صدر حديثا، عن دار وائل للنشر والتوزيع، رواية «مرساة»، لأشرف أبو غربية، في 150 صفحة من القطع المتوسط. تدور أحداث الرواية بين الأردن والعراق، وتتحدث عن التوأمة بين الأردن وفلسطين، وكيف أن المواطن العربي يمر بظروف بغاية الصعوبة، خاصة في زمننا هذا، بأحداث تظهر المبادئ السامية عند بطل القصة، التي يدفع ثمنها غاليا، ويتجلى في الرواية الأمل والألم، والتضحية وانتظار الفرج، والحب والحرب، ودفء العلاقة الزوجية بين «سارة» و»عوض»، في زمن «نتزوج فيه ولا نجب»، و»ننجب ولا نربي»، و»الظلم المؤذن بخراب العمارن». من أجواء الرواية نقرأ: «كانت ليلة شديدة البرودة، شهر آذار من العام 1990، عمان ببردها القارص وأشجارها التي تتراقص على صوت زمجرة الرياح، وصوت المطر كان يعزف أحلى لحن على أسطح المنازل، كان البرق يلمع بين الفينة والأخرى، ليأخذ صورا تذكارية لفصل هو الأشد برودة من سنين. رائحة التراب تبعث إلى النفس الطمأنينة وتجعل الإنسان يحن إلى أمه الأولى. يومها تأخر عوض وشعرت سارة بالخوف، وكان يُدخل إلى قلبها الطمأنينة ضوءُ منزل أم ربحي الذي ما زال متوهجا. سارة ذات العشرين ربيعا ببشرتها البيضاء كأن الشمس وضعت ستائرها عليها، عيناها واسعتان، بهما حور، تظلاهما رموش طويلة شديدة السواد، شعرها الطويل المسبل يصل إلى خاصرتها، قوامها المتناسق الممشوق..! من نظر إليها أحبها دون استئذان، ابتسامتها التي لا تغادرها تحمل الأمل والأمان لكل من قابلها..».