بمناصب وأماكن التي تليق بقدراتهن وان تتساوى مع أخيها الشاعر والأديب والقاص في جميع المجتمعات والمستويات . وهناك من يتشدقون بطلب المسا وه والعدالة وتعجب بخطاباتهم وتعجب لما تعرف الوجه الآخر عندما يكشف القناع عن حقيقته البشعة . صدق الله عز وجل  عندما قال يقولون ملا يفعلون وهم الملعونين يتوقعون إننا ما زلنا في عصر العبودية التي عفى عنها الزمن .

لا أشك في وجود طبقة كبيرة من المثقفين العرب الداعين إلى تمكين المرأة ، ولا أشك في صدق نوايا بعضهم ، لكنني اكتشفت أن نسبة من الرجال المثقفين ومناصرين المرأة والاديبه والشاعرة مازالوا ينظرون إلى المرأة في حياتهم الشخصية تلك النظرة البدائية الدونية التي لا تتعدى حدود الشهوة الغريزية. وعندما تعرفت على الكثير من المبدعات العربيات من خلال حواراتي معهن وعندما تناقشنا عن المشاكل والصعاب التي تواجهها الشاعرات والأديبات والمبدعات منهن نحد التخلف في الحوارمن نضرة االرجال لهن  ، صدمت بهول المتاعب التي تواجههن في حياتهن اليومية على أيدي المثقفين الذين ينادون بخطابتهم بحقوق الشاعرات والاديبات بما انهن  طالما كبتت أبداعاتهن  في الدعوة الى تخليص المرأة من قيودها واتاحة الفرص لائثبات ذاتها و قدراتها في الساحه الادبيه والشعري وان يكون المقياس  قدراتهن  التي  تشفع لهن بالتغير   والسماح لهن للتعبير عن نفسها وقدراتها الإبداعية. أما الظاهرة التي تسبب المتاعب اليومية ، وربما  المشاكل العائلية للأديبة العربية، تواجه الشاعرات اللواتي تقتصر أكثر قصائدهن على الغزل ، وانا اقصد الغزل النسوي الذي يمتاز بالرقة والعذوبة الأنثوية، فمثل هذه الشاعره تتعرضها  لمضايقات كثيرة من المثقفين الرجال . والشاعرة لا تستطيع طبعا في مثل هذا الموقف أن تكون حازمه  وغليظة بتعاملها  خاصة مع أسماء كانت تنظر لها باجلال على انها اسماء نجوم ، فاذا النجوم تتحول الى مصابيح خافتة ، ويسقطون من العين ثم لا يلبث نوره أن ينطفئ. فاذا حاولت هذه الشاعرة الدفاع عن نفسها بإفهام هذا المثقف بأنها لا تريده ، وأفقدته الأمل في الوصال الذي يتمناه انقلب موقفه بسرعة وبشكل مفاجئ الى الضد من موقفه الأول وهذه هي الظاهرة منتشرة بكثرة، فيذهب صاحبنا الى اتهامها على انها غير قديرة وكتاباتها تافهة ولا تستحق التقدير ولا المشاركات وبنهال عليها بالشتم وانتقادات لا أصل لها  وخاصة الحاقدين وأعداء المرأة يحبون ان تشيع مثل هذه التهم  , ثم يتصيدون أخطائها ولو كانت صغير ولا أهميه لها  وتضخيمها ا.لتشويه اسمها  و التشكيك بقدراتها الادبيه في الكتابة .

  فتظهر النظرة الدونية عندما يكون (الرجل) المثقف مسئولا إداريا في صحيفة أو مجلة أوهناك فضائية أو أية وسيلة ثقافية أخرى، وتكون (المرأة ) الأديبة مرؤوسه وهنا تكون الصدمة عندما يطلب منها تنازلات حتى يرفع من مستواها كما يعتقد انه يخدمها ليقدمها الي الإعلام ، فاذا عبرت عن رفضها  بتغير رب العمل ويصبح حاقد وينقلب الي عدواني و تعبيرا غير مهذباً تبوح الشاعرة لأنها لا تريد الفضيحه  رغم إحساسها بالمرارة والصدمة) (الرجل) المثقف من حب الى حقد ليبدأ الجزء الثاني من القصة بشن حرب شعواء على تلك الأديبة قد يصل الى طردها من العمل.أن كان المثقف الرجل العربي حامل علم التغير ومناصرة المرأة في مجال العمل وخاصة الثقافية منها لصعوبتها على النساء بشكل عام . المثقف أمل الأمة مخلصها من عقدها المتراكمة مصابا بهذه العقد، فأين سنجد أمالنا بعد الآن؟!