تراكم تراث طويل لم يكن بدائياً بل ولدت اشعرنا في إستخدام لغة موزونة ومقفاة وذات قواعد دقيقة وصلت بعض قصائدها الى مئة بيت وفق أحد البحور الشعرية وبقافية واحدة.
وكانت العرب قديماً ترسل أبناءها الى البادية لنقاء وصفاء لغتهم وعذوبة الخصال التي يمتلكها البدوي من معاني الكرم والشجاعة والايثار وتتبارى القبائل وتتباهى بأبنائها الذين ينظمون الشعر لانه لسان قومهم الناطق ببطولاتهم والحافظ لأيامهم ومآثرهم ، وكانت عكاظ ومربد خير شاهد على عمق تمسك القوم بهذا البيان اللغوي الجميل الذي لا يقل أهمية عن باقي مواهب ضرب السيف والرماية وركوب الخيل.
وتجسدت أهمية اللغة العربية بعذوبتها وتعدد مرادف كلماتها بنزول الوحي على رسولنا الاعظم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، التي كانت الايات الكريممة بعمق معانيها بحق معجزة الاسلام التي أذهلت العرب وجاءتهم ببينة لا تقبل الشك ان هذا الكلام هو كلام الله . وجاءت بأحكام عادلة وطدت الحق ووضعت تشريعا متكاملا للحياة واعدت الموازين لها مما مهد ان تمتد هذه اللغة بفضل الاسلام الى اقاصي الكرة الارضية ويتعلم من دخل الاسلام هذه اللغة ويكتشف خباياها ويتلوها آيات بينات تٌخل الطمأنينة والسكون الى القلوب . وظهرت بعد ذلك دراسات تناولت النحو والقواعد وظهر علماء في اللغة ووضعت القواميس لتكون مراجع لهذه اللغة التي كان ينطق بها اهل الحضارات الاولى في مملكة الحيرة وانتشرت في كل الدول التي سميت الناطقة بالضاد. واليوم تبقى الامة العربية بشعرائها وشاعراتها تزهو بكل صنوف الشعر من الغزل والرثاء والهجاء والفخر لترسم للامة أياما لا تنتهي من فصاحة اللسان ورجاحة العقل وإتزان الضمير والوجدان.