حسام عطية
تحت عنوان «نحن نسمع صوتك» وبرعاية سمو الاميرة بسمة بنت طلال انطلقت امس فعاليات المؤتمر الدولي السابع عشر الذي ينظمه مركز الاعلاميات العربيات وذلك بفندق كورب عمان، فيما اشتمل برنامج المؤتمر على تقديم عرض للدراسة التي أجريت حول العنف المبني على النوع الاجتماعي بالاردن وفلسطين وايطاليا واسبانيا، وعرض فيلم « امل» من انتاج مركز الاعلاميات العربيات، وعرض مخرجات الزيارات الميدانية للمؤسسات التي تم زيارتها قدمته سناء الامام مديرة البرامج والمشاريع بالمركز، وتوظيف الدراما في قضايا العنف الجندي مسرح «نعم» فلسطين تقديم المخرج ايهاب زاهدة.
ويهدف مشروع « نحن نسمع صوتك» إلى تحقيق تغذية الخطاب الجندري من منظور التنوع الثقافي، والاستفادة من التقاليد ورؤى العالم ولغات الحقوق الجديدة، و توثيق التحديات التي تواجهها النساء في النضال من أجل حقوقهن مع تجنب إعادة إنتاج رؤى متماثلة لما يعنيه أن تكون امرأة في سياقات ثقافية متنوعة، والتشكيك في الرؤى الإقصائية والعالمية مع الدفاع عن البعد الأخلاقي والسياسي للتنوع من منظور التعددية الثقافية.
والقت مندوبة سمو الاميرة بسمة، الدكتوره سلمى النمس - الامينة العامة للجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة كلمة بالمؤتمر قالت فيها نحن كدولة ماذا علينا ان نفعل اتجاة التقليل من قضايا العنف ضد المراة بالمجتمع، فيما ارتفاع التبليغات حول هذه القضايا لا يعني ارتفاع نسبة العنف ضد المرأة، فيما توجد مسلسلات اجنبية تسلط الضوء على مثل هذه القضايا لما فيه مصلحة افراد المجتمع ولما للفن من دور في طرح وحل مثل هذه القضايا وايضا هنالك دور للأعلام والإعلاميين والإعلاميات بطرح قضايا العنف ضد المرأة، فكل التحية لمن حمل هموم المرأة وكافحو بطرح هذه القضايا بكافة المجتمعات المحلية والدولية.
وتطرقت النمس الى الاستراتيجية الوطنية للمرأة التي زارت 12 محافظة لطرح مشكلة العنف بالمجتمع لايجاد حلول للقضية.
والقت الإعلامية محاسن الإمام مؤسسة ورئيسة مركز الإعلاميات العربيات كلمة قالت فيها: اذا عدنا في التاريخ خمسة الاف عام المنصرمة، وجدنا تفاوتاً بين بدايته ونهايته بخصوص النظرة الى المرأة، كيانا وسلوكا وقيمة ومعنى، فالبداية تظهر لنا .. السيدة الموقرة، الام العظيمة، آلهة الأرض الكبرى، الأم الكبرى، آلهة الحب والجمال .... والنهاية تظهر لنا : الجسد الشهوي ، مصدر الفتنة، منبع الفتن ..... الضلع الاعوج المشبوه .. وعلى الرغم كل التطور الذي واكبه العصر الحالي، وبلوغ المرأة مواقع متقدمة في اكثر من دولة في العالم إلا أنه ما زال هناك عقلية ذكورية مختلّة تضهد المرأة وتعنفها وتصفها بأبشع الصفات ... إن العنف ضد النساء ظاهرة عالمية،فيما الكثير من الاقاويل حول العنف والتي تتردد بين العديد من المتعصبين، وأصبحت بمثابة حقائق لديهم فيقال إن العنف أمر نادر الحدوث في مجتمعاتنا، والحقيقة أن العنف أمر شائع واثبتت الدراسات العالمية بأن امرأة من كل أربع نساء تتعرض للعنف بشكل يومي.
وقالت الامام يحتفل مركز الإعلاميات العربيات بمؤتمره السابع عشر ضمن رؤية مكمّلة لإستراتيجيته الإعلامية التي تعنى بالحقوق والتمكين والعمل التشاركي والرؤية التعاونية، حيث يعكس قضايا وافكارا ومنهجيات وطروحات ووسائل عملية ساهمت وتساهم في الحماية من العنف، على خطى مخرجاته عبر الأعوام السابقة والتي اختزلت مؤخراً في مؤتمره السادس عشر « الاعلام في مواجهة العنف ضد المرأة السياسية» ، أما مؤتمرنا هذا العام فيمثل ختاماً لأنشطة مشروع «نحن نسمع صوتك» والذي سيمثل مرجعية مهمة للعنف وأشكاله وحالاته ويهدف إلى توثيق التحديات التي تواجهها النساء في النضال من أجل حقوقهن مع تجنب إعادة إنتاج رؤى متماثلة لما يعنيه أن تكون امرأة في سياقات ثقافية متنوعة.
وقالت الإمام يثبت واقعنا المعاصر صعوبة الوضع القائم الذي يبرز كل يوم ممارسات العنف في كل مكان، وأما العنف الأكثر مرارة ووجع فهو العنف القادم من الاحتلال الغاصب الهمجي والمتطرف، الذي يهدم البيوت ويهجر ساكنيها ويمارس أنشطة متطرفة لانهائية، ألف تحية لكل من قاوم العنف بكل اشكاله وتحية اجلال واكبار لنساء فلسطين والعراق واليمن وسوريا اللواتي يقاومن ويتحملن قسوة الممارسات ورعب الاضطهاد، واسمحوا لي أن أترحم على روح الأخ والصديق والزميل الدكتور نبيل الشريف مدير مؤسسة آناليند لجهوده وتعاونه معنا لاتمام هذا المشروع.
وشكر عظيم لمؤسسة محمود درويش على اهدائهم لنا قصيدة « الجميلات» نهديها لكل النساء اللواتي تعرضن للعنف.
وألقت السيدة آلبا نافاس ممثلة فريق المنح في مؤسسة آناليند للحوار بين الثقافات، كلمة اكدت من خلالها على نشر المعرفة والخبرات التي تسلط الضوء على قضايا المرأة بكافة انحاء دول العالم عبر دعم كافة منظمات المجتمع المدني التي تسلط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة من خلال ترويج الحوار لايجاد الحلول.
والقت الاعلامية لارا طماش- أمينة سر مركز الإعلاميات العربيات كلمة ترحيبية بالمشاركين وطرحت نشاطات المركز وما يقدمه للمجتمع.
ومركز الإعلاميات العربيات تأسس بتاريخ 7 حزيران 1998م عبر عقد الاجتماع الأول لمناقشة ألأفكار المكتوبة منها، وكإعلاميات عربيات لنا خبرة جيدة في الإعلام «المقروء – المرئي – المسوع» لاتقل عن عشرين عاما»وشاركنا تطوعيا» في معظم نشاطات وفعاليات المنظمات والهيئات والمؤسسات الوطنية في الأردن وخارجه، ولدينا المعرفه بحقوق الإنسان والمرأه والطفل، تلك الحقوق التي لم تكن تعطى اهتماما»جديا»في وسائل الإعلام لذا ارتأينا ضرورة إنشاء مركز يعنى بتدريب الإعلامية وتوثيق الدراسات الخاصة بهذه القضايا، وبجهود فردية دؤوبة ومتواضعة.