|
عرار:
عن دار ورد في عمّان، صدرت مؤخرا رواية جديدة للأديب د. محمد عبد الله القواسمة، بعنوان (وداعا ساحة النخيل)، تستعرض على صعيد المضمون أثر الربيع العربي عند انطلاقه، على الحراك الشعبي في الأردن، وتربط بين هذا الحراك، وبين ظاهرة البلطجية والتكفيريين، الذين آذوا كثيرين من الحراكيين، وحتى المستقلين، ممن كتبت عليهم الأقدار المرور من (ساحة النخيل) في عمان، دون أن يكونوا قد فكروا أصلا بالمشاركة في المسيرات، التي كانت تنطلق بعد صلاة كل يوم جمعة من أمام المسجد الحسيني إلى تلك الساحة، ومنهم بطل الرواية (جلال)، الذي اختطفت شقيقته على أيديهم فيما بعد، مع الإشارة لوصول البلاطجة إلى المستشفيات، واعتدائهم على الأطباء والكادر التمريضي، حيث ماتت على أيديهم خطيبة بطل الرواية الممرضة(سوسن)، كما تستعرض الرواية الكثير من القضايا القومية، والإنسانية، وتتنقل أحيانا ما بين عمان والقدس وأمريكا وغيرها حسب تحركات شخصياتها، بهدف إدانة ظواهر العنف المجتمعي والفساد، والدعوة إلى الوحدة الوطنية، ووحدة المجتمع في مواجهة التطرف، وتحقيق التسامح، والعدالة الاجتماعية، والأمن والأمان، والانتصار للخير في مواجهة الشر والأشرار، وتنتهي الرواية بعودة الوعي لبطلها جلال، الذي استطاع من خلال لقاءاته ببعض البلطجية، أن يفهم أسرار وما ورائيات ذلك الحراك، فيهرب لمنزله وهو يردد عنوان الرواية»وداعا ساحة النخيل». مما يلفت الانتباه في هذه الرواية الواقعية، والتي لم تخلُ من تحليق الخيال، قدرة مبدعها على بث المونولوجات الداخلية، وعلى تقديم المشاهد السينمائية التي تواكب تحرّكات القاعدة الشعبية، وعلى الجمع بين الحوار المسرحي والسرد الروائي والتسجيل والتوثيق دون السقوط في المباشرة، ثم الاتكاء على الموروث حيث في الرواية أبيات شعرية، وآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وتجاوز للموروث أحيانا عند إيراد خطابات سياسية، أو أخبار اجتماعية ووطنية، ويسجل للروائي حديثه الجريء عن مرحلة حاضرة في التاريخ والوجدان الشعبي الأردني، إذ جرت العادة أن تدور أحداث الروايات المعاصرة حول أحداث تاريخية قديمة هروبا من المساءلة، كما يسجل له إنصافه للمرأة، فهي الزوجة والأم والشقيقة والجارة والحبيبة، والشريكة في المعاناة والباحثة عن التكامل مع الرجل رغم قسوة الظروف، كما يسجل له أيضا انتصاره للرواية المحلية، واتخاذ قلب العاصمة عمان (بمساجدها، ومقاهيها، ومؤسسات المجتمع المدني فيها، وشوارعها) ساحة لأحداثها. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 20-06-2017 12:15 صباحا
الزوار: 1298 التعليقات: 0
|