ناقش أعضاء نادي القراءة "13 تحت الشمس" التابع لجمعية "كتابي كتابك" لثقافة الطفل والأسرة مؤخرا، روايتين من الأدب الألماني المترجم إلى اللغة العربية وهما رواية "مومو" لميشائيل إنده، ورواية "مختلف" لأندرياس شتاينهوفل، في معهد غوته الألماني وبالتعاون مع إدارة مع مشروع "ألف صفحة وصفحة" الذي أطلقه معهد "غوته" الألماني بترجمة العديد من إصدارات الأدب الألماني إلى اللغة العربية بهدف تشجيع الشباب على القراءة في الأردن من خلال الجمعيات المحلية التي تهتم بالتشجيع على القراءة وإنشاء المكتبات العامة في الأردن.
حضر اللقاء 30 عضوا من النادي تراوحت أعمارهم بين 20 و65 سنة. وافتتحت اللقاء المهندسة هناء الرملي رئيسة جمعية "كتابي كتابك" لثقافة الطفل والأسرة، بكلمة شكر لمعهد "غوته" والسيدة صوفيا ساشل القائمة على مشروع الترجمة، موضحة فكرة المشروع والتعاون بين الجمعية والمعهد لإنجاح هذا اللقاء كامتداد مهم لأهداف كلتا الجهتين، وهي التشجيع على القراءة والنقاش المفتوح حول الكتب.
وتم تقديم مجموعات من الروايات الست التي تم ترجمتها إلى أعضاء النادي كافة، والتي ستنتقل عند الانتهاء منها إلى المكتبات العامة التي أنشأتها الجمعية كي يستفيد من الكتب أكبر عدد من القراء.
ثم قدمت مشرفة النادي زين مبارك مقدمة قصيرة من حول النادي وتعليماته، وبمقدمة موجزة من مشرف النادي فراس أبو شباب حول الأدب الألماني وأهميته.
وافتتح الحوار بين الأعضاء بحيث تم تقسيم الوقت بالتساوي بين الروايتين "مختلف" و"مومو"؛ حيث تم تقديم نبذة عن كل كاتب وموجز لكل رواية من الأعضاء الحضور، وتقول مريم عبد الله عضو النادي حول رواية "مختلف": "تدور أحداث الرواية حول تحرر صبي في الحادية عشرة من عمره من سطوة والديه، يتعرض لحادث ما يفقده ذاكرته مما يجعله يبدأ حياة جديدة، جعلته مختلفا عما كان عليه؛ حيث غير اسمه من فيليكس والتي تعني المحظوظ الى مختلف، كان مختلف في رحلة بحث عن ذاته التي كانت تؤنبه على السر الذي اقترفه في الصيف الماضي، حينها اتهمت والدته ميلاني فينتر بأن المدرس الخصوصي تعمد إشعال الحريق في مزرعة الدواجن كي يتسنى له أن يأخذ أموالا طائلة من شركة التأمين".
وتذكر علياء مقابلة اقتباسا في هذا السياق: "يرعبهم كونك مختلفا، كونك لا تشبه تكرارهم، فكن كما أنت".
وحول رواية "مومو"، تقول منى أبو العافية، إن الرمزية العالية في الرواية أثارت اهتمامها وارتباطها بحياتنا اليومية رغم أنها كتبت منذ زمن طويل. وتضيف أبو العافية: "من أكثر المشاهد التي أثارت إعجابي في الرواية المشهد الذي كان بيبو الكناس يشرح لمومو كيف يقوم بعمله حين يكون أمامه شارع طويل بشكل مخيف يجب عليه كنسه، ويعتقد أنه لن يستطيع الانتهاء من هذه المهمة أبدا، وكيف ابتدع طريقة تمكنه من القيام بمهمته على أحسن وجه خطوة خطوة بآلية بسيطة، بحيث يركز على الحاضر وإنجازه على أتم وجه، وحينها يستمتع بوقته وينجز المهمة المطلوبة منه. وأعتقد أن هذه مقاربة رمزية لما يحدث في حياتنا اليومية؛ حيث نغفل عن الحاضر ونستاء ونخاف مما ينتظرنا في المستقبل، مما ينغص علينا استمتاعنا بالوقت الحاضر وبالعيش كما ينبغي، فهنا أشار الكاتب إلى واحدة من أهم مهارات إدارة الوقت".
وأضافت ميس نداف "(مومو) رواية أسطورية وخيالية وعميقة مثيرة جداً للقارئ أبدع كاتبها بنقل وقائع الخيال الى الورق مطلقاً عنان القارئ للتخيل والغوص في اللامكان واللازمان تزرع في نفس القارئ أهمية الوقت وتعصف بأذهاننا تساؤلات عديدة. ما هو الوقت؟ من أين أتى؟ من يتحكم بحياتنا نحن أو وقتنا؟ كيف أدخر وقتي؟ والعديد العديد من الأسئلة غير المتناهية، اللهاث وراء المطامح المادية قتل وقتنا وجعله سجين المادة البحتة للأسف".
وأضافت هناء الرملي: "أن أكثر ما شدها في رواية مومو مدى استشراف الكاتب بواقع حياتنا الحالية التي تحكمها التكنولوجيا ويفتقد الفرد منا خصوصيته ومعلوماته الشخصية، عندما تحدث عن البطاقات المثقبة والتي يكتب الأطفال من خلالها معلوماتهم الشخصية لتبقى متاحة للعامة، وكأنه يتحدث عن بطاقات البرمجة المثقبة التي كانت في بداية لغات الاستهلاك التي تدور بدون توقف، وتخضعنا لتفقدنا إنسانيتنا وروحانيتنا وتجعلنا نلهث وراء الكسب المادي تلبية لنزعة الاستهلاك، كذلك عندما يتحدث عن ألعاب الأطفال الجماعية وما سيؤول له الحال من انشغالهم عنها، وأن مومو كما لو أنها ضميرنا الذي يذكرنا بعدم الانصياع والدخول لعجلة تتملكنا".
ثم أنهى مشرف النادي فراس أبو شباب، اللقاء بتوجيه دعوة للأعضاء لمناقشة رواية من الأدب النرويجي؛ حيث تم ترشيح روايتين للنقاش في شهر 7 وهما رواية "عالم صوفي" ورواية "فتاة البرتقال" بالتعاون مع "دار المنى للنشر" وبحضور مترجم الروايتين السيد مدني قسري.
ويذكر أن نادي القراءة "13 تحت الشمس" هو أحد أنشطة جمعية "كتابي كتابك" القائم منذ العام 2009، والذي يهدف إلى تشجيع كل من ثقافة القراءة وثقافة الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر من مختلف الفئات العمرية.
ويمكن التواصل مع القائمين على النادي والمشاركة في مختلف الفعاليات والجلسات، من خلال شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".
أما معهد "غوته" الألماني في الأردن، فقد تأسس العام 1961، ويهدف إلى تعليم اللغة الألمانية وإقامة مشاريع ثقافية وورش تدريب، أحد هذه المشاريع مشروع "ألف صفحة وصفحة"، هو مشروع كتب موجّه إلى جيل الشباب في العالم العربي؛ حيث تصدر عنه سلسلة من الكتب التي تعد من بين الكتب الأكثر شهرةً ونجاحاً في ألمانيا خلال العقود الماضية، في طبعةٍ جديدة بالعربية. وتتوجَّه الكتب بمحتواها الفكري إلى جيل القراء من الشباب والبالغين.