|
التواصل الثقافي والحوار الإنساني ضرورة حضارية لابد منها .. الباحث بودة العيد – الجزائر التواصل الثقافي والحوار الإنساني ضرورة حضارية لابد منها محور مداخلتي في مهرجان تويزة الدولي .. الباحث بودة العيد – الجزائر بسم الله الرحمان الرحيم .. وعلى رسول الله أزكى الصلوات وأفضل التسليم في منطلق هذا اللحظات التي تمنحني الشرف لتسجيل المشاركة في هذا الموعد القاري أجدني مسرورا بالتقدم الى أسماء حضارتكم بجميل الامتنان على تشكيل هذا المجلس العابر لمختلف جنسيات القارة السمراء مانحين الفرصة من خلاله لصوت الحوار الثقافي والتواصل الإنساني بين آدم وأخيه الإنسان والقصد كله أن يتحقق التقارب الفكري ويتجسد التجاور بين الثقافات وتتكون النواة التواصلية بين الخبرات المتعددة من حيث المجالات المختلفة في سياقاتها الاجتماعية وفضاءاتها الجغرافية وخلفياتها السياسية ومرجعياتها العقدية وذالكم هو جوهر العلاقة بين الشعوب البشرية وما عدا ذلك فهو اغتصاب لحق الإنسان في الانصهار ضمن مشاهد التعارف مع نظرائه من الناس واعتداء على حقه في الانصهار في تجارب الآخرين - شاكرين لهذه الهيئة الإفريقية المتسعة الأفق متمثلة في : منتدى الشباب الإفريقي للحوار والسلام أخذهم بزمام المبادرة لجمع شملنا في فعاليات مهرجان لامع بهذا الحجم .. انه لقاء متميز بمحاوره الكونية المشرقة وطروحاته العالمية الجديرة بالاهتمام والالتزام وبقى في البداية أن أسجل شكرا خاصا وحمدا وافرا للفريق القائم على تأطير المهرجان يتقدمهم السيد رئيس المنتدى الفاضل الهيبة عدي والى الصديق الجاد والرجل الطموح والأخ الخدوم العزيز الموقر إدريس الروكي المدير التنفيذي للمنتدى هذا الخلوق المتواضع الذي يرنو الى قمم التفوق بقلب واثق وروح مبادرة للعطاء الجميل فلك مني الثناء الصادق أيها المفدى والشكر موصول الى ذلك الطاقم المتوثب الذي سهر طويلا وقدم جهودا نراها أينعت واتت أكلها بفضل ربها .. دمتم نموذجا للشباب الفاعل بارككم الله سيكون تدخلي منفتحا على مختلف المحاور التي قررها القائمون على هذا الفضاء الخلاق وليكن محور التواصل أول موضوع نسلط الضوء عليه من خلال هذه الورقات المتواضعة بغية المساهمة في تعميق روابط التواصل والحوار التي من شانها أن تحقق التقارب الإنساني الذي يسمو عن الجدليات العرقية المقيتة والتباين الإيديولوجي المشتت والظاهرات المدنية المحكومة بعقدتي: الفوقية (جنون العظمة) أو الدونية التي تجعل الواقع انقساميا بامتياز وعلى ذلك يمكننا التصريح بأن المجتمع الإنساني ينطوي على درجةً كبيرة من التباين والتوحد في الوقت نفسه, يتجلى التباين في العدد الكبير من الأعراق و الأجناس و الأديان و القوميات التي تحمل قيماً ومعتقدات تؤدي إلى ثقافات مختلفة وذلك أمر تحكمه الجغرافيا وبعض المؤشرات البيولوجية ومن ثمة فهو شيئ طبيعي , ويتجلى التوحد في أن كل أعضاء هذه الجمعيات يشتركون في كونهم يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم وعلى ذلك, فإن ما يجمع الناس هو أكثر مما يفرقهم, ولكن لماذا العنف والصراع و الحقد والكراهية التي يشهدها العالم اليوم ؟! وفي العصر الحالي فإن احتكاك المجتمعات بعضها ببعض وتشابك المصالح بينها نتيجة لثورة الاتصالات و المعلومات و المواصلات جعل من التسامح و التعايش و الاتصال و الحوار المفتوح ضرورات لا بد منها لتحقيق مصالح المجتمعات جميعها.إن العالم بحاجة إلى مفهوم التسامح بحقوق الإنسان ، وقيمة التسامح تتعلق بمجموعة من الحقوق التي تميز أي نظام ديمقراطي مثل السماح بالتعبير عن الرأي و التنظيم و مساواة الجميع أمام القانون, والرفق بالضعفاء، واحترام أو قبول رأي الأقلية وفي ظل هذا التوتر السياسي والتصدع الإقتصادي الذي تعرفه المنطقة بداية بالمواقع التي حدث فيها ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي وصولا الى بقية الأقاليم الإفريقية التي تأن بفعل مجازر الموت الأعمى نرى أننا مجبرون إن لم نقل مفروض علينا الاحتكام الى ثقافة التسامح الاجتماعي والحوار الهادئ بين المجموعات ويجب أن يكون ذلك ممارسة يمكن أن تكون على مستوى الأفراد والجماعات والدول ، وهو مبدأ ينبثق عنه الاستعداد للسماح بالتعبير عن الأفكار والمصالح التي تتعارض مع أفكارنا ومصالحنا. وذلك بالاحترام و القبول والتقدير للتنوع الثقافي ولأشكال التعبير والصفات الإنسانية المختلفة. ويعني هذا قبل كل شيء اتخاذ موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية المعترف بها علمياً. وممارسة التسامح لا تتعارض مع احترام حقوق الإنسان ولا تعني قبل الظلم الاجتماعي أو تخلي المرء عن حقوقه ومعتقداته أو التهاون بشأنها. للتسامح والحوار عدة أشكال تتعلق بالعلاقات الاجتماعية بين الأفراد و الجماعات و العلاقات بين الدولة وأبرزها ما يأتي: التسامح الديني : عدم التعصب للأديان وأشير الى أن الأديان لا تتحاور لكنها تتجاور ويحترم بعضها بعضا التسامح في المعاملات : قال الله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون سورة المؤمنون: آية(96) التسامح العرقي : قال رسول الكريم في خطبة حجة الوداع:إن أباكم واحدٌ, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى. من خطبةِ حجة الوداع.
