|
رسالتي إلى الدكتور أمين الزاوي يوجد في الجنوب ما لا يوجد في غيره،فلا تكن من الجاهلين .. بقلم الباحث بوده العيد رسالتي إلى الدكتور أمين الزاوي يوجد في الجنوب ما لا يوجد في غيره،فلا تكن من الجاهلين .. بقلم الباحث بوده العيد بسم الله الرحمن الرحيم تحية طيبة إلى الأستاذ أمين الزاوي وبعد أكتب لك الآن وكم كنت أتمنى لقاءك قبل هذا لأبثك هذه الرسالة مشافهة،فقد كنت ومازلت ممن يتتبعون مقالاتك الشروقية التي تخرجها للناس في صفحة أقلام الخميس.وكم كنت استمتع كثيرا بقراءتها .. ومن خلال هذا الفضاء الإلكتروني أحيطك علما بأنني واحد من طلاب معهد الآداب واللغات التابع للجامعة المركزية التي تزاول مهامك التدريسية بها وإنني إذ أقدم نفسي لحضرتكم أتذكر جيدا ذلك اللقاء الذي نشطتموه في مدرج ابن بعطوش عارضا من خلاله تجربتك الروائية التي أهنئك من خلالها على رصيدك الأدبي والثقافي،وأبارك في شخص الزاوي غيرته المحمودة على التراث والثقافة والمثقفين،فلك أطيب المنى بالمزيد من الألق. كم كنت معجبا بذلك الدفاع الشريف عن لغة الضاد التي هي تاج فوق رؤوس العرب أجمعين عبر مقالك الموسوم ب "أعطاب لغة الخطاب لدى الساسة الجزائريين".ولن أفوت فرصة الثناء على موقفك المحترم إزاء مئوية الأستاذ العتيد والشاعر السامق لسان الأمجاد شيخنا الموقر"مفدي زكريا" عندما تحدثت عن تخلف المؤسسة الثقافية في الجزائر عن الاحتفاء بمئويته في الوقت الذي تحتفي بذلك أكبر مؤسسة ثقافية في فرنسا،وأعتبرت ذلك موتا ثانيا لشاعرنا المفدى.و قد نشرت المقال في جريدة الشروق اليومي ضمن عدد لا اذكر رقمه لكنه مقال أسال من يراعي المبتدئ قصيدا تبجيليا متواضعا في حق هذا القطب المغيب أسميته : "حبر البطولات" أوفدت نسخة منه إلى نجله الدكتور سليمان صلاح الدين ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب في طبعته الرابعة عشر ولكم وددت يوم استضافوك لو أنهم سمحوا لنا بالتدخل خلال اللقاء الذي نشطته في كلية جامعتنا لأشكر لك اهتمامك من جهة ولكي أرفع إلى حرمك الشاعرة ربيعة جلطي إعجابي بقصيدتها البارعة "واتشافيزاه"،التي وقعتها أيام المجزرة الصهيونية في غزة من سنة 2009،ولأقول لك في الوقت نفسه بأن الإزدواجية الثقافية التي تدعو إليها من خلال كتاباتك في ظل هذا الواقع المسموم ليست بالأمر الضروري ولا المحمود،خاصة وأن كثيرا من منصات الإعلام العربي تقوم بترجمة مداخلات الجزائريين إلى اللغة العربية نظرا لتداخل الأداء الدارجي مع الفرنسية.وعليه فإنه حري بنا أن نتوج ألسنتنا وإنجازاتنا القلمية بتوظيف لساننا العربي المبين،هذا إن كنا حقا نروم الارتقاء الفعلي بهذه اللغة التي توشك أن تكون مهجورة في وطني.وإذا ما أردنا البلوغ الحقيقي للازدواجية التي تدعو إليها كتكريس لثقافة الإنفتاح على الآخر فلنسعى إليها بسلاح تكون هويتنا اللغوية المتزنة نقطة قوته وإلا فلن نعدو أن نكون كمثل الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فلا هو تمكن من ذلك ولاهو استطاع أن يعيد مشيته الأولى أريد أن أخبر الكاتب أمين الزاوي بإنتمائي إلى إقليم الجنوب الجزائري الكبير الذي يحتضن أكبر خزانة للمخطوطات في افريقيا متوزعة بين أدرار وبوسعادة وبسكرة ،هذا الجنوب الذي تُخرج زواياه وحجرات كتاتيبه وجوامع مداشره طلبة متفقهين في اللغة والنحو والشعر وعلوم القرآن القويم.هذا الجنوب الذي لا يخلو أي قطر فيه من ترديد المتون بمختلف أصنافها،مديحية كانت أو فقهية أو نحوية،بما في ذلك متني بردة البوصيري وهمزيته،إنها البردة التي سبق لك وأن أخطأت التفريق بينها وبين بردة كعب ابن زهير ذات المطلع الغزلي،لكنك أصبت قولا بخصوص الترديد الذي تحظى به البردة في كل المناسبات الدينية،لكنها ليست بردة كعب وإنما هي بردة البوصيري التي تضمنت جل أبياتها مديحا للرسول عليه السلام واستعراضا لمعجزاته الدامغة. هذا الجنوب الذي يتلقى أبنائه أبجديات اللغة العربية منذ نعومة أظفارهم في مدارس التعليم القرآني وحلقات الذكر قبل التحاقهم بالمقاعد البيداغوجية للتعليم النظامي. إنه الجنوب الذي أدعوك لزيارته ضيفا مرحبا بك فيه حتى تعاين عن كثب تلك المنارات العلمية الحافلة بمكتنزات العقل الصحراوي من مخطوطات يندر نظيرها ومؤلفات ثمينة في مختلف علوم الفقه والأدب إلى جانب المواعيد الفكرية التي تنظمها الزوايا في مختلف الذكريات والزيارات للتعريف بالشيوخ والعلماء ومدارسة مضامين التراث إضافة إلى تحفيز الطلاب وإثابتهم لتحسين مردودهم ... وما لم أتعرض إلى ذكره كثير لا تفي به هذه الورقة الموجزة. هذا الجنوب الذي أراك تطاولت عليه بغير حق إذ ورد في مقالك "أعطاب لغة الخطاب لدى الساسة الجزائريين" ماهذا معناه : ...ومنهم)تقصد الساسة الجزائريين (من تجده يلوك اللغة العربية فتحسبه يخاطب شعبا بسيطا في الجنوب أو قبيلة من قبائل دشور الجزائر ... الخ فهل أنت على يقين مما كتبت يا دكتور؟... وإني لا أحسبك كذلك،بل قد جهلت وكم في الجهل من ضرر،فلو كنت تعلم حقا ما في الجنوب لأغناك علمك عما كتبت .. إلا إذا كان لما كتبت حاجة في نفس الزاوي قضاها.. واسمح لي في الختام أن أذكرك بقول الفليلسوف الألماني فريدريك هيغل : الجمال هو البساطة. لك أرفع تحياتي ولنا في العاصمة لقاء بإذن الله بودة العيد في 15جويلية 2011 برج عمر إدريس ولاية ايليزي الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 30-01-2018 09:41 مساء الزوار: 1693
التعليقات: 0
|