هكذا هي المرأة مثل الورد في رقتها وشذاها وجمال روحها وألوان طيفها.. تغزل بها الشعراء وتشبهت في كتاباتهم بالقمر عندما يكون بدراً وبالشمس في ضيائها وبالغزلان والظبية وكل شيء جميل ..

ذكرها عنترة بن شداد ،

 و لقد ذكرتك والرماح نواهل .. وبيض الهند تقطر من دمي

 فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغركِ المتبسم

ولعقود طويلة لم تفتر قصائدهم ودخل عشاق المرأة تاريخ البشرية مثل قيس بن الملوح وعنترة وآخرون   . 

لم يكن هذا الثناء كله الاّ .. المرأة استحقت ذلك الثناء والوفاء والشقاء وسهر الليل وعد النجوم وذرف الدموع. أنها - أي المرأة- تلك المخلوقة التي حملت في جوفها قلباً كبيراً وكانت ذي شخصية بارعة أو انسانة لطيفة أو كانت على قدر عال من العزم والحزم أكرمت وأُكرمت .. دخلت دهاليز الحياة وتركت فيها بصمة لا يمكن تجاوزها ، شاعرات، خطيبات ، بليغات ، متصدقات، محاربات، هذه الحياة تجري بين أيديهن مثل النهر الذي يبدأ رقراقا ويكون سقياً وخيراً وبركات .

نعم المرأة عطاء وحياة متجددة وان كانت الأم تصبح هي الدنيا بما تملك من حنان يصل الى حد التضحية لكي يمتد صغيرها بحياته إلى الأمان كل الأمان، ولم يمر زمن الا انقلبت الآية لنموذج جديد من النسوة أصبح الهم الاول لديهن نزع ما خلق الله بعمليات تجميل معقدة أذهبت اشراقة وجوههن وبات الشغل الشاغل ان يكون الجمال لديهن صناعة .

نعم انتكاسة رهيبة تجاوزت حدود المعقول وتجاوزت حدود العمر وكذلك العقل وصرف المال الكثير وكأن الوجوه لست أقنعة غبار وتبدل الأنف والشفاه، وفقدن معاني الجمال وأسباب الحياة الصحيح.

يتساءل المرء ، لما هذا التراجع عن القمة للوصول إلى القاع.. آلاف الطالبات يتخرجن من الجامعات بمختلف الاختصاصات ولم نسمع عن عالمة أو مبتكرة أدوية أو واحدة أحدثت بفكرها انقلاباً نحو الأفضل، الرتابة والجمود والبعد عن الموضوعية والضحالة والسطحية وعدم القدرة على اتخاذ القرار المصيري وسوء الاختيار ملؤها المجتمع بكم هائل من نسب الطلاق وضحايا من الأطفال ومشاكل لا عد لها ..

ان العلاقة القوية تكون بقوة شخصية المرء تؤثر وترمي بخيوط تُحاك مع الأيام نسيجا راقيا لا يتفتت أما الواهمون بالجمال الصناعي دون المضمون الفكري والديني والأخلاقي والعلمي والمعرفي هم علة ومرض المجتمع وطامته الكبرى.

         في عامنا الجديد نرفع الأصوات عاليا ان لم تكن ذات مضمون فلا تدخل بستان الورد.