التسامح الثقافي : بدعوى أن الحضارات يحاور بعضها بعضا وان الثقافات تتجاور وتتحاور ولا تتصارع مادام السلوك الحضاري منبثق من الذات البشرية مادام لكل مجتمع ثقافة التي من حقه أن يعتز ويحاول نشرها. فكلما ارتقت حضارة لا تلغي سابقاتها إنما هي في سلطة المحاور البارز من خلال شبكة علائقية بين الأنا والآخر بين حضارة الوافد والرافد هذه الشبكة العلائقية المؤثرة التي تظهر فيما بعد كعلامات محورية للقيمة الحضارية ونتمثل لذلك بالحضارة العربية الإسلامية التي لم تلغ الحضارات السابقة وقامت على أسسها الثابتة ولأنها استفادت من معالم القوة فيها واستخلصتها لنفسها لتمضي بها الى تحقيق الذات والتميز هذا التميز لا يلغي الآخر بل يجاوره قد يعلو عليه لكنه في حاجة دائمة لهذه المجاورة وسائــــــــــل التسامــــــــــح الثقافي والحضاري الحوار العقلاني الهادف / التهدئة / احترام حرية الآخر / رحابة الصدر / التعليم والتثقيف / إعطاء الأولوية للمصلحة العامة - العمل على تنمية قدرات المجالس الشبابية المحلية، ودمجها في كيانها الوطني كما اقترح على المنتدى التنسيق بينه وبين مجلس العربي للشباب الذي أنشط فيه بوصفي سفيرا له من الجزائر وسأعمل جهدي لتقريب بين الإدارتين - العمل على تأكيد أواصر الود والأخوة والاحترام المتبادل - تسجيل المبادرات والمؤسسات والمنظمات والفرق الشبابية في المنتدى - حشد قدرات الشباب ومهاراتهم في التواصل والقيادة وبناء التحالفات والأعمال والمشاريع التطوعية والتنموية الصغيرة , وإمدادهم بمجموعة المهارات المطلوبة لنشر ثقافة التنمية والتسامح والحرية والتعايش السلمي. - الدفاع عن حقوق الشاب الإفريقي بغض النظر عن الجنس أو المعتقد السياسي أوالدين أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي - نشر ثقافة السلام والحرية, وتسريع وتيرة الإصلاح والتثقيف الديمقراطي ومفاهيم المواطنة والعمل السياسي - إبراز الهوية العربية من جهة والإفريقية من جهة ثانية والبعد الحضاري والتاريخي العربي. - التأثير في السياسات الداخلية والدولية بما يخدم قضايا الشباب العربي والشعوب الإفريقية ويحافظ على استقلالها وسيادتها. - القيام ببرامج وأنشطة ناجعة وفعالة, وإيجاد قنوات اتصال, وعقد لقاءات دورية بين الشباب العربي والإفريقي وبين صناع القرار والقادة في المنظومة العربية,الإفريقية يتبادلون فيها معارف وتجارب الشباب من سائر بلدان القارة. - تطوير وتنفيذ برنامج تدريبي إقليمي تطبيقي للشباب في مجال العمل التطوعي والنهوض بأقطارنا العربية والإفريقية. - المساهمة في تمكين وتدريب الشباب وبناء وتطوير مهاراتهم الحياتية والمجتمعية والإدارية . - السعي إلى تكوين وتشجيع بناء المشاريع الشبابية التنموية والشركات الإستثمارية الشبابية وتقليل مستوى البطالة . - المساهمة في دعم ومساعدة الفقراء والمهمشين وذوي الإحتياجات الخاصة . - المساهمة في تنشئة شباب إفريقي يتمتع بروح الإبتكار ويتحلى بروح المسئولية
بودة العيد جويلية 2014- الجزائر الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 13-05-2015 12:14 صباحا الزوار: 14100
التعليقات: 0
|