“نور”.. مبادرة لطالبات تحول الروايات إلى “لغة بريل” لمساعدة طلبة مكفوفين
تغريد السعايدة
عمان- لا تتوقف مبادرات مؤسسة وصل للتوعية والتثقيف عند مبادرات نسائية فقط، أو بيئية، بل إن الطالبات المشاركات في مبادرة “شبك وبادر” أقدمن على خطوة “حقوقية” تتعلق بذوي الإعاقة البصرية، وذلك من خلال “مبادرة نور” التي تتعلق بتحويل الكتب والروايات إلى “لغة بريل”. وفي حفل خاص في مدرسة عبدالله بن أم مكتوم لذوي الإعاقة، نظمت مؤسسة وصل للتوعية والتثقيف لإطلاق مبادرة نور، تحت رعاية الأمير مرعد بن رعد، وإشهار للرواية، بحضور جمع من المهتمين والطالبات المشاركات في المبادرة، وفريق من مؤسسة وصل للتوعية والتثقيف ومديرتها لين ملكاوي. مبادرة “نور” تهدف إلى تحويل الرواية إلى لغة بريل وقراءتها بوجود المؤلف وبحضور ومشاركة مجموعة من الطالبات اللواتي قمن بإطلاقها، من مدرستي ضاحية الحسين وبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في عمان، حيث يقام حفل إشهار وقراءة للرواية بطريقة بريل بوجود المؤلف وبحضور ومشاركة مجموعة من الطلبة المكفوفين، إضافة لنشر الرواية بطريقة بريل بالمكتبات والمراكز المختصة بذوي الإعاقة البصرية في الأردن. أحد الطلبة المستفيدين من المبادرة، يقول إن لغة بريل بالنسبة لهم هي الطريقة التي يتسلح بها كل كفيف في العالم، وتحدث للحضور كذلك عن طريقة لغة بريل التي يستخدمونها في الدراسة وقراءة كل ما يمكن توفره لهم من كتب وروايات. الطالبة عالية وريكات في الصف العاشر من مدرسة ضاحية الحسين، تحدثت أيضا عن مبادرتهم “نور”، وتقول إن 5 % من الطلبة على مقاعد الدراسة، من ذوي الإعاقة، وإن الإعاقة البصرية من أكثر أنماط الإعاقة لنتشاراً وبنسبة بلغت 6 % من ذوي الإعاقة في الأردن، وإن عدد الطلبة المكفوفين في الجامعات الأردنية، يقدر بـ”357 طالبا وطالبة” في العام 2021، في حين أن هناك مدرسة واحدة فقط مهيأة لذوي الإعاقة البصرية. كما بينت الطالبة جود القسوس المشاركة كذلك في مبادرة “نور” من مدرسة الروم الأرثوذكس المقدسية، أنه من الضروري أن يكون هناك مبادرات لتحويل أكبر عدد ممكن من الرويات والكتب إلى لغة بريل، وذلك لضمان حقوق الطلبة المكفوفين في القراءة والتعلم والاطلاع، وأن يتم توزيع تلك الكتب على المكتبات العامة، إضافة إلى تهيئة المدارس المختلفة لاستقبال ذوي الإعاقة. في حين قالت الطالبة مرام عبد العال، إن تسليط الضوء على حقوق ذوي الإعاقة البصرية في الأردن، هو من أهداف المبادرة، وإن تأهيل الكادر التعليمي في المدارس، من المقومات التي تسهم في دعم المكفوفين فيها. وأضافت الطالبة جونيور أشرف، أن دور المبادرات يجب أن يركز على توفير بيئة دامجة لهم. وقالت ريتالا حمدي إن المبادرة تأتي تحت مسمى “نور” لتكون الأولى التي يقوم بها طلبة مدارس في تحويل الكتب إلى لغة بريل. و”شبك وبادر” هو برنامج يعمل على دمج طلاب من مدارس حكومية وخاصة من خلال انخراطهم برحلة تعلم لمدة عام أكاديمي كامل، يتعلم من خلالها الطالب كيفية إطلاق المبادرات الطلابية بشكل ممنهج ومن ثم تطبيق ما تعلموه عبر مبادرة مشتركة. وتنوعت مبادرات “شبك وبادر” من حيث الهدف والتطبيق، وأسهمت في إشراك مئات الطلبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة في المحافظات، وخلقت روابط بين الطلبة، وكسرت الحواجز فيما بينهم، حتى باتت مبادراتهم محط أنظار المجتمع ولها تأثير إيجابي، وواقع ملموس في مناطق سكنهم ومحيطهم. ومؤسسة وصل للتوعية والتثقيف، هي إحدى المؤسسات الريادية التوعوية غير الربحية، تأسست العام 2018، وتسعى من خلال العمل المشترك إلى زيادة مشاركة الشباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع، ومحاولة القضاء على منظومة المناطقية السلبية والعمل تجاه هوية أردنية واحدة من خلال دمج فئات مجتمعية شبابية للعمل تجاه هدف واحد، وهو ما يعبر عن منهجية المؤسسة في بناء طرفين مساهمين بدلا من طرف معطاء وطرف مستفيد، كما عبرت عن ذلك ملكاوي، خلال حديث عن فعاليات المبادرة المختلفة في السابق. وملكاوي إحدى أبرز السيدات الناشطات في المجتمع الأردني، وتم اختيارها كسفيرة لسلسلة السلام العالمية وOne Young World لعملها في مجال إصلاحات السلام والإصلاح الاجتماعي في المجتمع، وهي عضو هيئة عامة في المنتدى الاقتصادي الأردني، وGlobal Shaper في المنتدى الاقتصادي العالمي، وتعد من ضمن 365 امرأة عربية ملهمة.