عمر أبو الهيجاء

نظم «منتدى نايف أبو عبيد» مساء أول أمس، في ديوان كريزم «بيت إربد الثقافي» أمسية قصصية للأديبات: رولا العمري، آسيا طعامنة، ونسيبة علاونة، أدار مفرداته السيد منير أبو الرب وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

واستهلت القراءة الأولى القاصة صاحبة كتاب «حروف القنب» قرأت مجموعة من قصصها القصيرة جدا من مثل: «اختراق، عقدة، مذكرات، هوة، موناليزا، مجد، أطوار، ساقية، كفاف» وغير من القصص والنصوص الإبداعية اشتغلتها القاصة العمري بلغة مكثفة تعبر عن التفاصيل والمشهديات التي تغلغل في الشأن الإنساني وقضاياه المعاشة، العمري صاحبة رؤى عميقة ومتخيلة تتسم بنفس قصصي تصحبه لغة الشعر ودلالاته ومعانيه التي ترسم لنا لوحات تشكيلية بصرية من خلال حسّها الفني كونه فنانة تشكيلية.

من أجواء ما قرأت نختار من قصتها «‏غفلة» لنرى كثافة القصّ حيث تقول: «بحذر.. أقود المركبة خوفا على حياتي، ولكن بقسوتها صدمتني الحياة، كما لو أنني شجرة كَبُرَتْ و هي تخاف من المنشار، غازلتها الريح؛ غدت ضحية عاصفة!». ومن نص آخر حمل عنوان: «‏عروج»، «مات أبي.. وأصبح أرجوحتي المعلقة من السماء، كلما دفعتني الحياة نحو الأرض؛ نبت لخوفي أجنحة، وعَلوتُ لِأصِلَه!».

وتبرز تجلياتها القصصية في «مشهد»، «حين نظرتُ من النافذة، خطرت لي قصة، تثاءبت الفكرة، تجمد الحبر، كلما كتبت نصا مزقتُهُ، أعلن القلم العصيان و تمنت الأوراق أن تحترق لذلك الذي يتلوى بردا فوق الرصيف!».

من جانبه القاصة آسيا طعامنة صاحبة «الشمس تشرق باردة» قرأت قصة واحدة، وفصص طعامنة ذات نفس طويل لا يخلو من السرد الذي يأخذ القارئ إلى المكان والبيئة والحكايات المستقاة منها، قاصة تعاين الأمكنة وشخوصها بلغة قريبة من المتلقي ليقف على مجريات الحدث القصصي راسمة لنا سيناريو وحوارات كثيرة لقضايا البيئة الأردنية وتفاصيلها الدقيقة.. القاصة تمتلك لغة القصّ ممسكة بزمام قصتها بفنية عالية وتعمل اسقاط المتخيل بالواقع الذي نعيش.

واختتمت القراءات القصصية القاصة نسيبة علاونة التي تمتلك حسّا قصصيا لافتا من حيث اتقانها للقصة القصيرة المتخيلة المسبوكة بعناية مدهشة ضمن مفردات تستقرئ الحال.. حال المرأة وشؤونها وإن كانت في بعض قصصها تميل إلى السخرية اللاذعة بفعل المعطى اليومي، وهذا القصّ الساخر بالطبع ينم عن دراية في التعامل مع هذا الفن القصصي الجميل الذي يذكرني بالعديد من كتابه المبدعين أمثال عزيز نيسين التركي وغيره، العلاونة قاصة لها أسلوبية خاصة تمثلها في المشهد الثقافي كونها أيضا لها تكتب قصيدة النثر وهذا مما أعطى نصوصها القصصية ملمحا فنيا ولغة مبهرة.

ومما قرأت نختار: «مّا أمسكتُ الشَّمسَ بِيَدَيَّ، كنتُ أريدُ النُّورَ لا الاحتراقَ، لازلتُ بخيرٍ رغمَ أنِّي أمامَ كُلّ من يضحكون الآن لِتَشَوُّهِ كَفَّيَّ شامِتينَ، أقفُ عاجِزَةً عن التَّصفيق».

ومن نص قصصي آخر قرأت: « المرأةُ التي تطلي أظافرَها ولا تلتفت لأصابِعها المحروقةِ..امرأةٌ تستحقُّ أن تبتسمَ لمرَّةٍ واحدةٍ.. قبلَ أن تُحدِّقَ في مرآتِها ذات يومٍ ولا ترى أحدًا».

وفي نهاية الأمسية تم تكريم المشاركات بتقديم لهنَّ الدروع التذكارية.