|
عرار:
مندوبا عن وزير الثقافة ووزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان، رعى الروائي هزاع البراري حفل توقيع ديوان مثنويات " أنتَ و أنا "، وذلك من مساء يوم السبت الماضي، وعلى أنغام عزف الموسيقار طارق الشرقاوي قرأت بسيسو من ديوانها: أُردنّ المَجد/ الجاهُ يرقصُ سَيفه ويميلُ/ والمَجْدُ في قِمَمِ الجِبالِ صَهِيل/ُ والعِزُّ يرفعُ رَأسَهُ بِشماغِه/ِ ويُضيءُ مِن هَدَبِ العُلا قِنديل ُ، كما قدم الدكتور محمد القضاة قراءة نقدية، وشهادة إبداعية من قبل الناقد زياد صلاح، فيما أدار الحفل الدكتور عبدالله المانع وذلك في المركز الثقافي الملكي وسط حضور العديد من المهتمين بالشأن الأدبي عامة والشعري خاصة. وقالت الشاعرة بسيسو: إن هذا الديوان يعتبر تجديد في الحركة الشعرية وخاصة أننا في عصر العولمة والسرعة والوجبات السريعة، فالقصيدة المنظومة من ثلاثين بيت شعري لم تعد تغري اذن المستمع لمتابعتها نظرا لأنه لم يعد لدى القارئ او المستمع مسألة طول القصائد فالكل أصبح لا وقت لديه ولا جلد عنده كما أن الأوضاع الإقتصادية التي باتت تثقل كاهل المواطن من أعباء مالية في هذا الزمن، ولكل ذلك إرتأيت التجديد والتطوير ومماشاة مع العصرنة جاء هذا الديوان عبارة عن مثنويات والتي تعني أن كل قصيدة بمثابة ومضة وهي عبارة عن بيتين من الشعر الموزون المقفى، ولها عنوان مستقل، وتطرح فكرة مستقلة قائمة على التكثيف والإختزال، وهكذا جاء ذلك من أول الديوان الى آخره، لذلك هو الديوان الأول في تاريخ الأدب العربي بعد ديوان المثنوي لجلال الدين الرومي إلا أنه يختلف من حيث البناء الفني لديواني وهذه هي الريادة الأدبية بنظري وهو ما عملت جاهدة على فعله في مثنويات "أنت وأنا"، وقرأت من أبيات ديوانها قائلة: في مولد الملك المفدى فرحة / جابت جبالا من ندى وسهولا/ وعلى جبين السرو القت قبلة/ حطت على خد الحمام أسيلا/ أُردُنُّ يا سِحرَ الغُروبِ وَصَحوِهِ/ قُلْ لِلصَّبا إنَّ الصَّباحَ حَليلُ/ والسَّوسَناتُ مُسَبِّحاتٌ في الضُّحى/ سُودُ العُيونِ جُفونُها تَرتِيلُ. القضاة : ريادة شعرية وإنسانيّة. ومن جهته قدم الدكتور محمّد القضاة عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية، ورقة وقراءة نقدية كشهادة قال فيها: رنا بسيسو شاعرة تمْتلك صوتًا شعريًّا جذّابًا في ثُنائياته وصوره ودلالاته، تنقلك بسحر كلماتها إلى عالم تتوالدُ فيه الصّوَرُ والألوانُ والخيالُ مِنْ رَحْم بعضها بعضًا حتّى لا تكاد تعرفُ كيف تغادر إيقاعاتها المؤثرة في جُوّانيّة النّص والمُتلقّي؛ وكأنك في عالم شعريّ ترسمه الكلمات وتبني أعمدته الموسيقى بإيقاعها السّيمفونيّ العميق الذي يرسم أديمه في فضاء يتسلل إلى فخامة الجملة الشّعريّة ورشاقة الكلمة، وأمام هذه الحركة التي تسري في الأوصال أحاسيس