خنيفرة ـ موسى الشيخاني :كان المساء في مدينة خنيفرة أمس موشّى بعطر الياسمين، حين التأمت القلوب في "لمة الأحبة"، لقاء مودة وصفاء جمع بين الشاعرة نعيمة الرامي وصديقتي دربها الإبداعي، خديجة بوعلي وزرقاء اليمامة، تحت ظلال المعرض الجهوي للكتاب، وفي حضرة الشعر وعشاقه.

وبين دفتي حفل توقيع ديوانها الجديد "قطاف الياسمين"، غزلت نعيمة الرامي قصائدها بحبر الود، لتنساب الكلمات كما الماء الرقراق، تروي عطش الأرواح المتلهفة للجمال. في هذا اللقاء، لم يكن الشعر مجرد كلمات، بل كان جسراً يمتد من قلب إلى قلب، ومن حلم إلى آخر، يعانق سماء خنيفرة بنبض أنثوي دافئ.

وقالت الشاعرة، بعين يلمع فيها بريق الامتنان، إن هذا الديوان هو باقة من نبضها، جمعتها كما يُجمع الياسمين في الفجر، نقياً، ندياً، محملاً بعبق التجارب ومسافات الشوق. وأضافت أن هذه الأمسية، بحضور الغاليتين بوعلي وزرقاء اليمامة، هي تتويج لمسار مشترك من الإبداع والمحبة.

وكان للضيوف الكلمة أيضاً، حيث توالت الشهادات التي احتفت بعذوبة الصوت الشعري للرامي، وقدرتها على تحويل المفردة البسيطة إلى شجرة ظليلة من المعاني، تثمر حباً وحنيناً وألقاً. تعانقت في هذه الأمسية نبضات القصيدة بأنغام موسيقية خفيفة، زادت الأجواء أريجاً وصفاء.

واختُتم الحفل بما يشبه طقس المحبة، حيث وقّعت الشاعرة نسخ ديوانها لجمهور جاء ليقتطف معها زهرة من "قطاف الياسمين"، وليقول إن الكلمة ما زالت قادرة على أن تجمعنا، وتزرع فينا بذور الأمل، كلما اشتدت ريح العزلة.

في خنيفرة، حيث الجبال شاهدة والقلوب مشرعة للنور، كان الشعر أمس موعداً مع الفرح، ونعيمة الرامي كانت عروسه، تنثر على من حولها عبق الود والياسمين.