قد شهد ملف المهرجان تحولات دراماتيكية في عدد ونوعية العروض و مكان التنظيم ،تحولات،أعادت عقارب الساعة ربما لوضع أسوأ مما كان سائدا قبل الثورة . توفقت الهيئة المشرفة المعينة وبمجهودات مضنية في نحت برنامج متكامل اعتنى باهتمامات الطفل والكهل و خاصة الشاب وبعد الاتصال بالعديد من الفنانين وتحديد مواعيد السهرات تشبثت السلطة الجهوية التي أجلت جلسة الخميس الى يوم الافتتاح بحذف العرضين الموجهين للشباب وهما لبلطي و ناجي بن نجمة بتعلة الوضع الامني لتُفقد للهيئة سلطة قرارها ويتحول القرار بيد السلطة مما يعد ضربا لبداية دمقرطة العمل الثقافي بالجهة. و هنا التساؤل كيف يتم برمجة عروض في الراب والفن الشعبي بباقي الولايات ومنها المجاورة كمهرجان دقاش من ولاية توزر الواقعة على بعد نحو 80 كلم عن قبلي اين تمت برمجة خمس عروض شبابية؟ هل ان الانفلات الامني خطير بقبلي أكثر من ياقي الولايات ؟ وهل من المعقول حذف بعض العروض على بعد ساعات من افتتاح المهرجان ؟ ولماذا تحرم السلطة شباب المنطقة المحروم أصلا من حقوقه الدنيا في التشغيل والتنمية والثقافة في عروض تتماشى وذوقه ؟هل هو هروب من تحمل المسؤولية ؟ أم هو استجابة لاختيارات الطرف السياسي الحاكم ؟ أيعقل ان تبقى أمكانية إلغاء الدورة حتى الافتتاح ؟ فالمحير بل المضحك ( كثر الهم يضحك)  أن إعلام عموم مواطني مدينة قبلي تم ساعات قليلة من بداية العرض عبر سيارة الدعاية التي ذكرتنا بـ «بوطبيلة» خلال رمضان" اسمع يا الي ما سمعتش المهرجان الليلة يبدا بعرض" رجال تونس "الي سمع يبلغ الي ماسمعش" لكن ما ذنب متساكني القرى العديدة الراغبين في الترويح على نفوسهم ؟ أما فضاء العروض فقد بقي حتى يوم المهرجان بين اخذ ورد باعتبار ان هذه الولاية المنسية في التاريخ و الجغرافيا والتي مازالت تبحث عن موقع في الخارطة التنموية لتونس اليوم ، لا تمتلك مسرحا للهواء الطلق فبعد رفض دار الثقافة لدواعي أمنية رفض المعرض ليبقى الخيار الأخير حتى يومين قبل العرض الأول بين فضاء المعهد الفني و فضاء  إعدادية ابن رشد ليتم الاختيار على ابن رشد بعد ان "تكرّم " المندوب الجهوي للتربية ومنح فضاء الإعدادية بطريقة عرجت عليها مديرة الإعدادية بالقول "برأت ذمتي مما قد يحصل أثناء المهرجان وحملت مسؤولية ذلك لمن اتخذ هذا القرار... ...زعمه ما تغير شيء؟ لا اكيد فينا تغير شيء اكيد فينا تغير شيء وكان ما تغير شي- الشاعر ايوب ين مسعود-

لزهر الحشاني