د. مهند غازي الزامل في حين أن الجهود موجهة للحَدِّ من « ثقافة التنمر» المباشر وغير المباشر بأشكاله التقليدية: اللفظي، الجسدي والعاطفي، إلا أن وجود شكل آخر من أشكال « التنمر» لا تقل أهمية عن الأشكال الأخرى هو « التنمرالإلكتروني» والذي يُستخدم فيه الفاعل ( المُتنمر ) الوسائل الإلكترونية في فعلته ضد الآخرين، ونجد أن ثقافته تقل أو تكاد تكون معدومة بين أوساط المجتمع ؛ المدرسة و الأسرة، لذلك كان هذا الموضوع لتسليط الضوء على ماهية التنمر الإلكتروني، أساليبه، الأضرار الناتجة عنه، ثقلفته، و دور كل من الأسرة، المدرسة والمجتمع في علاج التنمر الإلكتروني.. كذلك ... تتجاوز خطورة « التنمر الإلكتروني» خطورة «التنمر التقليدي» لِكَوْنِ التنمر الإلكتروني غير معروف الفاعل للضحية، بالإضافة إلى كون مادة التنمر موجودة في بعض الأحيان على الشبكة المعلوماتية، والأكثر خطراً أن هذه المادة تنتشر انتشاراً واسعاً ليس له حدود مكانية أو زمانية، وهذا يعني أن « التنمر الإلكتروني» ليس له زمن للنهاية. إذ تُعتبر ثقافة السلوك العدواني في المدارس أحد المظاهر السلوكية المنتشرة بين الطلاب على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الدراسية. وتعاني المدارس في الوطن العربي مثل بقية المدارس في العالم من هذه الظاهرة ؛ والتي أصبحت « ثقافة « مُتعارف عليها بين الطلاب، وإن كانت لم تبلغ هنا تلك الحدود القصوى التي عرفتها بعض البلدان، حيث يقع فيها اللجوء لاستعمال الأسلحة بكل أنواعها. وَتكمُن أهمية هذا الموضوع « ثقافة التنمر « في الآثار السلبية الناتجة عنه التي تطال الطلبة، وتهدد تماسك الأسرة، والعلاقات بين الجماعات في المدرسة، بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين المعلمين. من هذا المنطلق تبرز أهمية إجراء دراسة مسحِيّة تساعد على تحقيق معرفة أدق بهذا السلوك العدواني المتمثل في التنمر «Bullying» . وقد هدفَ تَتبُع هذه الظاهرة؛ إلى الإجابة على عدد من التساؤلات الأساسية المتعلقة بطبيعة هذا السلوك ؛ والذي أصبح « ثقافة « بين الطلاب، والعوامل التي تقف وراءه، وكذا الآثار التي تقع على الطالب نفسه، وعلى من حوله سواء في محيط المدرسة أو في الأسرة. وقد اعتمدتِ الدراسات -مِمن كتب - على أسلوب المسح بالعينة لمجموعة من طلاب المدارس في دولة العالم في المراحل الثلاث الإبتدائية، والإعدادية والثانوية من البنين والبنات . كما تظهرالأهمية، في إجراء مقابلات مُعمقة مع عينة مستهدفة من الطلاب الذين يمارسون سلوك التنمر ومن الطلبة ضحايا التنمر، وكذلك مقابلات مع عَيِّنة مِنَ الأخصّائيين الإجتماعيين العاملين في تلك المدارس. وقد تتجلى هذه الدراسات؛ سواء في شِقِّها الكَمِّي أو النوعي بالتوصُّلِ إلى مجموعة من النتائج المهمة التي تسلط الضوء على التنمر في المدارس بشكلٍ خاصٍّ أكثر . إنّ مِن أهم النتائج التي حققتها هذه الدراسات – ثقافة التنمر- ؛ معرفة الخصائص العامة للعينة المدروسة، ورسم صورة واضحة المعالم للطلبة، سواء كانوا من المتنمرين أومن ضحايا سلوك التنمر، حسب النوع والعمر والجنسية ومستوى التعليم والوضعية الإجتماعية لأسرهم. وقد يكشف مثل هذا التتبع عن مدى انتشار هذا السلوك بين طلاب المدارس حسب عدد من المتغيرات الأساسية مثل النوع والعمر والجنسية والمرحلة التعليمية، وعضوية الجماعات المدرسية...الخ. إنّ مثلَ هذه الوقفات تودِعُنا لمعرفة أنواع المضايقات التي يمارسها الطلبة المتنمرون، وتلك التي يتعرض لها الطلبة الضحايا، كما تسمحُ لنا بتحديد الأماكن والأوقات التي ينتشر فيها هذا السلوك بقوة. في حين أنّ الجهود مُوّجَّهة للحَدّ من التنمر المباشر وغير المباشر بأشكاله التقليدية: اللفظي، الجسدي والعاطفي، إلا أن وجود شكل آخر من أشكال التنمر لا تقل أهمية عن الأشكال الأخرى هو « التنمر الإلكتروني» والذي يستخدم فيه الفاعل ( المتنمِّر ) الوسائل الإلكترونية في فعلته ضد الآخرين، ونجد أن ثقافته تقلّ أو تكاد تكون معدومة بين أوساط المجتمع ؛ المدرسة و الأسرة، لذلك كان هذا الموضوع لتسليط الضوء على ماهية « التنمر الإلكتروني»، أساليبه، الأضرار الناتجة عنه، و دور كل من الأسرة، المدرسة والمجتمع في علاج التنمر الإلكتروني.