عمان بعد إصداره (15) ديوانا شعريا، و(9) كتب نقدية، يـُعبـّر الشاعر والروائي د. جمال سلسع (رئيس المنتدى الثقافي الإبداعي في بيت لحم)، عن وقع الاحتلال وانتهاكاته وإجراءاته على وجدانه ووجدان أبناء شعبه الذين التزم بهمومهم وبما يجري على أ رضهم ، من خلال روايته الجديدة الصادرة عن مكتبة (كل شيء) في حيفا بعنوان (عاصفة تقرأ الضباب) ردة الفعل الفلسطينية تجاه ذلك كله، من خلال المقاومة، وما نفذته من انتفاضات متتابعة، مبرزا ما جاء في الديانة المسيحية، وفي ابجديات القومية العربية، إلى جانب الموروث الوطني الداعي للخلاص.. في هذه الرواية السيرة الذاتية لمؤلف الرواية من المهد إلى المعتقل إلى الحرية، ووقفات عند أبرز محطاته الأدبية وإصداراته، وفيها ايضا سيرة الشعب الفلسطيني وعذاباته وتضامنه وتكافله وانتصاراته، وإن كان الروائي قد خصّ القدس وبيت لحم وبيت ساحور باهتمامه، فإن الجغرافيا الفلسطينية كلها كانت واضحة المعالم وتلهمه أحداثها بالمزيد من الإبداع، بالإضافة إلى تخليده للكثير من الشخصيات القيادية المناضلة الاعتبارية، وتلك التي صعدت من رحم الأرض وقاعدتها الشعبية، مع التركيز على دور الأدباء والفنانين والإعلاميين، عدا عن دور أسرته (الأب والجد، والأم والجدة، والبنات والأبناء) في النضال ببعديه الوطني، والصحي التطوّعي من خلال إسعاف ومعالجة الجرحى والمرضى وتقديم العلاج مجانا لمحتاجيه في أصعب ظروف الحرب والحصار، لقد تجاوز د. سلسع بحنكته الفنية الرواية التسجيلية والتاريخية، وقدّم لنا رواية فنية بجماليات متقدمة، كان فيها من المونولوجات والتداعيات التي أحالت نصّه إلى رواية سيكولوجية نقلت ما فيها من تأثر، للتأثير على قارئها الذي اكتوى بنار الاحتلال عن بـُعد، كل ذلك بلغة شعرية حماسية عالية الايقاع ومـُشكلة، وبأسلوب سهل ممتنع.