قد أكتب في سهى شومان وإنجازاتها الكثير من الجمل والكثير من العبارات التي سأمدحها فيها أو أمدح عملها وفنها وتجربتها، لكن، قيل فيها مثل هذا الكثير،فأي وصف سيوفيها حقها وحق مجهوداتها التي بذلتها في سبيل تغيير نظرة الجيل للفن وللثقافة بكل معانيهما، وكيف لنا أن نري العالم نظرة سهى إليه، العالم الذي قررت أن ترويه بما تجود به من أدب وشخصية قوية وحضارية، وتركيزها على الفكر والثقافة رغم اضمحلال ما نسميه بالرقي الثقافي والفني، كيف لسهى أن تبث الحياة الفنية في نفوس من فقدوا الشهية للفنون بمجملها وكيف لها أن تعقد عزمها لتقضي ما تبقى من عمرها في سبيل تحقيق هذا الهدف؟

سهى تلك الفلسطينية الأردنية التي عشقت قدسها وأحبت بتراءها والتي تربت بين الشعر في أحضان والد يعرف همم الحروف بكلماته، وعرف كيف يحبب القضية في قلبها بانضمامه في صفوف الأحزاب لنصرة القضية الفلسطينية.

سهى التي فتحت قلبها في سبيل بث حبه وحنانه للشباب للنهوض بالأدب والفنون عبر مساعدتهم في الدراسة والتعلم من أجل وراثة حب الأعمال التي تتيح للعالم رؤية حضارة بلد من خلال أولاده وجيله.

هي تلك الأم التي أحبت عائلتها فما بخلت عليهم، بل وفرت كل الوقت لهم فما أحسوا بغيابها عنهم ولو للحظة. كم كانت زوجة محبة وفية لرفيق الدرب، زوجها خالد، الذي آمن بفكرتها وبمشروعها وبطموح رآه لها وللشباب نهضة وثورة فكرية إيجابية لصالح وطنه.

لها حضور في الرواية وفي الريشة والقلم. تخط الكلمات وترسم الأحلام بأنامل آمنت فما خيب الله ايمانها. امرأة ككل نساء الأردن لها وقع في نفوس العديد ممن يعرفونها فكثير  أثنوا على أعمالها.

امرأة لها قضية محوريه وهي تربية الشباب وإصلاح فكرهم ودعمهم في تحقيق مطالبهم وتحبيبهم في التقاليد الأردنية وتقوية فكرهم للقضية الفلسطينية.

لها حضور قوي بين الأدباء والسياسيين ولها عدة مواقف إيجابية في دعم الشعب الفلسطيني، هي تلك الأم الحنون للجميع للوطن للشباب للفن للثقافة للحوار لكل ما له صلة معينة بتقدم الشبيبة الاردنية عموما والعربية كذلك فهي لم تبخل في فتح المؤسسات التربيوية للجاليات العربية من كل ربوع الوطن العربي في سبيل مساعدتهم لتحقيق مرادهم وطموحهم.

تلقت سهى ألم فراق حبيب عمرها وسندها في الحياة: زوجها خالد، بحزن عميقاً.

لم تبخل بأي شيء، بل ضحت بالنفس والنفيس من أجل إبراز المواهب العربية في ظل التطرف والأمية والقسوة والتخلف.

هي نعم المثال للنساء لأنها استطاعت تقديم مثال من  أفكارها وزرع ما آمنت به في كل شخص وطفل وأم وشيخ. مهما حاولنا الكتابة عنها ووصفها وشكرها فلن نوفي حقها فهي الملاك الحارس لهذا العصر،سهى ما تأثرت يوما بالانهزامات الفكرية بل صممت على النجاح، وبان ذلك في عدة اعمال لها حققت النجاح على مستوى الوطن داخله وخارجه سنبقى طول العمر شاكرين لك يا سهى على مجهوداتك ودعمك المادي والمعنوي في كل المجالات. شكرا وألف شكر لك يا يمامة عمان.

مصدر:  الدستور