الشعر»، للشاعر عموري، قال فيها: إن من يطالع ديوان:»أريج الشعر»، للشاعر الدكتور جاسر عموري لا يكدّه العناء، في إدراك مدى التنوع الشعري الذي ينتظم الديوان في موضوعاته حيث الوطن العربي وحضوره الصارخ إلى الوطن الأم فلسطين إلى العراق فسوريا إلى كل شبر فيه، متنقلا إلى الوجدان والإنسان طائفا بعلائق القلب والوجد والحب والحنين. وأضاف قائلا: لم يكن التنوع موضوعاتي فحسب، بل والتنوَّع في الموسيقى والإيقاع بما يتناسب والحالة الشعورية التي يعيشها، فتارة نجده صاخبا متعالي النغم، ومرة أخرى تحس بهدوء الروح وخفة وطأة النبر والتنغيم الذي يساير العاطفة من ناحية الصورة الشعرية والحالة الشعورية من ناحية أخرى. أما عن عوالم الديوان ذكر د. ربيحات: نلحظ هذا التدفق الشعري الجارف وجمال التصوير، وإذا كان التنوع في الموضوع سمة اتسم بها الديوان، فإن التنوع الصوري كذلك سمة واضحة فيه من الصوتي إلى البصري غلى الصورة المركبة، ناهيك عن التنوع في التشكيل الشعري للقصيدة، مؤكدا أنه ومن خلال هذا التنوع نجد الشاعر د. عموري قد رواح بين الوطني من جهة والقومي من جهة أخرى، حيث يربط أطراف الوطن في القصيدة الأم للديوان»الصدق أريج الشعر»، إذ ينفتح ستار الشعر على المطلع الذي يحمل بعدا قوميا عاشه الشاعر ومعبرا عن التجربة الشعرية التي عاشت في نفسه أكثر من سبعين عاما، بل إنه يختصر سيرة إبداعه ويختزل عمق تجربته في هذه القصيدة، فاتحا أبواب الشوق إلى فلسطين حبا دائما متجددا عابرا منه إلى أرض النخيل بلاد الرافدين مارا إلى بردى، وكأنه ينكأ جراحه التي تتجدد كل يوم في كل قطر عربي، بل إنه يختصر حكايته مع عروبته بقوله»ولكل ثغر بالعروبة ناطق/ لا كان شعرا لي وليس بصادق». وخلص إلى القول د. ربيحات: أن الشاعر د. عموري لم يكن بعيدا عن السياسة والساسة ففي قصيدة «إنه وطن»، نجد النقد اللاذع لمن فاوض على الوطن، واصفا إياهم بعد الحساس بالمسؤولية الوطنية. إلى ذلك قدم الشاعر سعيد يعقوب شهادة إبداعية في ديوان «أريج الشعر»، قال فيها: ليس من السهل الحديث عن شاعر بحجم الدكتور المهندس جاسر العموري في عجالة أو بمقالة أو بشهادة ذلك أن المتحدث سيترك كثيرا من جوانب هذه الشخصية الشاعرة الفذة والنضالية المقاومة والإنسانية المليئة بالقيم والمثل العليا والعملية الحافلة بالإنجازات والعطاء عبر مسيرة طويلة متوجة بالنجاحات المادية والمعنوية وعمر مديد مفعم بالمواقف الوطنية المشرفة والتي يعد أبرز تمثلاتها هو إصدار ثمانية دواوين شعرية. وقال أيضا: إن طفولة الشاعر والظروف التي تحيط به سواء البيئة والأسرة والمثل الأعلى أو القدوة والحادثة الأبرز التي تقع فيها هي أهم العوامل التي تصوغ نفس الشاعر وتشكل وجدانه وحين نعرف ونتعرف إلى البيئة الجغرافية التي ولد ونشأ فيها الشاعر جاسر العموري ندرك مباشرة حجم كل هذا الجمال الروحي والنفسي الذي يتمتع به شاعرنا فقد ولد في جنين ودرج على ترابها ولها بين بساتينها وحقولها ومروجها الغناء وصعد جبالها وهبط وديانها وتنقل بين مرابعها وتقافز كالطيور بين مغانيها تلك الأرض الخلابة ذات الطبيعة الساحرة والمناظر الفاتنة وما يلقيه كل ذلك من جمال في نفس الشاعر وروحه ووجدانه وذاكرته فلا غرو إذن أن تكون نفسه تحفل بالجمال وعينه مولعه بالكمال تنشده حيث كان وتعتبره غذاءها الي لا غنى لها عنه وقد نشأ في أسرة متدينة محافظة على العادات والتقاليد وطنية صادقة في وطنيتها ولا أدل على ذلك من أن والده الشهيد إبراهيم العموري كان قائدا لفصيل الزلازل الذي هاجم المنتدب البريطاني بعمليات فردية عديدة والمستوطن الصهيوني قبل اندلاع ثورة عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين واستطاعوا أن يسجنوه ولكنه استطاع أن يفر من السجن ثم نال الشهادة بعد ذلك فهو إذن ابن شهيد وشهادة والده هي الحادثة الأبرز التي وقعت له وأثرت في وجدانه. ومن جهته تحدث د. جواد العناني بهذه المناسبة فقال: عرفت الشاعر جاسر العموري منذ سنوات طويلة، وقرأت قصائده التي كان يحرص على إبداء رأيي فيها، وكنت أجد فيه شاعرا كبيرا يحمل هم قضيته العادلة ويدافع عن أمته ويعبر عن همومها وأحلامها، وهو شاعر وجداني من طراز رفيع يعبر عن خلجات نفسه وما يعتمل بها من حزن وفرح بسلاسة ولغة صافي. من جانبه المحتفى به د. عموري قرأ مجموعة من قصائد ديوانه «أريج الشعر»، حازت على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها، ثم قدمت الفنانة هند حامد وصلة غنائية استحوذت على إعجاب الحاضرين. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 20-03-2017 09:15 مساء
الزوار: 704 التعليقات: 0
|