صديقة ٌ لليلٍ والسهرِ

كنسَّاجة تحيكُ بُردة اﻷقمارِ
كعناية إلاهية تحتويني
إذا مرضتُ
كقديسةٍ تبتهلُ الدعاءِ
تلك أمي والماء يعرفها
وتربةُ الحقلِ
والشمس
واﻷرض
والقمح
والحصاد
والفقر يعرفها
والحرب
والظلام
كوردةٍ فردوسيةٍ
من روح الله
كنهرٍ تطفو على سطحه اللوتس
كزهرةٍ ربيعية
قزحية اﻷلوان
كأرجوانٍ
كصمتٍ شربتهُ الجروح فاستكان
تلك أمي ذات طهر
ٍ كالصلاةِ
"كمريم"
كم مشت في الحرِ حافية
وخبأتني بين ضلوعها
والثوبُ ممزقٌ
غرقتْ في بحرٍ
يخلو من زرقته
وأنا المدللة على رأسها
في هودجٍ وأمان
تلك أمي
والجناتُ تعرفها
كصوت "عيسى" في المهد
كصندوق "موسى" في اليم
كأمهات الحرب في "يافا"
في "بغداد" في "مصر"
في ا"لشيشان "
كناسكةٍ "دمشقية"
تغزل في صبرٍ
حُزمة اﻷكفان
تلك أمي
"يمانية" صفراء بلا مطرٍ
تشربُ الفقر بحبٍ
تمسح الدم المضرج
في الزقاقاتِ
تقتفي النجوم لتهتدي
تلملم الضوء للأوطان
تلك أمي ماذا أقول لها ؟
إني أحبك
أيتها الروح السماوية
ٲُحِبُّ فيكِ
فطرة اﻹنسان !

غالية عيسى