غياب كبير لعالم الكتاب الورقي الذي ما يزال، على الرغم من هذه التحديات، يمتلك الرونق ذاته والمتعة في القراءة والتجول الذهني في آفاق الخيال، ووسيلة فعالة لتوسيع آفاق اليافعين وزيادة معرفتهم في كثير من المجالات، وتطوير اللغة والمهارات اللغوية وتحسين التركيز.
وفي العطلة الصيفية، ومع تزايد أوقات الفراغ اليومية، من المهم تشجيع اليافعين على القراءة وتحقيق الاستفادة القصوى من وقتهم وفق خبراء، حيث القراءة بوصفها بوابة للمتعة الفكرية، تعزز إبداع اليافعين وتطور من مهاراتهم.
ونظرا لخصوصية تلك المرحلة العمرية التي تتراوح بين (12-16 عاما)، المرتبطة باحتدام التساؤلات في أذهانهم والتعطش المعرفي لخوض التجارب الحياتية، تلفت الاختصاصية التربوية دينا العقرباوي، إلى أثر القراءة على البناء المعرفي لدى اليافعين ودورها في الإجابة عن تساؤلاتهم في هذه المرحلة حول الكون والحياة وأنفسهم، وخفض مستويات القلق لديهم.
وتضيف "تمثل القصص والروايات ملجأ يحاكي مشاعر اليافعين وأفكارهم التي يعجزون عن التعبير عنها، حيث تسهم في إثراء مخيلتهم وتلبية بعض رغباتهم الكامنة".
وتبين العقرباوي دور الأهل في تعميق ارتباط أبنائهم بالكتب من عمر الطفولة المبكرة، والذي يمتد لسن المراهقة، من خلال توفيرها في البيئة المنزلية وممارسة سلوك القراءة من قبل الأهل، ليكونوا بذلك قدوة لأطفالهم.
كما وتعمل القراءة التفاعلية مع الأطفال في سن مبكرة على غرس الشغف في القراءة وتحويلها إلى سلوك تربوي إيجابي. إلى ذلك، تخصيص الأوقات لزيارة المكتبات العامة ومعارض الكتب وتخصيص الميزانية لاقتناء النافع منها والمفيد.
وتقول العقرباوي، في حديثها لـ"الغد": "على الرغم من كل جهود الأهل، من المؤسف ما تؤول إليه علاقة الأبناء مع الكتب في عصر التكنولوجيا الذي يقدم محتوى أكثر جاذبية وكما هائلا من المعلومات في وقت قياسي".
لذا من الضروري، بحسب العقرباوي، حث الأهل على استخدام أساليب الضبط التي تساعد أبناءهم على تشكيل علاقة صحية مع وسائل التكنولوجيا من خلال تحديد الأوقات التي يقضونها على الشاشات الإلكترونية.
الى ذلك، الحفاظ على طقوس ترابطية مع الأسرة من خلال القراءات والمشاهدات الجماعية بما يفيد مختلف الأفراد داخل الأسرة، وجعل سلوك القراءة مرتبطا في أذهان الأبناء بأنشطة أكثر متعة وإثارة، لتمثل القراءة لهم حياة نابضة في حسهم ووجدانهم، كما وصفتها.
ومن جانبها، تبين الاختصاصية الإدارية في مكتبة درب المعرفة، إسلام الشريف، بعض الأساليب الفعالة لجذب اليافعين وتحفيزهم على الاهتمام بالقراءة، متمثلة في عقد جلسات أندية القراءة الجماعية ومناقشة الكتب المتنوعة.
إضافة إلى دور العروض السينمائية المستوحاة من الروايات أو القصص، التي تسهم في إثارة فضولهم تجاه الكتاب، ما يشجعهم على قراءته.
وتضيف الشريف أن هنالك دورا للورشات التدريبية المختلفة التي تتناسب مع اهتمامات اليافعين، وربطها بمجموعات مختلفة من الكتب في غرس هذه القيمة لديهم.
