تحت عنوان «حوار مع التاريخ»، يأتي الإصدار الجديد للباحث عبد القادر أبو شمسية الحداد، وذلك عن دار زهران للنشر والتوزيع في عمان.
ويقدم الحداد من خلال الكتاب نقدا تاريخيا للأمة العربية، إذ يتناول الأحداث التاريهية التي مرت بواقع الأمة العربية منذ عصر صدر الإسلام، حيث قامت الحضارة العربية الإسلامية، منتقلا إلى المراحل التي مر بها الفكر العربي الإسلامي، ليس بمفهومه العام الذي هو عبارة عن ممارسة عقلية تحاول إزاله العثرات التي اعترضت سبيل تحرر هذا الفكر وانطلاقع نحو الرقي والتقدم فحسب، بل لإدراك أهميته وضرورته في الحياة المعاصر للأمة العربية، التي افتقدت إلى النقد العلمي النزيه المتمرس بطرق البحث العلمي.
وبحسب مقدمة الكتاب التي كتبها د. سعد شاكر شلبي فإننا «نرى من خلال هذه الحوارية التي أجراها الحداد مع ذاته ونسبها للتاريخ محاولة علمية جادة، تطرّق بين سطورها إلى خطوات علمية قائمة على النقد الكفيل بتحديد الكثير من مظاهر الجمود الفكري والقيام بتفسيرها».
ومن أجواء الكتاب نقرأ: «بمعرفتنا الصحيحة بالماضي نستطيع أن نحدد دورنا ومكاننا في الحاضر، ونضع الجيل القادم على الطريق السوي للسير قدما نحو المستقبل، وأي جيل لا يتقن دراسة تاريخه بأحداثه كما هي بوجهيه الحسن والقبيح يكون جيلا مبتورا. وإذا عرف الوجه الحسن منه دون القبيح يكون جيلا مخدوعا، يجهل صحيح ماضيه، فلا يستطيع أن يعرف دوره في الحاضر، وبالتالي لا يستطيع أن يحدد دوره في مستقبله، فالماضي يعتبر مطية للوصول إلى المستقبل، وإذا فقدت المطية فقد الوصول..».