في صباحه الزهري من على نافذة الشجن ! 
تمنّيت لو كنت عصفورة حرف .. 
تأتي لتغرّد عشقه بكل حنين .. 
فقط لتعشق التأمّل لتلك العينين ! 
أودّ لو أنّي تلك العاشقة المجنونة ... 
تلك التي تترقب هاتف المنزل دون ملل ... لتحظى بمكالمة من حبيبها من شارع المطر !
أو تلك الطفلة في ذاك الشتاء الموحش تبيع الأوركيد ..
وتلتقي برجلٍ له من المال ما يكفي لشراء وردها ؛؛ ويصنع منه عقداً فاتناً لها ويلبسها إياه بكل شفقة ! 
أشعر بأنّني تلك الأمّ المرعوبة .. تنتظر العودة الموعودة ! 
لقلبها الذي غيّبته الحرب المشؤومة عنها !
وتكاد لا تغادر ذلك الممرّ الذي ينبئ برجوعه إليها .. 
وتستأنف النبضات فيه للحياة !
....
هاتفني .. ذات مساء ... بنبرةٍ كانت تمنحني السعادة رغم مابها من مقطوعات أوركسترا الحزن ! 
أحسست بعزفه يصل إلى أحشاء فؤادي ! 
وقبل أن يقوم بتوديعي بصوتٍ خافت كإضاءة عمود رصيفنا ! 
همس لي ((( نامي ))).. كي يستريح .. 
وهطلت تلك الحارقة !  وحاولت خفضها كي لايستمعها ذلك العدو المحتّل !! 
ودنوت من سمّاعة الهاتف وأخبرته ... سأكون بخير !
وسأنتظر وسأنتظر ؛؛ وسأنتظر .. موعد التساقط لشهد التوت .. على إخضرار جنّتك .. وسأذكرك بخير .. 
وكم أعشق زعاف الإنتظار .. عندما تكون المقاومة ..
كلمة تنهض بها حياتي وماتبقى من الحياة... 
عندما تكون ... أحبك ... a.m
آمنة محمد