|
عَــبَــقُ_الـيَــاسَـــــمِـيْنِ .. بقلم حسن الخمعلي أنْ تعيشَ بدايةَ عُمْرٍ جديدٍ يحدِّدُ مصيرَكَ، فأنتَ تقفُ على جُرْفٍ يكادُ أنْ ينهارَ بِكَ. ستجدُ نفسَكَ بينَ أمرينِ أحلاهُما أمرُّ منَ العلقمِ. إمّا أنْ تهبطَ فلا قرارَ لكَ و لا حياةَ و تفكُّكٌ و تدمُّرٌ لا هوادةَ فيه... و إما أنْ تكافحَ بكلِّ ما أوتيتَ من قوةٍ و تعاركَ مخاضَ ظروفكَ المشبَّعة بالصداماتِ و المفاجآتِ التي ربَّما تُرهقُ عقلَكَ و نفسَك، فتنعدمُ ثقتُك حتى بأقربِ الناسِ لكَ، و ترىٰ نفسَك وحيداً و بيدكَ القرارُ المصيريُّ. و عليهِ يتحدَّدُ حياةُ من هم يمسكونَ بخطامِ لجامِك، فإما أنْ تجنَحَ و امَّا أن تثورَ على نفسِك المنهكةِ المعذَّبةِ، و تستكملَ بدايةَ العمرِ الجديدِ، و تبدأَ بحياكةِ عمركَ نبذةً تلوَ الاخرىٰ، فلا حجرٌ يصيحُ و لا بحرٌ مريحُ. و انتَ المهووسُ بعبقِ الياسمين و تذْكارِ جمالِ الماضي و عيونِ الحكايِا، و لستِ تدري كيف غابتْ عن عينيكَ تلك الليالي الصيفية. و كيف غابتْ نسماتُ بردِ الربيعِ تتراقصُ بين عتباتِ خدَّيكَ، و تنعسُ أجفانُ عينينٍ مغرورقةٍ بدموعِ العشقَ، و سَكرةِ الهيامِ. و انتَ تلوذُ بمعشوقةِ الدنيا و تراتيلِ الهوىٰ غرقاً. و نسائمُ الودِّ و العتبِ و زهرُ الرُّمانِ و العنبِ، و شباكُ غرفةٍ يطلُّ على العالمِ، بل على أجملِ عالمٍ. و انت تعيشُ لحظةَ الحيارىٰ و لهفةَ الغيابِ، و شروقِ قَطْرِ النَّدىٰ يتحرَّرُ من بصماتِ خافقٍ مُتَيَّمٍ ينبضُ لاخرِ عبرةٍ محروقةٍ، و عينٌ مغرورقةٌ بسماءِ الشِّعرِ المُخْمَلِ علىٰ وَقْعِ العَنَا، و هرولةِ السنينِ الماضيةِ، تتكبَّرُ علىٰ طُهْرِ واقعٍ يسترسلُ ماشياً. لا يقفُ لأحدٍ و لا ينتظرُ عمامةَ قاضٍ يصيحُ بمنبرِهِ افيقواأ. نحنُ نرتحلُ فوقَ كُلِّ ارضٍ. نعيشُ تحتَ كلِّ ذرَّةِ ترابٍ.... آكلينَ زفرةَ الهمِّ و عيشَ الغمِّ. #حسن علي الخمعلي #فرع_لبنان #عرارالعرب ولكل_العرب الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 26-06-2017 12:11 صباحا الزوار: 2009
التعليقات: 0
|