غربة تمتطي صهوة الخيال وهي تحلّق في عوالم متسارعة الإيقاع والحركة. مؤكدا أنها تنثر ألحانها وأشجانها بروح شعريّة مثقلة بالمعاني والتجارب والحياة نزهةٌ نظريّةٌ محلّقة، في حديقة"المثنويّات" المعلّقة. صلاح: مسافةٍ جماليةٍ مدروسةٍ، من مبنًى قريبٍ كالقلب. كما قدم الناقد زياد صلاح شهادة إبداعية جاء فيها: على مسافةٍ جماليةٍ مدروسةٍ، من مبنًى قريبٍ كالقلب، يسكن فيه معنً ىشبيهٌ بالحب، بعيدًا جدًّا عن أحكام سلطة النقد الكلاسيكي، وشروطه الصارمة ، وقريبًا بما يكفي، من نزعة الشعور المتفرّد، ووحدات التصور الناجمة عنه؛ أقف كي أرصدَ الكثيرَ من المحاولات المثيرة، لإعادة اكتشاف الذات، عن طريق اختبارها بمسبار الآخر، إنّ شاعرتَنا المبدعة -في نظري- تُحيلُ نفسها على الآخر، كما تحيلُ الكلمةُ على معناها، وهذا النوع من الإحالات، هوأشبه بالشِّباكِ المصنوعةِ مِن خيوط الفطرة والخبرة، والتي يصطاد بها الشعراءُ المُلْهَمون، ببراعةٍ، أسماكَ التأويل مِن بحر الشعر، حتى يحوزواعلى تعدّد القراءات الاستغراقية النوعية، ويظفروا بتجدّدها، وفي العنوان، تقدّم الضيفَ المخاطَب، وهو "أنت "، على المُضيف المتكلّم، وهو "أنا" ، الذي يعبر عن ثنائيّةٍ جدليّةٍ تراوح بين فقهِ اللغةِ وفلسفةِ الوجود، ويبدو أن ضيفها، قد "شربَ حليبَ السّباع"، ودخلَ معها بالفعل إلى قلبها، وإلا، لما كان بين أيدينا هذا المنجزُ الشعريُّ البديع، أمّا في الخارج، فهنالك واقعٌ قاتمٌ، يقف على ساقٍ واحدة، بانتظار أن يتغيّرَ لونُه الذي يصطبغ به مجرى الزمن. ويضيف، إن "رنا" ، إنما ترنو إلى ذاتها، حتى وهي توهم القارىء، بدالّة عطرِ الشعرِ المراوغِ فيما ترومه وتعنيه، بأنها، وقبل أن تأتي إلى هنا، قد نسيت خيالها - من أجل عينيه - في البيت، فأيّ شاعرةٍ "ماكرةٍ" أنتِ يا سيدتي ، وأي مجازٍ هذا الذي يمشي طائعاً مختاراً، خلفكِ كظلكِ، تحت شمسِ القريحةِ التي يمكنُ أن تشرقَ علينا من كلّ الجهات !!، فالأحداق والأشواق، الزهور والعطور ،النظرات والكلمات،الشموع والدموع، الآلام والأحلام، الأعذار والأقدار إنها وغيرها، ثنائياتٌ تتعاقبُ وسطَ مجالٍ حيويٍّ معنويٍّ مشحونٍ بمضمون الأثير فتولّد بما تعنيه، من رحمِ السليقةَ، طاقةَ التعبّير، وهي تشيرُ إلى سباحةِ القلبِ كالكوكب، حولَ شمسِ النفسِ، في فضاءِ الروح، لقد حاولتُ أن أذهبَ ماشياً على عيني،رفقةَ أحاسيس الشاعرة إلى أقصاها .. معترفاً بأنني لست عاقلاً بما يكفي، حتى أخافَ من وردةٍ تتفتح، شعرًا، أوأهربَ مفزوعًا، من سطوةِ لونها، وشقوةِ سحرها، وقلقِ سرّها، وعبقِ شذاها. وفي ختام حفل الإشهار قامت الشاعرة بسيسو بتوقيع نسخ من ديوانها لمحبي الشعر وذائقته من الحضور. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 15-10-2019 09:44 مساء
الزوار: 1077 التعليقات: 0
|