|
تعد مناسبة لإحياء إرث الأجداد الأمازيغ يحتفلون بيناير سنة التقويم الزراعي الأمازيغي
مركز عرار:
تعد مناسبة لإحياء إرث الأجداد الأمازيغ يحتفلون بيناير سنة التقويم الزراعي الأمازيغي يحتفل الأمازيغ في شمال افريقيا، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2973 حسب التقويم الامازيغي المصادفة ل12 يناير من كل سنة بإحياء عادات وتقاليد ورثوها عن الأسلاف تعود لقرابة 3 آلاف سنة تعكس تمسكهم بهويتهم الأمازيغية، والمحافظة على عادات وتقاليد تعود لآلاف السنين، بحسب ما أوضحه مهتم بالتراث الأمازيغي لا يزالون محافظين إلى غاية الآن على عادات وتقاليد أسلافهم في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية والتي تشكل جزء من هويتهم الأمازيغية. و ترتبط رمزية الاحتفالات بيناير بفرضيتين الأولى ارتباط الإنسان بالأرض و يصادف بداية السنة الفلاحية بمحاصيل وفيرة، كون الإنسان الأمازيغي مرتبط بأرضه. أما الفرضية الثانية ترجع إلى عام 950 قبل الميلاد أين احتدمت معركة تاريخية على ضفاف نهر النيل بين الفراعنة والأمازيغ أين انتصر الملك الأمازيغي " شيشناق" على الفرعون المصري " رمسيس الثاني" على ضفاف النيل و تولى سدة الحكم. وبحسب ذات المتحدث فان الاحتفال بحلول يناير الذي يورث من الأب إلى الابن ومن جيل إلى آخر، له نكهة ومكانة خاصة لدى الجزائريين بالنظر إلى رمزيته التي ترتبط بالإنتماء إلى أرض الأجداد، فالاحتفال بحلول يناير تسبقه تحضيرات عديدة منها إعادة طلاء المنازل وكذا اقتناء أواني فخارية جديدة بالإضافة إلى تغيير أحجار "الكانون" الذي يستعمل في طهي أطباق يناير، هذا إلى جانب توجه النسوة نحو البساتين والغابات المجاورة لجمع الأعشاب التي تستعمل في طهي عدد من الأطباق التقليدية المحلية. أطباق تقليدية خاصة وعملا بمقولة "يوم حشيش ويوم عيش ويوم ريش" تقوم ربات البيوت في اليوم المصادف من يناير بتحضير الأطباق المكونة من أعشاب غابية وخضروات وفي اليوم الثاني يتم تحضير مختلف الوصفات المصنوعة من العجائن على غرار "البغرير" و"الخفاف" و"المعارك" وكذا طبق "الك *** " و"البركوكس"، فيما يجتمع أفراد العائلة، كبيرا وصغيرا، في اليوم الثالث على مائدة العشاء لتناول الطبق الرئيسي المحضر من لحم الدجاج والعجائن، بحيث تفضل أغلبية العائلات الجزائرية تحضير طبقي "الفطاير" و"الرشتة". يناير مناسبة لإحياء إرث الأجداد وتجسيدا لهذه القيم الانسانية، يحرص الجيران والأقارب على تبادل الأطباق المحضرة بهذه المناسبة التي لا تحلو دون "الدراز" المكون من مختلف أنواع المكسرات والحلويات والفواكه التي تسكب فوق رأس الطفل الأصغر بالعائلة بعد وضعه داخل "قصعة" (طبق كبير) تيمنا بسنة مليئة بالخير ليتكفل بعدها أكبر أفراد العائلة بمنح كل واحد نصيبه بالتساوي. وبالرغم من اختلاف عادات وتقاليد الإحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة من منطقة لأخرى، إلا أنها تبقى من أهم المناسبات التي توحد الشعب الجزائري حول هويته كونها تعد من ملامح الوحدة الوطنية خاصة بعد إضفاء الطابع الرسمي عليها واعتبارها عطلة مدفوعة الأجر ابتداء من سنة 2018. و أن رمزيته هي في البداية باب يفتح في العام الجديد و يسمى « ثبورث نوسقاس»، أو «باب العام»، ويعيد الاحتفال به باستمرار الارتباط بتاريخنا، و بالطقوس والممارسات القديمة، التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى أنه تقليد راسخ في الذاكرة الجماعية، و رمز حقيقي للفخر و الهوية لجميع الجزائريين. طقوس خاصة بالاحتفال بيناير و لا يزال الجزائريين يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في ما يتعلق بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، فبالرغم من غزو التكنولوجيا للبيوت و توجه العائلات نحو كل ما هو عصري و تحول الموروث الثقافي في بعض المناطق إلى جزء من الماضي، لا يزالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم في يناير، وما يميز هذه الاحتفالات طهي الطعام في يوم يناير يكون في أوان منزلية جديدة وحتى الأحجار التي تستعمل في الطبخ التقليدي . ليصبح يناير، عيد وطني وعيد جميع سكان شمال إفريقيا، الذين يحتفلون باليوم الأول من سنة التقويم الزراعي الأمازيغي ، المستخدم منذ العصور القديمة، و هو يفتح لنا أبوابه، مبشرا بعام مليء بالازدهار و النجاح لكل الشعب الجزائري. كلثوم بلقاضي
الكاتب: مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 13-01-2023 04:21 مساء الزوار: 353 التعليقات: 0
|