|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
بقلم الدكتورة ملحه عبدالله تكتبت بعنوان " الشائعات وحروب الجيل الخامس! "
عاشقة
الصحراء :
أمر مخيف أن نجد كماً كبيراً منا يصدق هذه الشائعة أو تلك بلا تأكد أو تمحيص، بل يسارع بنشرها عبر ما بين يديه من وسائل التواصل، وهو يعلم أنه يحمل بن يديه وزراً كبيراً، بل وعبئاً اجتماعياً يجب أن يعاقب عليه.. وقد عرف كل من (جولدن البورت) و(ليوبوستمان) الشائعة في كتابهما سيكولوجية الشائعة بأنها «اصطلاح يطلق على رأي موضوعي معين مطروح كي يؤمن به من يسمعه» وهي تنتقل عادة من شخص إلى آخر عن طريق الكلمة الشفهية دون أن يتطلب ذلك مستوى من البرهان أو الدليل. والشائعة كما يعرفها القاموس هي: «خبر مكذوب غير موثوق فيه وغير مؤكَّد، ينتشر بين النَّاس». وأعتقد أن في تعريفها يكمن تدميرها، إذا ما فطنا إلى ذلك، ألا وهو «غير مؤكد»! فتأكيد الخبر له أوجه يجب أن يفطنها الفرد منا، وقد وكان أسلافنا يتخذونه سبيلا؛ ولكن مع سرعة انتقال الخبر وكثرة الأخبار أيضاً؛ أصبح الواحد منا لا يتخذ تلك المؤكدات ولا يضعها في الحسبان وهنا تكمن الكارثة! ولذلك وجب علينا في مثل هذه الظروف الراهنة وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أن نتخذ هذه المحاور الخمسة مقياسا للتأكد من صحة الخبر من عدمه وهذه المحاور يفقهها الإعلاميون والدارسون إلا أن بعض العامة قد لا يعرفها ولذا نسوقها في هذا المكان وهي أن نتساءل عن أركان هذا الخبر وهي: (أين، ومتى، وكيف، ومن، ولماذا) ففي الرسالة الإعلامية لزم أن نعرف: (من يقول ماذا لمن وبأي وسيلة وبأي تأثير؟) هذه هي أركان التأكد من الخبر الصحيح سواء كانت وسيلة إعلامية أم شفوية يتناقلها الناس. فإذا ماطرحنا على أنفسنا هذا القياس على أي خبر يصلنا حصناه ضد الشائعة، فإذا ما اختل ركن من هذه الأركان جميعها اختل الخبر وفقد مصداقيته! وإذا ما رجعنا إلى ما يسمى بالشائعة فسنجد أنها تفقد أحد أركانها ولذا جاء في التعريف بأنها خبر غير مؤكد. الأمر جد سهل، ويسهل علينا التعرف على الخبر كونه شائعة من عدمه، ولكن ما يجتاح وسائل الإعلام من أخبار يعد أغلبها غير مؤكد فتصبح شائعة. والشائعة سلاح يستخدم في الحروب فتنهار بها جيوش وتنتصر جيوش كما ورد في كتاب علم نفس المخابرات. ولذلك اتخذها الجيل الخامس من الحروب أداة لها في تنفيذ مقاصدها، لأنها تعمل على هدم الدول من الداخل. وقد دهشنا تصريح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يقول فيه: أنه تم حصر 21 ألف شائعة في ثلاثة أشهر! حقيقة أمر مخيف، والأدهى من ذلك أننا نجد كما كبيرا منا يصدق هذه الشائعة أو تلك بلا تأكد أو تمحيص بل يسارع بنشرها عبر ما بين يديه من وسائل التواصل وهو يعلم أنه يحمل بن يديه وزرا كبيرا، بل وعبئا اجتماعيا يجب أن يعاقب عليه؛ فهو من ساعد في انتشار خبر مكذوب! وذلك لأن الشائعة تترك أثرا كبيرا لدى المتلقي، ويزداد أثرها بازدياد عدد متداوليها ومروجيها، ومع تداولها تصبح الشائعة بحجم الخبر الصحيح لما لكثرة متداوليها من نشاط عبر وسائل التواصل حتى تشكل في نهاية الأمر الرأي العام، وبهذا تصبح أكثر تأثيرا وأشد خطرا سواء كان سلبا أو إيجابا على المتلقي، لتخلق في النهاية حالة عامة ابتدأت بقصة كاذبة ثم تحولت إلى حقيقة وفرضت نفسها بشكل تدريجي كواقع وهنا تكمن المراوغات السياسية والاجتماعية للتلاعب بعقول البشر ولهزيمة شعب ما من الداخل، فإذا ما فقد أي شعب ثقته بحكامة أو بحكوماته فقد اتزانة وتسقط القلعة في آخر الأمر وهذا هو الهدف الأساس لحروب الجيل الخامس، كما يقول أحد الفلاسفة: (لا تسقط القلعة المحاصرة لكثرة المحاصرين لها، ولكنها تسقط حين يتساءل حماتها عن جدوى حمايتها).، وهذا هو «بيت القصيد» كما يقال. أما في التحليل النفسي لمروجي الشائعات؛ فهو يندرج تحت المرضى النفسيين، ويسمى بـ(الباحث عن دور) بمعنى أن هناك خللا نفسيا بنوع من النقص الذاتي مما يدفع المروج إلى أن يكون جزءا من القصة ذاتها وبأن يكون له السبق الحقيقي في نشرها دون التأكد من مصدرها ومن صحتها ومن هدفها ومن أركانها التي ذكرناها سلفا، فهل نقبل على أنفسنا أن نوصم بداء الأمراض النفسية؟ لا أعتقد ذلك! الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: السبت 04-08-2018 11:41 مساء الزوار: 914
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
سلطنة عُمان تحتفل بيوم المرأة وتكريم ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 18-10-2024 |
الملكة رانيا العبدالله تزور مطبخ السيدة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 30-08-2023 |
الشيخة فاطمة تستقبل الملكة رانيا ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 25-02-2022 |
بقلم الكاتبة والأديبة آمال الضويمر مقالة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 09-01-2022 |
زواج ابن العم ... والضوابط الاجتماعية ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 01-06-2020 |
الأميرة هيا تنضم للجهود الدولية لوقف ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 04-04-2020 |
بقلم الكاتبة العراقية زاهدة العسافي ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 08-03-2020 |
ابتزاز المرأة .......... الاسباب ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 25-08-2019 |
"باعثمان" أول سعودية تحصد ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 20-07-2019 |
بقلم الكاتبة العراقية زاهدة العسافي ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 25-05-2019 |
بقلم الكاتبة زاهدة مردان العسافي مقالة ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 16-04-2019 |
بقلم الكاتبة والاديبة العراقية لقاء ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 10-04-2019 |
الكاتبة والباحثة العراقية زاهدة العسافي ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 08-04-2019 |
بقلم الكاتبة العراقية زاهدة العسافي ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 17-03-2019 |
بقلم الكاتبة العراقية زاهدة العسافي ... | المرأة والسياسية والمجتمع | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 30-12-2018 |