عندي حلم بالعودة
محمد ابو عيسى عمره «78» عاماً هاجر من اللد الى رام الله ثم لعقبة جبر ثم الى عمان يقول : « ولا تقنطوا من رحمة الله «... وماذا أقول لك عن مصيبة نكبة فلسطين إنها جريمة كبرى شاركت فيها الدول المتحضرة،فقد كانت المؤامرة و الخطة معدة ومجهزة منذ سنوات طويلة منذ « بلفور « الظالم وقبل وبعد ذلك.
واليهود ليس لهم ذمة ولا ضمير فقد اغتالوا « برنادوت « الوسيط السويدي الذي حاول إنصاف الفلسطينيين..انهم عصابات من القتل والإجرام، وهذا هو الارهاب الذي يتكلم العالم عنه اليوم، لقد بدأ من الصهاينة قديماَ، وليس من العرب المساكين الذين يُعتدى عليهم وعلى بلادهم.
وكان العرب ممنوعا عليهم حمل السلاح.. إلاّ بالسر كرجال المقاومة العرب المطاردين من مكان لآخر من قِبل الإنجليز، وأسلحة المجاهدين التي يحصلون عليها بشق الأنفس كانت قليلة جداً ومنها الخربان والمصدي !! بينما الانجليز كانوا يمدون اليهود بالأسلحة الحديثة وبالتدريب.. والفلسطيني إن مسكوا لديه سلاح فمصيره السجن او الاعدام.
وهذا ظلم شنيع بعدم الحكم بالتساوي بالمعاملة..فنحن أصحاب الحق والارض ومظلومون.. ويقولوا عنا إننا « ارهابيون «. فمن صنع الارهاب يا عالم. ومن أرعب الناس ومن قتلهم !! الرصاص كان مثل رش المطر على العرب على منازلهم حتى يهربوا.. ويتهجروا.. وفي الطريق كانت تقف العصابات اليهودية لسرقة الفلسطينيين تحت تهديد السلاح والقتل...هات كل نقودك..هات كل مصاغات زوجتك.. وإشلح ساعة يدك ...ماذا تقول ؟؟ قُطاع طُرق وعصابات حرامية .. مش نيل استقلال ولا إنشاء دولة اسرائيل الديمقراطية .
ومع كل طول السنين وما جرى لنا من آلام فظيعة جداً ما زال عندي أمل بعودة الحق لأصحابه مهما طال الزمن...ومن ليس لديه حلم بالعودة ليس له دين.
أيام صعبة وقاسية
سعيد القطيني ابو العبد تحدث بقوله : أيام كارثة فلسطين كان عمري حوالي «12» سنة، وهاجرنا من يافا الى غزة ثم الى عمان، ومما أذكره ان اليهود كانوا يضربون يافا بمدافع المورتر من تل أبيب، وهربنا من بيوتنا وقيل لنا ان ذلك مؤقتاً كام يوم أو أسبوع وسنرجع الى بيوتنا.. واستمر رحيلنا شهوراً وسنوات طويلة.. وأصبحنا مشردين ولاجئين نقاسي الآلام والحرمان والقهر، وأخذنا نبحث عن أي عمل لنعيش ونطعم الاهل، ونحن على موعد طال انتظاره بالرجوع الى جنة الروح يافا.
عن الربيع العربي
والربيع العربي الذي طل على العرب منذ أربع سنين لم تستفد منه القضية الفلسطينية، بل زاد تهميشها وعزلتها، أما أمانينا في العودة الى ديارنا في فلسطين فلم تتزحزح من تفكيرنا قديماً وحتى اليوم !! فهذا حق عالمي وانساني مشروع.. فهل سنظل طوال العمر في مخيمات اللجوء. لا لا.. لن نرضى أبداً بديلاً عن أرض فلسطين.
الحنين.. والأفلام الوثائقية
الحاجة أمينة السودي أوضحت أنها لم تحضر نكبة فلسطين لأنها وُلدت بعدها بفترة قليلة..لكنها تتذكر أحاديث وحسرة وحنين أمها وأبيها لحياتهم الحلوة في فلسطين وحبهم العظيم لتلك الارض والسماء والناس..وقالت الحاجة وأبنتها الكبيرة المتزوجة معاً : اننا نشاهد فلسطين من خلال الافلام الوثاثقية التي تبثها القنوات الفضائية ومنها مثلاً الجزيرة، فيزيدنا ذلك عشقاً وقرباً من أرض و وطن الآباء والأجداد...وبثقة المحتار أكدت الحاجة أمينة على المثل الشعبي المعروف « ما بِضيع حق وراه مُطالب «.
