استقبل الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين في محترفه بجبل اللويبدة مؤخرا عددا من الأطفال الراغبين بالمشاركة في مسابقة عالمية للرسم أطلقتها شركة تويوتا اليابانية للسيارات بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، حيث أنجز عدد من الأطفال اللاجئين في الأردن من الجنسيات السورية واليمنية والعراقية في فضاءات «دارة سهيل» عددا من الأعمال التي عبروا خلالها عن رؤيتهم للمستقبل وتخيلهم للتطورات التكنولوجية القادمة لا سيما في صناعة السيارات.
الانسان أولا ويقول الفنان التشكيلي سهيل بقاعين عن تلك المسابقة: ان هذه الفكرة الرائدة من أهم شركة عالمية يابانية (Toyota ) تدل على اهتمامها بالإنسان اولا، فقد دعتنا الشركة والمفوضية العليا للاجئين لإشراك هؤلاء الاطفال الحالمين الذين تقطعت بهم السبل بسبب العيش في ظل هذه الحروب، وان يأخذوا هذه الفرصة لكي يطلقوا العنان لخيالهم وانا الذي اؤمن بأن الخيال هو موطن الإبداع وعليه اطلقت مبادرة قارىء اللون للمكفوفين والاشخاص الذين لديهم بقايا بصرية. فكان التحدي كبيرا والحلم اكبر فأعطيتهم من كل قلبي لكي ينطلقوا بأحلامهم وخيالهم وابداعاتهم، فشكرا لشركة تويوتا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لاعادة الأمل لهؤلاء الاطفال وهذا شرف لي بأن أكون جزءا من هذا الحلم. فضاء ابداعي ويقول الفنان سهيل بقاعين في حديث مع «الدستور» حول محترفه ومقره الابداعي الجديد: اللويبدة نقطة جذب سياحي وثقافي وهي من أنشط البقع في عمّان حاليا على الصعد كافة، ومن هنا قررت أن أطلق مشروع «دارة سهيل» كفضاء ابداعي أمارس فيه الرسم وأستمر في مبادرتي التي أطلقتها قبل سنوات تحت عنوان «قاريء اللون» من أجل ادماج المكفوفين وكذلك الذين يعانون مشاكل في البصر في المجتمع عبر تعليمهم الرسم. وأشار بقاعين إلى أن دارته الجديد مفتوحة لكل الراغبين بتعلم الفنون التشكيلية من مكفوفين ومبصرين، مؤكدا أن ريع اللوحات سيذهب لدعم الفئات الأقل حظاً والذين يعانون من اعاقات بصرية، وقال «وأفكر بالتوسع في تعاوني مع مؤسسات المجتمع المدني ومع جهات مختلفة على رأسها المدارس والجهات الداعمة للاجئين. ابراز ابداعات الأطفال يهتم بقاعين في مبادراته الفنية بكافة فئات الأطفال بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية وظروفهم الصحية والتربوية والاجتماعية، ويرى بقاعين أن اختياره لمكان المرسم في جبل اللويبدة أمر في غاية الأهمية لكون تلك المنطقة نقطة جذب سياحي من شأنها أن تبرز إبداعات الأطفال وتبقيها حاضرة محليا وعالميا، كما أن ذلك سينشط السياحة الثقافية وسيحفزهم على تقديم الأفضل دائما وتطوير إمكاناتهم. إلى ذلك، يسعى بقاعين عبر مبادرته «قاريء اللون» التي نالت صدى واسعا ومنح على اثر اطلاقها وساما من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى دمج الأطفال المكفوفين مع أقرانهم المبصرين في مرسم دارة سهيل وذلك لإثبات قدراتهم وأنهم أهل للتحدي، وليس هناك ما يمنعهم من أن يكونوا أحرارا بإبداعهم الذي لا ينضب.