هذا الصباح…
قررتُ أ ن أغرق كل أحلامي في فنجان قهوتي
حنجرتي ستكون طريقها إلى المقبرة
و في جوفي أرفع لها شاهدة.
أعود مع المشيعين
ولا غبار على شفتيَّ
كالذئب
بريئة من دم يوسف
وذات التفاتة…
وأنا أُحْصِي حبّاتِ الرمل العالقةَ
بأطراف لساني…
حُصْرُما حامضا/مُرًّا..
أطلّ من الزاوية المعتمة في ذاكرة العَوْدةِ
حلمٌ..
ورث عناده من صِبايَ
حلمٌ يتمطى كقطٍّ برِّيٍّ مرقّط
عيناهُ كزجاجة سحر
مخالبه صفراء…صفراء
وأذناه حمَمُ بركان هادر…
لوّح إليّ بحزمة أفكار تشتعل
وضحك ملء ناجذيه الانتصار…
قال:
“قبل أن تذبحيني بإصبع الاتهام
قبل أن تدفني الرغبة في الكتابة
اجرحي النص…
اعصري كحبات عنب تلك الكلمات
ضعي قطرات النزف
في زجاجة “لا شرقية ولا غربية”
اجلسي على فوهة الغرور
و صلّ عليً صلاة الغائب..
لا تترحّمي عليّ..
سأعود إليك هيكلا عظميا
يطلّ من علٍ على غرورك
ويضحك..ويضحك…
سأفتح في جوفك طوفانا من حنين
وسأرقص في حضرة الصباح مع زوربا رقصته الأخيرة
ستعودين إليً…
قصيدةً بألف لسان ولسان
وألف قلب…وقلب..
وستندمين..وتحلمين…
وتحلمين وتندمين
لكن لا تُفكّري في العصيان أبدا..
أنا الحلمُ
المتعدّد
المتجدّد
المتمدّد
فيك…
حدّ
النخاع.”