وبهذا الصدد، تقول "تحمل القراءة أثرا كبيرا على اليافعين بجوانب عديدة بما في ذلك النمو الفكري، والشخصية، واللغة، والسلوك؛ حيث تمثل القراءة طريقة ممتازة لتحقيق تطور العقل والفكر". كما يتعرف من خلالها اليافعون على أفكار جديدة ومختلفة، ويواجهون تحديات فكرية، مما يسهم في توسيع آفاقهم وزيادة معرفتهم بالعالم.
كما وتمنح الكتب فرصة للتعرف على شخصيات مختلفة في القصص والروايات، تمكنهم من استكشاف القيم والعواطف وبناء الثقة بالنفس وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين.
وبحسب الشريف، تتنوع الإصدارات المنشورة لهذه الفئة بين روايات المغامرات والتشويق والخيال العلمي.
ومن جانبها، ترى الكاتبة في أدب الأطفال هدى الشاعر، أن السبب الرئيسي لتلك الفجوة، يعود إلى وجود الكثير من الأدوات الأكثر تسلية وتشويقا بين أيدي أجيال عصر التكنولوجيا، ولا سيما المرئية والتفاعلية التي أنتجت على مستويات عالية من الرسوم المتحركة والتصوير والإخراج الفني بما لا يقارن مع صفحات الكتب، إذ تعد القراءة بحد ذاتها أمرا يحتاج إلى جهد وتركيز واستيعاب، وهذا أمر مرهق بطبيعة الحال.
ومن هنا، إذا لم يكن لدى اليافعين الشغف الذاتي إلى جانب التوجه الواعي من طرف الأهل، سيختارون حتما المتعة المرئية والمسموعة على الكتاب الورقي.
وتذكر الشاعر جملة من الأسباب المرتبطة في منطقتنا العربية؛ حيث يعد جزء كبير من أدب اليافعين العربي ضعيفا ومفتعلا، على حد تعبيرها، وغير قادر على جذب انتباه هذه الفئة العمرية ومحاكاتها.
كما تحولت الكتابة لليافعين في السنوات الأخيرة، وفقا للشاعر، إلى "تريندات" تخضع لأذواق المسابقات والجوائز، وتكتب لأجل الجوائز وبناء على مقاييس محددة، أو يتم اقتباسها من أعمال أجنبية.
وفي سياق آخر، تبين الشاعر أن هناك العديد أيضا من كتب اليافعين المميزة وذات مستوى عال من اللغة والتحرير والتي تسهم، بدورها، في إثراء المخزون اللغوي لدى اليافعين وتطوير مهاراتهم في اللغة والتعبير؛ منها مجموعة دار المنى لليافعين، دار نشر أردنية سويدية، تترجم الأدب السويدي والأسكندفاني إلى اللغة العربية، وعدد من دور النشر الأخرى.
وتبقى الكتب الهادفة والملهمة لليافعين تساعد على تطوير نمط التفكير وبناء القيم وتشرب الأفكار الملهمة لمواجهة التحديات بطرق مبتكرة وذكية، لذا يقع على عاتق الأسرة والإدارات المدرسية التوجيه والدعم والتشجيع منذ سنوات مبكرة لكي ينغمس الأطفال بعادات القراءة والاهتمام بالمعرفة بما يحفز العقول.
وكشفت دراسة أجراها باحثون بـ"جامعة سا *** " البريطانية، أن القراءة يمكن أن تقلل من الإجهاد والضغط النفسي الذي يسهم في حوالي 60 % من جميع الأمراض التي تصيب الإنسان، وعلى رأسها مخاطر السكتة الدماغية وأمراض القلب.
وتوصل باحثون باحثون من "جامعة ييل" الأميركية، إلى أن القراءة يمكن أن تقلل مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 68 %، وتتفوق على وسائل أخرى للقضاء على الإجهاد مثل الاستماع إلى الموسيقا أو الذهاب في نزهة سيرًا على الأقدام، كما أنها تساعد على إبطاء أو حتى منع التدهور المعرفي وتحسن نوعية النوم لدى الإنسان، وتعزيز المهارات الاجتماعية للأشخاص مع زيادة القدرة على فهم معتقدات وطرق تفكير ورغبات المحيطين.
