استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء أول أمس، الكاتبة هند راجح موسى للحديث عن كتابها: «مشاعر الروح»، وقدم قراءة  نقدية للكتاب الناقد موسى شنك وأدار الحوار السيد وائل عبد ربه وسط حضور من المثقفين والمهتمين. 
واستهل الأمسية الناقد موسى شنك فقال: إن هذا الكتاب ليس له علاقة بالقصة أو الرواية أو الشعر، حيث يتناول نوع آخر من الأدب تحت مسمى خواطر. يعتبر فن كتابة الخواطر جنس أدبي قائم بذاته، فهو طرح ثقافي، لتنمية القدرات العقلية والفكرية الإبداعية، مشيرا إلى أن الخواطر هي كلمة تعبر عن الافكار التي تدور في رأس الكاتب بأسطر قليلة لا يستطيع الخروج عنها كغيره من الأجناس الأدبية.
وأضاف: بأن كتابة الخواطر تعد من الأجناس الأدبية التي يلجأ إليها الكُتاب والأدباء للتعبير عن أراءهم  وأفكارهم في العديد من المواضيع سواء الأفكار الخاصة أو التعبير عن الهم العام، والكتابة في هذا النوع تعتبر من السهل الممتنع مع أن كاتبها لا يحتاج لإتقان بحور الشعر، وما عليه إلا أن ينمي موهبته الفكرية والأدبية. موضحا، أن الكاتبة استخدمت في طرح خواطرها أسلوباً سردياً عبرت فيه عن بعض الأفكار التي تدور في خيالها، فأشارت لبعض المشاهدات التي تركت أثراً في نفسها، حيث عبرت عن مواقف إنسانية صاغتها بكلمات أفرغت فيها عواطف الحب والتقدير نحو والديها واخوانها، ثم طرقت مواضيع حساسة، فلعل تساؤلاتها التي اندرجت تحت عنوان» (لماذا)، في إحدى الخواطر توحي بإلمام بما يجول في ذهنها، وفي خاطرة أخرى تحت عنوان:»لحن الحياة»، نجدها تقع في حيرة الاختيار، ففي هذا الكتاب مزيد من هذه العناوين المعبرة «موهبة الأهل»، «السعادة»، «رائحة الشتاء».
مبينا، أننا نلاحظ العناوين تُعتبر مفاتيحاً للنص وتأويلته الكثيرة، وقد دفعها الاندماج بالمواضيع للتعبير عن ذاتها بصياغة جمل تتحسس المواجع بأسلوب سردي ولغة سليمة بعيدة عن اللبس والغموض، حيث اعتمدت على أفكار إبداعية ضمن عبارات أنيقة شفافة المعنى، الأمر الذي جعل للخاطرة قيمة أدبية ولغوية راقية تحسب للكاتبة، وكما يُسجل للكاتبة بأنها بالغت في الربط بين المواضيع بإيقاعات ملائمة، فلم تطرق أبواباً تثير القلق والاستغراب لدى القارئ بينما تراوحت خواطرها بين النصح والإرشاد .
واشار قائلا: إن الكاتبة تقدم نفسها كأديبة واقعية، ترصد الأحداث والظروف التي تحيط بها معبرة بصدق وشفافية عما يجول برأسها من أفكار حقيقية أو خيالية، ولا بد من الإشارة أيضا هنا، لأناقة الأسلوب وسلامة اللغة وملاءمة الجمل وقد كانت موفقة في توصيل الفكرة بطريقة ميسرة وبالأسلوب السردي المنسجم مع مضمون الخواطر.
وفي ختام الامسية المحتفى بها وبكتابها هند راجح موسى قرأت مجموعة من الخواطر ومنها:»فنجان القهوة، لماذا؟، لحن الحياة، ومساحة الثقة»، حازت على إعجاب الحضور.