ارتبطت الباحثة في التراث الشعبي الجزائري والمؤلفة وردة زرقين من الجزائر منذ نعومة أظافرها بكل ما هو تراث، وولعها به جرّها إلى البحث في ذاكرة الأجداد، وقررت أن تغوص في أعماق الذاكرة والإبداع الشعبي الذي يهدده النسيان، وبعد إصدار كتاب أول لها حول الأمثال الشعبية، البوقالات والألغاز الشعبية بعنوان "العنقود" بدعم من وزارة الثقافة في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، صدر لها مؤخرا كتاب ثاني بعنوان "جواهر". في حديث لنا معها، أكدت الكاتبة أن اهتمامها بهذا الكنز الثمين تحوًل إلى ممارسة منتظمة، وجعلها تجتهد وتبحث عنه في مناطق مختلفة من ربوع الجزائر، بحيث سعت إلى عملية بحث واسعة لجمع وإنقاذ كل ما هو خارج التوثيق من أناس حفظوا هذه الجواهر الثمينة التي توارثتها الأجيال عن الأجداد، وقالت المؤلفة أن المجتمع الجزائر كغيره من المجتمعات الأخرى، مجتمع زاخر بتراث لا مادي كالأمثال الشعبية، الألغاز الشعبية، القصص الشعبية والحكايات وغيرها، ولكن للأسف هذا التراث يضيع رغم غزارته وانتشاره في كافة أنحاء البلاد، وإيمانا منها بهذه الأفكار حول أهمية هذا التراث، فقد سعت إلى جمعه وتدوينه في كتب للحفاظ عليه باعتباره ثقافة شعب وخلاصة تجارب مجتمع عريق في أزمنة مختلفة، وأضافت وردة زرقين الإعلامية بجريدة "المساء" الجزائرية، أنه من خلال الإبحار في هذا العالم من الموروث الثقافي، لاحظت أن المجتمع يتّخذ تلك الأمثال والألغاز الشعبية على حسب المواقف والتجارب اليومية، كما وجدت ميولا كبيرا من مختلف فئات المجتمع لهذا الموروث الثقافي الشعبي، وفي سياق الحديث، أكدت أن ما جمعته من موروث ينطبق على واقعنا الحالي تقريبا ووجدت جلّ الأمثال تعبّر عن واقعنا وحياتنا اليومية، فوجود الأمثال الشعبية مثلا وسط الحديث أساسي وجوهري وهي لغة تعبيرية صادقة ومريحة للقلب وتساعد على فهم الحياة ومتاعبها. يحتوي الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "جواهر" على 214 صفحة، وهو عبارة عن مجموعة من الأمثال الشعبية، البوقالات والألغاز الشعبية، جمعتها من مختلف مناطق الجزائر، وصنًفت هذا الموروث الثقافي في ثلاثة أبواب، الباب الأول خاص بالأمثال الشعبية، الباب الثاني خاص بالبوقالات والباب الثالث خاص بالألغاز الشعبية مع تقديم الحل لكل لغز. تسعى الباحثة في التراث الشعبي والمؤلفة مستقبلا إلى جمع هذا التراث من المناطق المتبقية في الجزائر وتدوينه في كتاب ثالث وبالتالي توثيقه حتى يبقى متوارثا من جيل لآخر، وهكذا تساهم في الحفاظ على الذاكرة الشعبية، وتجدر الإشارة إلى أنه صدر لها أيضا كتاب حول الأغنية الثورية الشعبية بمنطقة قالمة في الجزائر بعنوان "ايضاءات".