وفي العطلة الصيفية، ومع تزايد أوقات الفراغ اليومية، من المهم تشجيع اليافعين على القراءة وتحقيق الاستفادة القصوى من وقتهم وفق خبراء، حيث القراءة بوصفها بوابة للمتعة الفكرية، تعزز إبداع اليافعين وتطور من مهاراتهم.
ونظرا لخصوصية تلك المرحلة العمرية التي تتراوح بين (12-16 عاما)، المرتبطة باحتدام التساؤلات في أذهانهم والتعطش المعرفي لخوض التجارب الحياتية، تلفت الاختصاصية التربوية دينا العقرباوي، إلى أثر القراءة على البناء المعرفي لدى اليافعين ودورها في الإجابة عن تساؤلاتهم في هذه المرحلة حول الكون والحياة وأنفسهم، وخفض مستويات القلق لديهم.
وتضيف "تمثل القصص والروايات ملجأ يحاكي مشاعر اليافعين وأفكارهم التي يعجزون عن التعبير عنها، حيث تسهم في إثراء مخيلتهم وتلبية بعض رغباتهم الكامنة".
وتبين العقرباوي دور الأهل في تعميق ارتباط أبنائهم بالكتب من عمر الطفولة المبكرة، والذي يمتد لسن المراهقة، من خلال توفيرها في البيئة المنزلية وممارسة سلوك القراءة من قبل الأهل، ليكونوا بذلك قدوة لأطفالهم.
كما وتعمل القراءة التفاعلية مع الأطفال في سن مبكرة على غرس الشغف في القراءة وتحويلها إلى سلوك تربوي إيجابي. إلى ذلك، تخصيص الأوقات لزيارة المكتبات العامة ومعارض الكتب وتخصيص الميزانية لاقتناء النافع منها والمفيد.
وتقول العقرباوي، في حديثها لـ"الغد": "على الرغم من كل جهود الأهل، من المؤسف ما تؤول إليه علاقة الأبناء مع الكتب في عصر التكنولوجيا الذي يقدم محتوى أكثر جاذبية وكما هائلا من المعلومات في وقت قياسي".
لذا من الضروري، بحسب العقرباوي، حث الأهل على استخدام أساليب الضبط التي تساعد أبناءهم على تشكيل علاقة صحية مع وسائل التكنولوجيا من خلال تحديد الأوقات التي يقضونها على الشاشات الإلكترونية.
الى ذلك، الحفاظ على طقوس ترابطية مع الأسرة من خلال القراءات والمشاهدات الجماعية بما يفيد مختلف الأفراد داخل الأسرة، وجعل سلوك القراءة مرتبطا في أذهان الأبناء بأنشطة أكثر متعة وإثارة، لتمثل القراءة لهم حياة نابضة في حسهم ووجدانهم، كما وصفتها.
ومن جانبها، تبين الاختصاصية الإدارية في مكتبة درب المعرفة، إسلام الشريف، بعض الأساليب الفعالة لجذب اليافعين وتحفيزهم على الاهتمام بالقراءة، متمثلة في عقد جلسات أندية القراءة الجماعية ومناقشة الكتب المتنوعة.
إضافة إلى دور العروض السينمائية المستوحاة من الروايات أو القصص، التي تسهم في إثارة فضولهم تجاه الكتاب، ما يشجعهم على قراءته.
وتضيف الشريف أن هنالك دورا للورشات التدريبية المختلفة التي تتناسب مع اهتمامات اليافعين، وربطها بمجموعات مختلفة من الكتب في غرس هذه القيمة لديهم.
