مواصلة لتنفيذ مبادرة «أرى» الرامية إلى تعزيز الوعي بقضايا الأطفال المكفوفين وضعاف البصر، وزعت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، أكثر من 400 كتاب مسموع ومطبوع بطريقة برايل وبأحجام كبيرة، على أربع مدارس ومراكز للمكفوفين وضعاف البصر في الأردن بما ينسجم مع رؤيتها الساعية إلى تعزيز دور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وإثراء حصيلتهم التعليمية، وتمكينهم من أسس الثقافة.
وشملت الزيارة جمعية الضياء الخيرية للمكفوفين، في عمّان، ضمن أربعة مراكز تابعة لها، حيث سيستفيد من هذه المبادرة الإنسانية أكثر من 200 طفل من ذوي الإعاقة البصرية، من كلّ من الأسقفية العربية في محافظات إربد والزرقاء، إلى جانب جمعية أمهات النور، بما يعزز من تحصيلهم العلمي والمعرفي، ويمدّهم بالخبرات اللازمة، والمعلومات الكافية للارتقاء بمعارفهم ومواهبهم.
وفي هذا الصدد أشارت آمنة المازمي، مدير مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، إلى أن الكتاب وسيلة فاعلة للتغلّب على مختلف الظروف التي تحيط بالإنسان، مشيرة إلى أن الأطفال الذين يعانون من إعاقات بصرية أو ضعف في الرؤية هم من أشد الأشخاص حاجة لتوفير الكتاب والمعرفة؛ لأنها تنير بصيرتهم، وتخولهم لرؤية الحياة واكتشاف خباياها بأسلوبهم وطريقتهم الخاصة. 
وتابعت مدير مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال: «تواصل المؤسسة جهودها الإنسانية الرامية إلى توفير الكتاب وجعله في متناول أيدي الأطفال على اختلاف ظروفهم وفئاتهم الاجتماعية، إذ وضعنا معارف الأجيال العربية التي تنشأ في ظروف صحية خاصة ممن فقدوا نعمة البصر أو يعانون من ضعفه، نصب أعيننا وفي أولوياتنا، من خلال ما تقوده المؤسسة من جهود كبيرة ومثمرة للوصول لهؤلاء الأطفال وتزويدهم بالكتب الخاصة بهم، لتفتح أمامهم الآفق وتحفزهم على تغيير الواقع والمستقبل بالكلمة والوعي والمعرفة».
وأضافت أمنة المازمي: «ينبع اهتمامنا الكبير بشريحة الأطفال المكفوفين والذين يعانون من تحديات بصرية منطلقين من إيماننا الراسخ بحق جميع الأطفال في المعرفة، ولأننا ندرك أن الكتب المطبوعة بطريقة برايل يصعب الوصول إليها وتقديمها للأطفال من ذوي الاحتياجات البصرية، قمنا بدعم المكتبات العربية بسلسلة من العناوين الثرية؛ ما يسهم في توسعة نطاق حضور الكتب المطبوعة  بهذه اللغة، إذ يأتي توزيع هذه المجموعة بعد أقل من شهر من تقديم المؤسسة 1100 كتاب لمدرسة النور لتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الكويت».
وأسهمت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، منذ تأسيسها في عام 2016، في إطلاق وتنفيذ سلسلة من المبادرات لتوفير الكتب ومواد القراءة للأطفال في مخيمات اللاجئين والمكتبات العامة، في إطار رؤيتها القائمة على منح الأطفال في المناطق المحرومة حق الوصول إلى مصادر المعرفة، تماشياً مع حرصها على بناء جيل عربي مثقف وواعٍ يتسم بالمعرفة وسعة الأفق والاطِلاع على الثقافات العالمية.