‏ولي عند هذا الموضوع وقفة طويلة لاحقاً كي لا آخذ من حق ما أريد أن أرفع النقاب عنه في هذه الزاوية سأنطلق من جملة تتكون من مبتدأ وما يضاف إليه، تسبب في صلاحيتها الدائمة حوار 

الحضارات وحضارة الحوار .. المبتدأ ثابت هو (أعداء) والمضاف إليه متحول .. يصلح أن يكون أية كلمة قابلة للتعريف في معجم الحياة بدءاً من الإنسانية إلى الشجرة مروراً بالحب .. العلم .. الثقافة .. الفن .. الحرية .. الحقيقة .. الموهبة .. النجاح .. الـ ..الخ.
وأعداء جمع تكسير وتحطيم معنويات وقتل همم .. وقد أثار شجون قلمي لكتابة هذه الزاوية اللغطُ الذي أثير حول فرصة إثبات وجود حصلت عليها إحدى الصديقات، والكل متأكد تماماً أنها أهل لها، لكن عزت الكثيرات هذه الفرصة إلى الواسطة أو أشياء أخرى من قبيل مبطن، وأنا من قبيل «الحمصنة» جمعت من تعدّين بالقول جمع مؤنث سالم من أي مبادرة من هذا النوع من رجل .. لنخلص إلى قول إن المرأة هي ألد أعداء المرأة. الأمر أيضاً نسبي لكن بنسبة عالية تصل إلى نسب النجاح في الانتخابات الرئاسية التي كنا نسمع عنها في بعض الدول، لكن المرشحين هنا قائمة لا تنتهي فأعداء المرأة: المرأة، التقاليد، المجتمع، الطموح، الـ .. قائمة قد يوضع في آخرها الرجل.
أكثر الحوامل عندما يتضح بالفحص أنهن يحملن أجنة إناثاً يتذمرن. وأشياء كثيرة لن أتعمق فيها وأدخل في الفلسفة وعلم النفس الأنثوي في تربية رجل متسلط .. أعتقد أن من أطلق شائعة أن هناك من كتب لأحلام مستغانمي رواياتها هي امرأة .. وربما عاجزة عن الكتابة بلغة أحلام. ومن أطلق شائعة أن نزار قباني كتب أشعار د. سعاد الصباح امرأة لأنها لم تستطع أن تكتب بجرأتها .. لأن أغلب الرجال واضحون جداً في علاقاتهم مع المرأة، خاصة فيما يتعلق بإبداعها، فإذا صادف مبدعة حقيقية أو قرأ لها واقتنع بإبداعها يكتفي بالإشارة إلى أنها أنثى بمعنى (كثر الله خيرها لمجرد أنها تجرأت بالإعلان عن إبداعها) .. وهذا ما لم يكن يحدث في أكثر العصور تخلفاً.
لكن ما يحدث الآن في القرن الواحد والعشرين وفي أوج الدفاع عن حرية المرأة يشبه الديمقراطية التي ابتدعتها أمريكا بمفهومها الجديد.