غير قابل للنسيان
الحاج وجيه السعيد صاحب ال «77 « عاماً والذي هاجر من السافرية الى اللد والى رام الله ثم القدس مشياً على الأقدام، ثم الى عمان كان محتداً في لوعته الحراقة وهو يُوضح :
اليهود الآن ومنذ القديم ورغم كل سنين مباحثات السلام لن يعطونا شيئاً !!ولا شبراً واحداً، فالعالم كله وأمريكا « بضحكوا « علينا، فكل شعوب الدنيا التي كانت مظلومة نالت استقلالها وحريتها في أوطانها إلاّ نحن المساكين.
لقد شاهدت في فلسطين عام ال 48 سيارة مصفحة لليهود وهي تجر بحبل رأس عربي مقطوع في الشوارع والقرى ليخاف الفلسطينيون ومن ثم يهربوا بأرواحهم من هذا الرعب، ولا ننسى المجازر الأخرى البشعة التي ارتكبوها بدم بارد وحقير.
ابو يوسف من اللد وابو ابراهيم من الرملة صديقان عمرهما يتراوح بين 76 و 78 سنة تحدثا وقالا بوجع الفراق ما بين الاهل والوطن :
أثناء هجرتنا من فلسطين مات الآلاف على الطرقات وفي الحقول والقرى والمدن من الرجال والنساء والاطفال الرُضع والكثير من الاطفال ضاعوا عن أهاليهم..الجوع العطش والخوف والألم والعذاب والقهر لم يحرك ساكناً لدول العالم الغربي الذي قعد يتفرج على مأساة القرن العشرين في فلسطين.
وما زال الحنين مزروعاً في نفسي أبي يوسف وأبي ابراهيم، والأمل الصعب كذلك بشرط ان نزرع الشوق في عقول أولادنا وأحفادنا...الخ. وأكدا أنه سيأتي اليوم وان طال للعودة الى الارض الحبيبة، سواء كنا على قيد الحياة أو كانت ذُريتنا.. وسيعود الشعب الفلسطيني الى وطنه رغم أنف العالم واسرائيل.
أصحاب شكسبير
الأستاذ المتقاعد سميرالخضري كان ولداً صغيراً سنة النكبة فقال مستحضراً عقلية كيف كان اليهود يتصرفون بما يلي : هيا نقتل.. هيا نذبح.. وندمر بيوت العرب ونحرق مزارعهم حتى يهربوا بعيداً... فنحن معنا الاسلحة.. وهم لا يملكون السكاكين.
ويتساءل الخضري معلم اللغة الانجليزية سابقاً : ومن المسؤول عن ذلك ؟! إنهم أهل شكسبير الشاعر المسرحي الكبير الذي يدين المآسي مثل لير وماكبث وعطيل وهاملت، كذلك ألم يكتب لكم عن تاجر البندقية؟؟، هل نسيتموها يا ايها الإنجليز.. ولماذا بلفور يعطي الوعود لشئ لا يخصه ولا يملكه،
نحن العرب صوفيون.. وأنتم الغربيون ماديون بلا روح ولا سلام. نحن نحب كل البشر ولا نظلمهم في كل أرجاء الكون..لانسفك الدماء ولانسرق الارض ولانستعبد أحداً... وبالمقابل لا نحب أحداَ أن يظلمنا أيضاً.
و في القرآن تعلمنا « وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين «.. فليعش الكل بسلام ودعونا نحن ايضاَ نعيش بأمن وسلام..وفلسطين عربية عربية الى الأبد والقدس أولها.
فردوسنا الأرضي !!
والخياط سابقاً ابو أكرم «75» عاماً من مخيم الحسين بدا متدفقاَ بالأحاسيس الوطنية لإدانة العالم المتقدم والغرب المتحضر صاحب الحقوق الانسانية،فقال : لماذا جلبوا لنا ملايين اليهود من بلادهم الأصلية الى فلسطين ليطردونا ويسكنوا في وطننا نحن! لماذا في بلدنا الصغير فلسطين يذبحوننا ويسرقوننا، ليتصدقوا علينا بالبؤس والشقاء والألم النفسي الجماعي الرهيب، من يعوضنا عن هذا ؟؟ ومن يعوضنا عن عذابنا وقهرنا وأرضنا الطاهرة ؟؟ فكل ملايين الدنيا لا تسوى ثمن ذرة ترابك يا أرضي !!
فأنا أحب أهلي أمي أبي إخواني أعمامي أخوالي عماتي خالاتي وأجدادي وجداتي وهم يشكلون لي كل فلسطين أُمنا الكبرى والفردوس الأرضي الذي لا يوجد سواه أحلى ولا أجمل في العالم..وسنعود ذات يومٍ مهما كان قريباً أو بعيداً..والاحتلال الاسرائيلي الى زوال الى زوال.
الخميس 2014-05-15