يضم الديوان الذي يقع في 140 صفحة 30 قصيدة متنوعة الأغراض، تناولتها الشاعرة بشكل متسلسل ضمن ستة عناوين رئيسة: ما قبل المِرآة، الشظية الأولى، خدوشٌ لا تُرى، مرآةٌ للوجه الآخر، الدخول إلى المرآة، حتى آخر شظية.
ويأتي إصدار ديوان «يومَ كَسرتُ المرآة»، تكملة لسلسلة الدواوين الشعرية الخاصة بتوثيق قصائد الشعراء المشاركين في مسابقتي «أمير الشعراء» و«شاعر المليون»، وفي إطار مواصلة اهتمام أكاديمية الشعر بشعراء المسابقتين وتحفيزهم على مواصلة الإبداع ونشر قصائدهم.
وحملت الشاعرة في طيات ديوانها رسائل من فلسطين إلى العالم، متطرقة إلى مدنها وذكريات مازال الناس يحكيها. ومن قصيدة «وطنٌ بلا ظلال»:
صغيراً غبتُ أحتضن المرايا.. لتجرحني شظايا من بلادي
فأحلم أن أرى يافا عروساً.. تزفّ إليّ في ثوب الحدادِ
تُراودني على بعدٍ لأبقى... أسيرَ الحلمِ مرهون الفؤادِ
وتزور الشاعرة القدس في قصيدة «ثلاثُ صلواتٍ في العتمة»، لتعكس معاناة الناس وصرخات أمهات الشهداء: «خنساءُ أرضٍ لها في القدسِ زاويةٌ.. محرابُ عشقٍ يغذيه الهوى أرَقا.. تبكي الحنين وأطفالاً لها رحلوا
نادت شهيداً بصوتٍ صار مختنقا.. من شدّةِ الآه من أوجاع وحدتها».
كما تتذكر الشاعرة مدينة بيت لحم في قصيدة «رقصة ضوء»:
«لمهد المسيح والحب، بيت لحم التي أُحب.. هيَأتُ روحي.. لكي تلقاكَ عاشقةً.. منذ فجّر الماء في أضلاعي الألفا.. فأرقصْ لتمنح ضوءَ الحبِّ بوصلةً.. واغفرْ لقلبٍ.. على الأعرافِ كم وقفا!».
كما تستدعي جابر في ديوانها عدداً من الشخصيات الفلسطينية، ففي قصيدة «مرايا الفراغ»، تحضر المغنية والملحة الفلسطينية ريم بنّا المعروفة بأغانيها الوطنية، والتي أصيبت بسرطان الثدي، وقد تم اختيارها عام 2016 لتكون شخصية فلسطين الثقافية، حيث كتبت قبل أن تشرع في القصيدة «إلى عرابة المقاومة الأزلية ريم البنا» في نضالها الممتد من البلدِ إلى الجسد..»، وقالت:
«مازلتُ أحتضن الفراغَ
جناحُ أحلامي مطرْ
وألمّ أشلاء النهارِ غيومَ عشقٍ منتظرْ
حبلى أنا،
حبلى بآهاتِ البلادِ بزعتر الأشواقِ ينبتُ في ضلوع
الخائفات خرائطاً/ مدناً لأحلام الصغارِ
لرعشة الناي الأخيرةِ وانكسارات الوترْ».
يذكر أن أكاديمية الشعر في أبوظبي تعتبر أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي، بشقيه الفصيح والنبطي، وجاءت فكرة تأسيسها استكمالاً للاهتمام الذي توليه أبوظبي للأدب والثقافة.