عمان :

ناقشت ندوة بعنوان (العدالة الاقتصادية للمرأة تخطي الصعوبات لتحقيق توازن أفضل)، عقدت مساء امس الخميس في مقر إقامة السفير التركي بعمان، القضايا والتحديات التي تواجهها اللاجئات لاسيما السوريات منهن وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار كل عام.
وفي مستهل الندوة التي نظمتها السفارة التركية في المملكة بالتعاون مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية(ارض) في عمان، القى السفير التركي مراد كاراغوزكلمة قال فيها؛ تأاتي الندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وتعقد في عمان كون تركيا والاردن يمثلان دولتي حدود وتستضيفان العدد الاكبر على المستوى العالمي من اللاجئين السوريين، ولاسيما في قضايا المرأة والتحديات التي توجهها بوصفها ان تكون إمرأة ولاجئة في ذات الوقت. وفي الندوة التي حضرتها سمو الاميرة وجدان الهاشمي وسفيرة المملكة الاسبانية في الاردن ارانثاثو بانيون دابالوس، اشاد السفير كاراغوز بالعلاقات الثنائية المميزة التي تربط بين الجمهورية التركية والمملكة والتي تستند على التاريخ المشترك والجغرافيا والقواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين.
كما تحدث عن دور تركيا في دعم اللاجئين السوريين على ارضها والذين يبلغ عددهم ما يزيد على 5ر3 مليون، وتوفير ما يحتاجونه من متطلبات وتسهيلات.
واطلقت الرئيسة التنفيذية لمنظمة(ارض) المحامية سمر محارب في الندوة نتائج تقرير "اختلالات تحتاج إلى موازنة: تجاوز العقبات أمام المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن" والذي يتحدث عن العقبات القانونية امام التمكين الاقتصادي للمرأة في الاردن في جزئيات منه عن المرأة اللاجئة.
وقدّمت محارب عرضا رقميا لفصول التقرير الثلاثة وهي: العوائق السسيو-اقتصادية أمام عمل المرأة، وأوجه التمييز ضد المرأة في مكان العمل، وما بين الفقر والسجن - أزمة ديون النساء (الغارمات).
ويعالج التقرير بحسب محارب، وضع المرأة الأردنية بشكل أساسي والعوائق التي تحد من وصولها للعدالة الاقتصادية، من دون اغفال أوضاع اللاجئات من خلال إجراء بعض المقاطعات والمقارنات في المواضع ذات العلاقة.
واختتمت باستعراض أبرز النتائج والتوصيات التي خرج بها التقرير من أجل استراتيجيات التغيير المطلوبة، سواء ما يتعلق منها بالسياسات العامة الرسمية للدولة، أو ما يتعلق بمؤؤسات المجتمع المدني، أو ما يتعلق بالقطاع الخاص.
وتحدث في الندوة الدكتور باريش ألب اصلان عضو اللجنة الوطنية التركية لمنظمة اليونسكو عن ازمة اللجوء السوري في مختلف دول المنطقة وبشكل خاص تركيا والاردن ولبنان، متطرقا الى ما يتعلق بالقضايا والتحديات التي تعيشها اللاجئات السوريات مبرزا الارقام والمقارابات الاحصائية.
ولفت الى ان اللاجئين السوريين في تركيا يعملون بشكل رئيسي في قطاعين هما الانتاج الزراعي والنسيج، مبينا ابرز التحديات والمشاكل التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا ومنها تدني الاجور بالمقارنة مع المواطنين الاتراك. وتحدثت اللاجئة السورية زاد الخير الزعبي والتي تقيم في مخيم الزعتري في الاردن منذ 7 اعوام، عن تجربتها في اللجوء والتحديات التي واجهتها وقصة نجاحها في التغلب على العديد من المعيقات وتعلمها للغة الانجليزية بشكل متقن ما ساهم بتوفير فرصة عمل لها وطموحها بمتابعة تعليمها.
كما تحدثت اللاجئة السورية عروب نعناع التي تقيم في مدينة غازي عنتاب عن تجربتها في اللجوء والتحديات التي تواجهها المرأة اللاجئة وقصة نجاحها بالتغلب على العديد من المشاكل التي واجهتها لا سيما ما يتعلق بتعلم اللغة التركية والحصول على عمل، وفي ختام الندوة التي حضرها عدد من المسؤولين ورجال الاعمال وشخصيات عامة تحدثت رئيس لجنة العمل والتنمية في مجلس الاعيان العين الدكتورة سوسن المجالي عن ما يعانيه اللاجئون السوريون من ضغوطات نفسية واهمية توفير الرعاية النفسية لهم.
وقال السفير كارغوز في حديث لوكالة الانباء الاردنية(بترا) ان السفارة التركية تحتفل في كل عام بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في هذه السنة بحيث تضمن برنامج احتفالها بالمناسبة اقامة حفل موسيقي للموسيقار التركي المعروف طولويهان اوغورلو بعنوان "اذا شاءت النساء يتغير العالم" مساء الاربعاء الماضي في مركز الحسين الثقافي، وندوة اليوم بالتعاون مع منظمة "ارض".
ورأى ان ابرز ما جرى في الندوة هو تسليط الضوء على ما تحدثت به اللاجئتين السوريتين في تركيا والاردن وتجربتهما وما واجهتا من صعوبات ومعيقات وتحديات، لافتا الى ان هذه الندوة تهدف الى المساهمة بايجاد الحلول وطرح الافكار لتقديم الدعم لهما في تحقيق طموحاتهما والتأكيد على ضرورة دعم اللاجئات السوريات وتسليط الضوء على التحديات اللاتي يواجهنها في مختلف الدول المستضيفة. واكد لــ(بترا) ان انعقاد هذه الندوة وحضور الفتاتين في ظل تواجد عدد كبير من المعنيين، سيساهم باحداث التغيير المطلوب تجاه قضايا المرأة لا سيما اللاجئات منهن.

(بترا)