وفكرها، وقيمها، ومبادئها، واحترامها للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع أستاذة فلسطينية طموحة، وهي أستاذة جامعية، تعمل في سلك التدريج في جامعة القدس، تتصف شخصيتها بالقوة وبالذكاء والجرأة، لديها ثقة بالنفس كبيرة، وكانت أجوبتها دقيقة ومحدودة، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:

@ من هي الأستاذة عصمت عبد الخالق؟؟؟

إعلاميه وكاتبه وأستاذه أكاديمية في الإعلام والعلوم السياسية، وهوايتي ألكتابه في الشأن السياسي، أيضا القراءة الفكرية المعمقة في الأدب السياسي.

@ ما هي الأفكار والقيم والمباديء التي تؤمني بها وتدافعي عنها؟؟؟

الوفاء للوطن كما يستحق منا، النزاهة والموضوعية والبعد عن الفصائلية التي ساهمت بتقسيم الوطن، وتراجع قضيتنا، وحرية الرأي وصدق ألكلمه.

@ هل يمكن القول ان الأستاذة عصمت، شخصيتها قوية وجريئة وصريحة ومتفائلة ومنفتحة اجتماعيا؟؟؟؟

ليس بالقدر الذي أتمناه من التفاؤل، فالنفق أمامنا مظلم، ولا يسطعْ منه نور قادم، أما بالنسبة للجرأة وقوة الشخصية، فهي أكثر ما اعتز به، في مكنونتي، واعتقد أن تجربة حبسي لدى السلطة على خلفية الرأي، وانتقاد المقامات العليا، كما يسمون أنفسهم خير دليل على شجاعتي، في قول كلمة الحق.

@ هل انت مع حرية المرأة اجتماعياً واستقلالها اقتصادياً وسياسياً؟؟؟

نعم، صحيح، فالمرأة هي صانعة الشعوب والرجال، واستقلالها وتمكينها على كافة الاصعده، كفيل بإحداث تغيير جذري على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، على اعتبار أنها أصبحت شريك للرجل في المسؤولية ألاقتصاديه للأسرة، بل أكثر من ذلك، فهي تحمل أثقالا جديدة فوق طاقتها، ومع ذلك، فهي تقدم أفضل ما لديها إن لم يكن أفضل من الرجل، فهي تساويه في المهام والمسؤوليات.

@ هل يمكن القول ان الأستاذة عصمت، شخصية علمانية ام ليبرالية ام متزمتة دينياً؟؟؟

اجمع الثلاثة في آن واحد، فبقدر انفتاحي بقدر إيماني وتديني.

@ ما علاقة الأستاذة عصمت، بالقراءة والكتابة، ولمن تكتب، وما هي الرسالة التي تود ايصالها؟؟؟

علاقتي بالقراءة والكتابة، علاقة عشق لا تنتهي. اكتب لكل من يريد ان يقرأ، ولكل من يبحث عن التغيير، ويرفض واقعا لا يشبهنا وليس منا، رسالتي هي رسالة شعبنا بكافة أطيافه " قدمنا في مسيرتنا النضالية اغلي ما ملكنا لنحصد الحرية والكرامة والعزة، لا لنبتلى بأنظمة سياسيه لا تبحث إلا عن بقائها وديمومتها على سلم السلطة، ومصالحه التي تتعارض مع مصلحة شعبنا. "

@ هل الأستاذة عصمت راضية على ثقافة المرأة الفلسطينية ووعيها؟؟؟

لست راضيه، وأتوقع منها المزيد من المحاولات، للوصول الى درجه اعلي من النضوج والوعي، ومعرفة ما تريد، وإدراك مكانتها في المجتمع، ودورها الريادي والقيادي لخدمة مجتمعنا، وتصحيح بوصلته نحو الأفضل.

@ هل الأستاذة عصمت، تؤمن بالديموقراطية، وحرية التعبير، والتعددية السياسية، واحترام الرأي والرأي الآخر؟؟؟

ليس إيمانا فقط، بل أنني من أكثر المطالبين بالديمقراطية، ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما التربية على الديمقراطية والتعددية، واحترام الآخر، حتى وان اختلف عنا، ولم يشبهنا فالتربية على مثل هذه المضامين، تؤهلنا ضمنا، لاحترام حرية التعبير والتسليم بالاختلاف، أحيانا لا الائتلاف دائماً.

