عمان-  بدعوة من رابطة المرأة الأردنية النمساوية، أحيت الشاعرة والتشكيلية غدير حدادين أمسية شعرية بمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك على مسرح مدرسة السوسنة الأردنية في مبنى بتهوفن بالعاصمة النمساوية فيينا، خلال الأسبوع الماضي، واشتملت الأمسية على حفل توقيع مجموعاتها الشعرية الثلاث "أحلم كما أشاء"، و"أشبهني"، و"سأكتفي بعينيك قمحاً للطريق"، التي خُصص ريع نسخها لدعم تعليم الأطفال المغتربين من الأردنيين والعرب اللغة العربية.

ولاقت الأمسية أصداء واسعة بحضورها النوعي من الجالية الأردنية والجاليات العربية، بعد أن ألقت الشاعرة حدادين مجموعة من القصائد الوطنية والوجدانية التي تتناول قضايا الإنسان وارتباطه بالمكان ومشاعر الحنين للوطن وتجليات الذاكرة مثل قصيدة "وطني المقدس"، وقصيدة لفلسطين بعنوان "ويبقى الوطن"، وقصيدة لبيروت عنوانها "كم هو رائع غيابك في حضور بيروت"، مما لامس وجدانات الحاضرين وقلوبهم، وعبروا عن ذلك بالتفاعل مع معاني القصائد وإعجابهم بها.

كما شاركت الشابة نورال دبابنه ابنة حدادين بدعوة من رابطة المرأة في إلقاء قصيدة للشاعر العربي الفلسطيني سميح القاسم، والتي سبق أن فازت بها بالمركز الأول في أكثر من مسابقة على مستوى المملكة في إلقاء الشعر. وقدمت الشابة نورال أيضاً مداخلة حول العمل التطوعي للشباب من واقع تجربتها ومشاركتها في العديد من المبادرات الشبابية وأنشطة خدمة المجتمع المدني.

وكانت حدادين قد شاركت وبمناسبة يوم المرأة العالمي أيضاً في ندوة عقدتها رابطة المرأة الأردنية النمساوية بفيينا حول "المرأة الأردنية بين الواقع والطموح والإنجاز"، وقدمت حدادين ورقة عمل عن المرأة الأردنية وأدوارها القيادية وإسهاماتها الحضارية في مختلف الميادين الثقافية والاجتماعية، ودور المجتمع في مساندة جهود المرأة ودورها على المستوى الوطني والدولي.  

إدار الحوار في هذه الندوة رئيسة رابطة المرأة الأردنية النمساوية ومؤسستها منذ عام 2015 السيدة إيمان زادة التي هدفت من تأسيس هذه الرابطة إلى تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي بين المرأة الأردنية خاصة والعربية عامة في المهجر والمرأة النمساوية، والتعريف بالدور الفعّال للمرأة والعمل على تطويره وإبرازه للشعب النمساوي. كما تعنى الرابطة بتعلم الطفل العربي للغته العربية الأم.

وقدمت الشاعرة والتشكيلية حدادين خلال وجودها في فيينا عرضاً لمبادرتها الاجتماعية الفنية "لونها بالأمل" استضافه مركز فيينا لفن الخط الذي أسسه الفنان الأردني المغترب عبد الوهاب مسعود بالتنسيق مع رابطة المرأة، ويعد هذا المركز مبادرة خاصة لرعاية الحراك الثقافي والفني في فن الخط العربي. 

ويذكر أن مبادرة "لونها بالأمل" كانت قد أطلقت قبل سنوات في عمّان كمشروع وطني يهدف إلى مساعدة الأطفال المرضى بالسرطان للتعبير عن أنفسهم بشكل حر وإعادة اندماجهم بالمجتمع عن طريق هذا التعبير الفني، كما أطلقت هذه المبادرة في عدة بلدان عربية. وشهدت المبادرة في هذا اللقاء استقبالاً واسعاً من الأطفال والعائلات الأردنية والعربية المقيمة في النمسا. 

وإضافة إلى هذه الفعاليات حضرت حدادين كضيفة شرف حفل العشاء الخيري في أحد مطاعم فيينا لدعم تعليم اللغة العربية لأطفال المهجر في مدرسة السوسنة الأردنية.