الناقد محمد رمضان الجبور

من الكتب الصادرة حديثا، كتاب (أفكار وأحاسيس أنثى)، وهو كتاب يضم بين دفتيه مجموعة من الخواطر القصيرة، التي تحاول الكاتبة من خلالها وصف الحياة، ووصف القلوب المحبة، الكتاب يقع في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وقد اختارت الكاتبة مجموعة من العناوين تُعبر فيها عن هذه الخواطر، فقد تنوعت العناوين الفرعية للكتاب،
 ولكن كان يجمعها خيط واحد، فكل هذه العناوين جعلت منها الكاتبة الضوء والنور الذي ينير متن الكتاب، فهي أفكار وأحاسيس أنثى جعلت من الشموخ والإباء تاجاً لها يزين هامتها، وعشقت الموسيقى وترنمت بعزفها في أكثر من نص، وقالت عنها أنها غذاء الروح، فهي جزء من هذه الحياة القاسية التي نعيشها، تنوعت عناوين خواطرها وكانت كثيرا ما تقترب من المذكرات اليومية.. رحلتي.. أنثى متمردة، دعيني..، أوراقي المبعثرة، حافية القدمين، شامخة.. والكثير من العناوين، عبرت الكاتبة فادية الحريرات في أكثر من خاطرة عن الحياة والنظرة المستقبلية للحياة التي وصفتها بالغامضة فهي تشبه القطار الذي يسير في سكة المجهول.
ترددت مفردة الحزن في الكثير من الخواطر، فلمسة الحزن والألم تكاد تطغى على الكثير من مساحات خواطرها «نحن نستحق الألم الذي يعتصر قلوبنا الرقيقة، لأنها أساءت الاختيار وسلكت الطريق الخطأ» ص 76.
ومن المفردات التي ألحت على الكاتبة ووظفتها في أكثر من خاطرة، ما يسمى بالطاقة الإيجابية، فالكاتبة فادية الحريرات من اللواتي يبتسمن للحياة والأمل رغم الحزن الذي يغلفها، فهي تنادي مَنْ حولها وتدعوهم للابتسام والخروج من الضيق والحزن، فلا شيء يستحق العناء، تدعوهم ليكونوا مصدراً مشعاً للطاقة الإيجابية» كن مصدراً مُشعاً للطاقة الإيجابية التي يستمدها الجميع منك.. كن رائعاً وراضياً عن نفسك ومن أسلوبك الجميل الراقي، اجعل لك أثراً في الحياة يعم خيره على الجميع» ص 9.
«أفكار وأحاسيس أنثى» رسائل تدونها الكاتبة، تخاطب فيها الإنسان والليل والمحب، تخاطب فيها أفكارها.. عواطفها.. أحاسيسها، بلغة قوية وسهلة خالية من التعقيد، نابعة من أحاسيس كاتبة مرهفة الحس، جياشة العواطف.
أرفقت الكاتبة في كتابها مع كل خاطرة صورة تحكي مضمون الخاطرة وما تناولته الخاطرة من أفكار، فخواطر الكاتبة فادية الحريرات نستطيع أن نقول أنها خواطر مصورة، فقد وظفت الكاتبة الصورة لتخدم النص وتضيء الجوانب المشعة لتكون أكثر إشعاعا.
مفردات كثيرة تناولتها الكاتبة في خواطرها بأسلوب جميل ينم عن ثقافة الكاتبة وغنى قاموسها اللغوي والمعرفي والثقافي، فكتبت عن الحب، والسعادة، والحياة، وغيرها من المفردات التي تحاكي الطبيعة والحياة.