@ هل للسيدة عصمت ان تقول لنا، نبذة عن الوضع الفلسطيني الآن، وسبب ركوده، واين تكمن المشكلة؟؟؟؟

الوضع الفلسطيني في منتهى الخطورة منذ 2007م وحتى الآن، الأفق السياسي على الصعيد الوطني معقد، ومفتت، رغم كل المحاولات للملمته، فجميع اللقاءات الساعية لمصالحة فلسطينيه، لا تتعدى حفلات علاقات عامه، لأخذ الصور التذكارية عدا عن ذلك عن اثر الانقسام على الصعيد الاقتصادي، الذي بدأ ينهار، ويؤثر بشكل مباشر على المواطن الفلسطيني، الذي أصبح عاجزاً عن تدبير ابسط متطلبات الحياة، في ظل حكومة عاجزة ومشلولة.

@ هناك من يطالب بحل السلطة، ويقول انها لم تقدم شيء للشعب الفلسطيني، هل انت مع هذا القول، وترك الأمور للفوضى؟؟؟

انا مع الشق الثاني من سؤالك، صحيح إنها لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، بل إنها ساهمت في هدم كل ثوابتنا الوطنية، ولكن حلها لن يكون هو الحل المنقذ، نحتاج لقيادة جديدة للسلطة، تعرزها انتخابات نزيهة.

@ كيف ترى الأستاذة عصمت، المصالحة الوطنية واسباب تعثرها؟؟؟

المصالحة معثرة ولا يوجد نية حقيقية عند الأطراف المتخاصمة، بالسير نحو الوحدة الوطنية، هم يسعون نحو محاصصة، وليس مصالحة، ضاربين بعرض الحائط، رغبة شعبنا وحاجته لمصالحة جادة وحقيقية.

@ كيف تفهم الأستاذة عصمت، ما يقال عن ثورات الربيع العربي، هل حقاً هذه ثورات؟؟؟ وهل حقاً هي ربيع عربي، أم خريف عربي؟؟؟

هي أسوأ خريف مر على الوطن العربي، منذ عقود، ثورات بلا تنظيم أو إدارة، أو قياده حكيمة، تسيرها أيادي سوداء خفية، غير واضحة المعالم والهدف، اعتقد أن الوطن العربي، يتعرض لحفلة تقسيم جديدة، سترجعنا مئات السنوات إلى الوراء.

@ هل تتفق الأستاذة عصمت، مع القول بان ما يحدث في سوريا هي مؤامرة قطرية سعودية اسرائيلية بدعم الولايات المتحدة لمصلحة اسرائيل؟؟؟

لا استبعد وجود مؤامرة امريكيه اسرائيليه في كل ما يحدث في المنطقه العربيه وليس سوريا فقط واعتقد ان الدور قادم على السعوديه وقطر دون استثناء

كيف ترى الأستاذة عصمت، خروج القيادة الفلسطينية من المأزق السياسي الحالي، ؟؟؟؟

بانسحابهم من القيادة والسلطة، والاحتكام للشعب الفلسطيني، لاختيار قيادة وطنية جديدة، جادة ومسئوله ونظيفة، من كل إشكال الفساد التي تعتري القيادة الحالية.

@ هل الأستاذة عصمت، مع حكم الاسلاميين لبعض انظمة الحكم العربية، ولماذا؟؟؟ وهل تعتقدي كما يعتقد البعض، ان الاسلام هو الحل؟؟؟

لا أمانع بوصول التيار الإسلامي إلى سدة الحكم، شريطة ان لا يكون حكمهم إعادة صناعه عن الأنظمة السابقة.

@ ولكن من يضمن ذلك سيدتي؟؟؟

لا ضمانات واضحة حتى الآن.

@ وهل هم حقا قادرين على حل مشاكل الجماهير، بالتنمية عن طريق: الاسلام هو الحل؟؟؟

الإسلام دين شامل لجميع مناحي الحياة، المهم بآلية التطبيق وطرق توظيفه وتطبيقه.

@ ما هو في اعتقاد الأستاذة عصمت طموحات المرأة الفلسطينية التي ترنو اليها؟؟؟

المشاركة الجادة والفاعلة مع الرجل، في جميع مناحي الحياة، أسوة بالمرأة الغربية، والوصول الى مراكز صنع القرار، التي يتفرد بها الرجل، في مجتمعنا حتى الآن.

@ كلمة تود ان توجهها الأستاذة عصمت للمرأة الفلسطينية؟؟؟

إمكانياتها اكبر مما تقدم عليها بالمعركة، فالحقوق لا تمنح، بل تنتزع، فعليها أن تنتزع حقها، وان تعيد التفكير في آلية تربيتها لأولادها، على أساس التكافؤ بين الذكر والأنثى.

@ ما هي طموحات الأستاذة عصمت التي ترنو لتحقيقها في العام 2013م؟؟؟

طموحي أن أساهم في بناء مجتمع واعي ومدرك، حتى لو بقول كلمة حق، وتسليط الضوء على جميع القضايا التي تسهم في خدمة شعبنا، وقضيتنا العادلة.

انتــــــــــهى الحـــــــــــوار