اعذروني إن كتبت حزنا
فكل زقاقٍ يدوي بأصداء الألم
شموعٌ تُطفأ في عتمة الليل
وأصوات الطفولة تغرق في
صرخات الفراق

اعذروني إن كتبت عن الهدم
فكل بيتٍ سقط يحمل قصة
جدرانه كانت تُخبئ أحلامًا
رياح الحرب زعزعت أركان الأمل

اعذروني إن كانت كلماتي تنزف
فكل جرحٍ يلتئم يُعيد ذكرى دموع
أبرياء يسقطون بين أنياب العنف
وأين السلام و جروح الأوطان عميقة

اعذروني إن عبَّرت عن الغضب
فالقلب يحمل ثقل المآسي
قتلٌ هنا، وجرحٌ هناك
فقدانٌ لا يُنسى وآذان الخسارة تُقرع
في كل مكان.

اعذروني إن كانت كلماتي ضعيفة
تَعجز عن مواجهة هذا الجحيم
تهمس بحقيقة مؤلمة وبعار شنيع
أبرياء يُحاربون من أجل الوجود

اعذروني إن كتبت حزنا مختلفا
فقلبي في عالم البؤس مُحاصَرُ
أرى الدمعة تُنادي في العيون،
وأصداء الألم في كل مَذْكَرَةٍ تُذْكَرُ.

إعذروني، فحرفي ينسج الأسى
مثل غيمةٍ حملت هموم الأرض
في بحر سحيق من الذكريات
تطفو الأوجاع، ويتلاشى الفرحُ

إعذروني إن كنتُ أكتبُ ليلاً
حين تغفو النجوم في عيني
فأخطئ أحياناً عيوني يرهقها السهر
أفكر في الأمل الذي لم يأت
في قصص ضاع فيها معنى الدين

إعذروني إن خط دمعي حكاياتٍ
عن قلوبٍ تنزف في صمتها
تتمنى عناق الغد المشرق،
لكن الأيام تعيد ذات الكآبة.

إعذروني إن كتبتُ بأنين بارتباك
ففي كل بيتٍ حكايةٌ مُرة
أحاول أن أجد في الكلمات ملاذًا
فالحزن بي عقد غير مُحرر

اعذروني إن كتبت عن الفراق
فكل لحظةٍ تسكنني فيها شوقٌ واحتراق،
تتلاشى الأرواح في ضباب الأزمان،
وتبقى الذكرى تنبض في القلب عذاب

اعذروني إن كانت كلماتي مُعزَّاة،
تسرد مآسي العشاق والمُعذَّبين،
فكل فراقٍ يُعيدني إلى دروبٍ مظلمة،
كأن الزمان يتنكر بين براثن الأحزان.

اعذروني إن جفت دموعي على الورق،
فكل كلمة ترافقني تخبر عن الفقد،
عندما يرحل من أحببت، ي
كأن الكون قد انقلب، ولم يَعُد لديه وعد.

اعذروني إن كنتُ غارقًا في وجعي
فالغياب يطرق باب الذاكرة،
كل صوتٍ أسمعه يُعيد الحكايات،
ويزرع في الفؤاد شوقًا لا ينطفئ.

اعذروني إن تحدثتُ عن الموت
حقيقة تواجهنا دون خيار
نسعى للحياة، لكننا نحتاج أحيانًا
إلى أن نودع بلطفٍ ومغفرة
فكل قصيدةٍ تشملنا بلحظةٍ
من الصمت وهذه حروف تحمل
رسائل الوداع
د/آمال بوحرب .تونس