تلك العواصف ما تنفك تكسر لي
صبر المجاديف في طوفان ِ إعصاري

صمتي كلام ٌ , وحزني لا يفارقني
سيورق الصمت بالألحان أوتاري

شَيَّدْتُني , لطيور البوح حنجرة ً
صداحة اللحن من ماء ومن نار

سأستعيض خلايا الفقد أغنية
رغما عن النزف في أجراس إنذاري

هذا السكون لغيماتي تحركه
ريح من الوجد في أنّات أمطاري

تلك ارتعاشة ضوئي ., كم ْ أدللها
بهمسة لم تكن ترضى ِ.., بمقدار

أحتاج يا . كم و.كم أحتاج ُ سطوته
على مساءاتي السكرى بقيثاري

يا غائبا في حضور الذكريات معي
دار اغترابك تشكو هجرها داري

عد إنَّ ذاكرةَ الصلصالِ قد يبست
أعوادها الخضر في بستان نَوَّاري

من لفتةِ الحضنِ والمرآةُ تومِئُ لي
يا سُندسُ، الخوفُ نهرٌ في دمي جاري

وكنتُ أعرفُ أنّي ظِلُّه فبكَى
وبُحَّ مثليَ وقتَ الدّمعِ مزماري

سافرتُ في غربةِ الصلصالِ أسألُ عن
دمي، وجِذعي وإحساسي وأشعاري

لا تكتبي الخوفَ، قالَت داخلي امرأةٌ
لي فيكِ جرحٌ فغضِّي الطَّرْفَ واختاري

وحاولي واستعيدي الظِّلَّ ثانيةً
هُزّي الأماني ولو حُوصِرتِ بالنّارِ

لا يعرفُ الطينُ إلا من يخالِطُهُ
بالدّمعِ.. ها قد بدأتُ الآن مشواري

أنثى تُعبِّدُ حلمًا تغرسُ اللغةَ البيضاءَ
في الشّمسِ ترجُو خيرَ أخبارِ

واليومَ أعرفُ أنّي للسّطوعِ مُنًى
توضّأَت يومَ حطّت عند عطّارِ

لِأُمنح الوردَ منّى حُمرةً لمَعَت
في جبهةِ الأرضِ فازدانَت بأزهارِ

وفوقَ كُلِّ حنينٍ بي رنينُ صدًى
ما زال يحجبُ عن عينيك أسراري