وبهذا الصدد، تقول "تحمل القراءة أثرا كبيرا على اليافعين بجوانب عديدة بما في ذلك النمو الفكري، والشخصية، واللغة، والسلوك؛ حيث تمثل القراءة طريقة ممتازة لتحقيق تطور العقل والفكر". كما يتعرف من خلالها اليافعون على أفكار جديدة ومختلفة، ويواجهون تحديات فكرية، مما يسهم في توسيع آفاقهم وزيادة معرفتهم بالعالم.
كما وتمنح الكتب فرصة للتعرف على شخصيات مختلفة في القصص والروايات، تمكنهم من استكشاف القيم والعواطف وبناء الثقة بالنفس وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين.
وبحسب الشريف، تتنوع الإصدارات المنشورة لهذه الفئة بين روايات المغامرات والتشويق والخيال العلمي.
ومن جانبها، ترى الكاتبة في أدب الأطفال هدى الشاعر، أن السبب الرئيسي لتلك الفجوة، يعود إلى وجود الكثير من الأدوات الأكثر تسلية وتشويقا بين أيدي أجيال عصر التكنولوجيا، ولا سيما المرئية والتفاعلية التي أنتجت على مستويات عالية من الرسوم المتحركة والتصوير والإخراج الفني بما لا يقارن مع صفحات الكتب، إذ تعد القراءة بحد ذاتها أمرا يحتاج إلى جهد وتركيز واستيعاب، وهذا أمر مرهق بطبيعة الحال.
ومن هنا، إذا لم يكن لدى اليافعين الشغف الذاتي إلى جانب التوجه الواعي من طرف الأهل، سيختارون حتما المتعة المرئية والمسموعة على الكتاب الورقي.
وتذكر الشاعر جملة من الأسباب المرتبطة في منطقتنا العربية؛ حيث يعد جزء كبير من أدب اليافعين العربي ضعيفا ومفتعلا، على حد تعبيرها، وغير قادر على جذب انتباه هذه الفئة العمرية ومحاكاتها.
كما تحولت الكتابة لليافعين في السنوات الأخيرة، وفقا للشاعر، إلى "تريندات" تخضع لأذواق المسابقات والجوائز، وتكتب لأجل الجوائز وبناء على مقاييس محددة، أو يتم اقتباسها من أعمال أجنبية.
وفي سياق آخر، تبين الشاعر أن هناك العديد أيضا من كتب اليافعين المميزة وذات مستوى عال من اللغة والتحرير والتي تسهم، بدورها، في إثراء المخزون اللغوي لدى اليافعين وتطوير مهاراتهم في اللغة والتعبير؛ منها مجموعة دار المنى لليافعين، دار نشر أردنية سويدية، تترجم الأدب السويدي والأسكندفاني إلى اللغة العربية، وعدد من دور النشر الأخرى.
وتبقى الكتب الهادفة والملهمة لليافعين تساعد على تطوير نمط التفكير وبناء القيم وتشرب الأفكار الملهمة لمواجهة التحديات بطرق مبتكرة وذكية، لذا يقع على عاتق الأسرة والإدارات المدرسية التوجيه والدعم والتشجيع منذ سنوات مبكرة لكي ينغمس الأطفال بعادات القراءة والاهتمام بالمعرفة بما يحفز العقول.
وكشفت دراسة أجراها باحثون بـ"جامعة سا *** " البريطانية، أن القراءة يمكن أن تقلل من الإجهاد والضغط النفسي الذي يسهم في حوالي 60 % من جميع الأمراض التي تصيب الإنسان، وعلى رأسها مخاطر السكتة الدماغية وأمراض القلب.
وتوصل باحثون باحثون من "جامعة ييل" الأميركية، إلى أن القراءة يمكن أن تقلل مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 68 %، وتتفوق على وسائل أخرى للقضاء على الإجهاد مثل الاستماع إلى الموسيقا أو الذهاب في نزهة سيرًا على الأقدام، كما أنها تساعد على إبطاء أو حتى منع التدهور المعرفي وتحسن نوعية النوم لدى الإنسان، وتعزيز المهارات الاجتماعية للأشخاص مع زيادة القدرة على فهم معتقدات وطرق تفكير ورغبات المحيطين.