مهما تكن الاجهزة المنزلية متوفرة لدى سيدات المدينة وأداءهن في البيوت نبقى نستذكر سيدات الريف اللاتي لديهن قيمة كبيرة للوقت حيث يتم استغلاله منذ الفجر في الزراعة وصناعة الخبز وحلب الابقار والغنم وتنظيف اماكنها وجني المزروعات وسلخ الصوف وتنظيفه وعمل الوسائد منها والحياكة والخياطة باليد واستقبال الضيوف وواجب الضيافة والطاعة وعدم التمرد لاولياء أمورهن والصبر على كل بلاء حكمة وجزع لكنه الصبر الجميل ، تتابعت اجيال وهي تعطي القيمة للعمل والوقت، في حين ابنة المدينة تبات في سٌبات طويل يتجاوز منتصف اليوم في نوم عميق وكأن الدنيا لاغية خاوية من المسؤوليات والبعض تترك الوقت ليأخذها نحو منابع التجميل واللهو الفارغ غير المنتج، والبعض الاخر من نساء المدينة تتساوى مع اختها في الريف في تقاسم قوة العمل وتلقي العلم والابداع في مجالات كثيرة وتجعل من دارها مهبطا لاهل بيتها لا يرون الراحة الا فيها ومن خلالها وبين هذا وذاك تبقى النفوس والعقول تتحكم فيما تساهم المرأة في بناء ذاتها والابداع فيما ترسم من هدف وتنفذه باتقان!!!

 وقد حفظ التاريخ العربي لجداتنا قوة الشخصية وحسن التدبير وحفظ بركة الدار بذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء للاولاد وهمس نصيحة قيمة كل يوم في أُذن الاولاد والبنات وحفظ حق الجار والسعي للتدبير الكامل وحفظ المال وتوزيع الخيرات في أوقاتها حين جني المحصول .. كل ذلك نوع من القيم السامية التي تميز أمتنا العربية بامتيازاتها الرائعة كنوع سامٍ من البشر في الخلق القويم وادارة الحق في كل سلوك وحفظ الدار والعرض والكرامة .. مهما كانت فقيرة لم تمد يدها للغير لكي تبقى الإباء والكرامة عنواناً عربيا يسجل لنا ولهم لحظة بلحظة ان العمل هو الكرامة والانجاز البشري .

         "  أمهاتنا كن مدرسة تقتدي بهن الاجيال الى ابد الدهر  "