|
|
وفاء الخضراء في "شومان": إصلاح التعليم مسؤولية الجميع
الخضراء: الجامعات قاصرة على بناء شراكات حقيقية مع المجتمع المدني
عمان- أكدت عميد كلية اللغات والاتصال بالجامعة الأميركية في مادبا، د. وفاء الخضراء أهمية استعادة الثقة التي فقدها الشباب في مؤسسات التعليم العالي، على اعتبار أن التعليم مسؤولية مجتمعية وإصلاحه يتطلب تكاثف الجهود الوطنية. ورأت الخضراء في محاضرة نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، أمس الإثنين، وأدارتها مع الجمهور سمر دودين، أن منظومة التعليم الأردنية تشهد أزمات كثيرة، وهي بحاجة لإصلاحات ترتقي بها إلى مستوى يعود بالفائدة على المجتمع، ويواكب التطورات الكبيرة والقفزات الهائلة في أنماط التعليم. ولفتت الخضراء إلى أن هنالك مفاهيم ومسميات تقنية ومهنية تم "شرعنتها" من خلال استخدامها الدائم، فالمنظومة التعليمية، بحسبها "عبارة عن نظام عضوي، حي، متحرك، تتداخل فيه علاقات ومكونات تتقاطع وتتشابك بين بعضها، وبالتالي السماح لهذه المنظومة أن تؤثر بها". واعتبرت المحاضرة أن المنظومة التعليمية "معقدة" ومرد تعقيدها وجود مكونات تربوية وتعليمية واجتماعية وجيوسياسية، تؤثر فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة، ما يعني أن هذه المنظومة تعطينا عقد اجتماعي جديد ومهم داخل هذه المنظومة. ورأت الخضراء في هذا السياق، أن العقد الاجتماعي يقوم بتحديد هذه العلاقات، وتحديد هذه العلاقات داخل المكونات المذكورة، يعني بالضرورة تحديد الأدوار، وصولا إلى تحديد المواقع والسلوكيات داخل هذه المنظومة. واعتبرت الخضراء أن أهم مكونين في العملية التعليمية هما (المتعلم والطالب)، فإذا كانت هذه المنظومة غير سليمة أو مؤدلجة، ستؤثر بالتأكيد على الصورة التعليمية، مؤكدة ضرورة إعادة إنتاج وتشكيل هذه المنظومة حتى تتناغم مع المرحلة المقبلة. وبينت الخضراء في المحاضرة التي جاءت بعنوان "إعادة النظر في المنظومة التعليمية" أن الجامعات ما تزال قاصرة على بناء شراكات استراتيجية مع منظمات المجتمع المدني ومع الصناعات المختلفة داخل سوق العمل، رغم وجود جهود من هناك أو هناك، ولكن لغاية اليوم لم "تجذر" هذه الشراكات على أرض الواقع. وتساءلت الخضراء "لماذا مؤسسات التعليم ما تزال تعطينا مخرج تعليمي يعاني من فجوات كثيرة؟"، مؤكدة أن الهدف من هذه المؤسسات تمكين الشباب والشابات واستحداث مساحات جديدة قادرة على مواكبة سوق العمل. وحول مفاصل التغير المنشود في التعليم، بينت الخضراء أن إعادة النظر في العملية التعليمية خطوة مهمة جدا، وأساسية، وأن هذه المنظومة بحاجة ماسة إلى المراجعة النقدية والذاتية الموضوعية من أصحاب العلاقة وقادة الفكر والخبراء الأكاديميين، وذلك بهدف مواكبة المستجدات التي تطرأ على هذه المنظومة. ولاحظت الخضراء أن التغيرات التي حدثت في المشهد التعليمي "هي عبارة عن ثورات متتالية ومتتابعة، ساهمت في خلق تحولات متسارعة ومتزايدة، فعلى سبيل المثال الثورة الصناعية الرابعة استطاعت أن تزيل كل الحدود بين التخصصات المختلفة والمواد التعليمية المختلفة كالعلوم الرقمية التي دخلت في علوم الديجتال". ولفتت الخضراء إلى غياب الأدوات والوسائل اللازمة للحوار والإطار المعرفي الفلسفي عن منظومتنا التعليمية، مطالبة في هذا الصدد، المؤسسات التعليمية، العمل على توفير ادوات تعزز عمليتي التفكير والتأمل لدى الطلبة. بدورها، قالت دودين في معرض تقديمها للمحاضرة "ربما تكمن خصوصية هذا اللقاء أن المتحدثة أكاديمية منخرطة في العمل البحثي الأكاديمي منذ سنوات، وهي باحثة مؤثرة في مجال الدراسات النسوية.. إنها د. وفاء الخضراء التي أتت إلينا من مسارات ثلاثية متداخلة، أكاديمية باحثة، مصممة للمناهج، وناشطة في الحركات الحقوقية". وزادت "يأتي حديث الخضراء وسط ظروف وتحديات تواجه منظومة التعليم الأردنية، الامر الذي يفرض علينا جميعًا مساعدة الطلبة على النمو روحيا وعلميا وفكريا، إلى جانب تحسين قدرات الأكاديميين، ومحاولة معرفة أوجه القصور التي تعرقل أي عملية لإصلاح التعليم". وتشغل الخضرا حاليًا منصب عميد كلية اللغات والاتصال بالجامعة الأميركية في مادبا. كما تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب الأميركي المعاصر. لديها اهتمامات ومنشورات بحثية عديدة في مجال الأدب والدراسات الثقافية والنسائية، مع تركيزها على أدب الكاتبات العرب الأميركيات، والعربيات عمومًا. وهي أيضًا عضو في المجلس التنفيذي للمركز الوطني لتطوير المناهج (NCCD). أما "شومان"؛ فهي ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار. الدستور الاردنية
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الثلاثاء 26-03-2019 11:32 مساء الزوار: 1039
التعليقات: 0
|
|